جبهة التحرير : نثمن دور القوى اليسارية العربية في دعمها للقضية الفلسطينية

جبهة التحرير : نثمن دور القوى اليسارية العربية في دعمها للقضية الفلسطينية

ثمن عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة لقاء القوى اليسارية العربية في بيروت بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني ، وما صدر عن اللقاء اليساري العربي من قرارات وتوجهات وتشكيل لجنة متابعة تكون منسقيتها برئاسة الحزب الشيوعي اللبناني.

وقال الجمعة:" ان لقاء القوى اليسارية العربية يكتسب أهميته استثنائية في ظل تزايد المخاطر والتحديات التي تواجه القضية الوطنية للشعب الفلسطيني، وذلك في الوقت الذي تزداد فيه مظاهر التضامن والتعاطف الدولي مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، حيث كان للقوى اليسارية دورا مميزا في البلدان العربية تجاه القضية الفلسطينية وتمثل في الدعم الصريح والواضح لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ولتعزيز هويته الوطنية وتمثيله السياسي المستقل الذي جسدته منظمة التحرير الفلسطينية، حيث ساهم هذا اللقاء ايضا في تعزيز هذا الدور، و تعميق المضمون التحرري و التقدمي لنضال شعبنا ،والترابط الموضوعي بينه وبين نضال الشعوب العربية من أجل إنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتخلص من الهيمنة والنفوذ الاستعماري وتعزيز الاستقلال الوطني وترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

ووضح الجمعة ان حضور الجبهة في اللقاء اليساري العربي هو تأكيدا على دورها في ضرورة توحيد القوى اليسارية والديمقراطية العربية والفلسطينية في اتجاه الهدف الأساس لنضال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والتي يتمثل في إنهاء الاحتلال وفي ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس ، وبضمن ذلك حقه في العودة إلى ارضه ودياره التي شرد منها، فالمهمات التي لا يزال يواجهها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هي مهمات مرحلة التحرر الوطني، برغم التداخل العميق بينها وبين المهمات الاجتماعية والديمقراطية.

واكد الجمعة على اهمية تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، برغم تباين ظروفه والسعي المحموم لتكريس تجزئته، وإبراز الطابع الوطني التحرري للقضية الفلسطينية بوصفها جزءاً من قضية النضال التحرري العربي، وكذلك من نضال قوى السلام و التحرر في العالم الرامي إلى التحرر من الهيمنة والتبعية والسيطرة الإمبريالية.

وشدد الجمعة على أن الجبهة ستسعى إلى جانب أنصار الحرية والديمقراطية والتقدم في العالم للنهوض بالعمل السياسي على مستوى الرأي العام العالمي لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعزل هؤلاء المجرمين وحرمانهم من كل دعم اقتصادي وسياسي وذلك بالنضال الفعال لتطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية في هذا الإطار.

ورأى ان هذا اللقاء يستمد أهميته لكونه يعقد في بيروت ويحشد وينظم جهود الاحزاب والقوى اليسارية العربية أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال .

ونوه الجمعة الى اهمية اللقاءات التي تتم بين حركتي فتح وحماس من اجل العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني.واكد على دور الجبهة وامينها العام الدكتور واصل ابو يوسف وقيادتها بدعوة كافة الفصائل من اجل الشروع فوراً بحوار وطني شامل، يستهدف مناقشة كل الملاحظات المطروحة، من قبل حركة حماس وغيرها، على بنود ورقة المصالحة، والتزام كل القوى الفلسطينية باحترام الشراكة السياسية في إطار السلطة ومنظمة التحرير، والعمل على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، ينبثق عنها حكومة اتحاد وطني تتمثّل فيها جميع أطياف الحركة الوطنية الفلسطينية، بغض النظر عن النتائج التي ستسفر عنها تلك الانتخابات.

وأكد الجمعة على تعزيز المقاومة بكافة اشكالها وبناء جبهة مقاومة وطنية لها باعتبارها الوسيلة الأنسب في المرحلة الراهنة لحشد أوسع الطاقات الشعبية، وتحفيزها عبر أشكال كفاحية إبداعية لمواصلة النضال المباشر ضد الاحتلال والاستيطان.

وقال لقد استخدم الشعب الفلسطيني كل أشكال النضال عبر مسيرته الطويلة، واليوم ما نراه من خلال المقاومة الشعبية الذي يتطلب توسيعها في الضفة الغربية يعزز من قدرة شعبنا على الصمود والتحدي، ويضعف قدرات الاحتلال على تشويه طابع نضالنا. وقد أثبتت التجربة الفلسطينية صحة هذا التوجه، وهناك انتفاضة عام 1987 التي شكلت بأسطع الصور دورها. موضحا ان المقاومة الشعبية اليوم في بلعين ونعلين والمعصرة والقدس تحظى في الواقع بمساندة دولية واسعة ويمكن أن تنخرط فيها حركات التضامن الدولي المتنوعة.

ودعا الجمعة الى عدم العودة الى المفاوضات والعمل من اجل إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومطالبتها بالتدخل الفعال لفرض الإرادة الدولية في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي مقدمة ذلك الاعتراف الدولي بحدود الدولة الفلسطينية على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس ، فهذا الخيار هو البديل عن الفشل المتواصل لعملية التفاوض التي تعاني خللاً بنيوياً لا يمكن إصلاحه بغير ذلك،وإخراج هذه القضية نهائياً من قبضة التحكم والتلاعب الامريكي الإسرائيلي، وذلك تعبيراً عن تجسيد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وبما يفتح الطريق أمام بحث قضايا الحل النهائي الأخرى.

واضاف ان التصدي لمخططات حكومة الاحتلال يتطلب بناء استراتيجية فلسطينية بديلة، تستند إلى وحدة الشعب الفلسطيني واستمرار نضاله، وإلى دعم الأشقاء العرب وتأييد الأصدقاء في العالم، وتوفير الإرادة الدولية الكفيلة بالضغط على إسرائيل وإلزامها بإنهاء احتلالها تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة،وإجبارها على الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، بما يحق السلام العادل والشامل في المنطقة.

وقال أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ،اضافة الى مواصلة الانتهاكات في في الأراضي العربية المحتلة خاصة في مجال سلب الموارد الطبيعية بما فيها المياه في الجولان السوري المحتل، بمبررات واهية تؤكد رفض حكومة الاحتلال للسلام الذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإيقاف كل أشكال الاستيطان وتفكيك جدار الفصل العنصري وإلغاء كل الإجراءات الهادفة إلى تهويد القدس المحتلة وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين في سجون الاحتلال والاعتراف وبحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم وفق القرار الاممي 194 ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني.

واكد الجمعة خطورة السياسات والتشريعات العنصرية التي تتبناها حكومة نتنياهو العنصرية وتماثلها مع أنظمة التمييز العنصري البائدة، مشيرا إلى أن إصرار حكومة العدو على اعتراف فلسطيني "بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي"، وهي محاولة لنزع الشرعية عن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه وفي وطنه، فضلاً عن إسقاط حق العودة وتبرير الترانسفير بحق فلسطينيي ال48، مؤكدا على رفض الجبهة وكافة فصائل منظمة التحرير والقوى الوطنية الفلسطينية ليهودية الدولة الصهيونية .

واشار الجمعة إن تطوير حملات الدعم والمساندة التي نراها اليوم مع شعبنا ، وإبراز مساهمة القوى اليسارية والتقدمية فيها، يتطلب السعي لتوحيد جهود هذه الحملات ، في اتجاه التركيز على القضية المركزية، قضية النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته .

وقال أن الاحتلال هو سبب كل المآسي التي يعانيها شعبنا وامتنا ، وهذا يتطلب من القوى اليسارية العربية والعمالمية تعزيز حركات التضامن الدولي وتعميق مساهمتها من أجل فرض المقاطعة على كيان الاحتلال الاسرائيلي والاستفادة من نموذج جنوب إفريقيا بهذا الصدد.

وأشار الجمعة إلى أن ما صدر من قرارات وتوجهات وتشكيل لجنة متابعة تكون منسقيتها برئاسة الحزب الشيوعي اللبناني ورؤية للقوى اليسارية، تجاه القضية الفلسطينية واوضاع المنطقة. مؤكدا على ان ذلك يكتسب أهمية حاسمة لكافة القوى في هذه المرحلة. ونحن إذ نحيي ونثمن عالياً الدعم الذي قدمه، وما زال يقدمه، كل حزب وقوى من احزاب وقوى اليسار العربي الشقيقة لهذا النضال، نأمل أن يكون هذا اللقاء الهام، وما سيسفر عنه من مقترحات ملموسة، فاتحة لتوحيد وتنسيق جهودنا في دعم نضال الشعب الفلسطيني وجماهيرنا العربية وقضاياهم العادلة.

وكرر شكر الجبهة للحزب الشيوعي اللبناني على استضافته لهذا اللقاء وتهاني الجبهة لمناسبة الذكرى السادسة والثمانون لتأسيسه .

» جبهة التحرير الفلسطينية تشارك في لقاء القوى اليسارية العربية في بيروت
» جبهة التحرير الفلسطينية، والجبهة العربية الفلسطينية تؤكدان على برنامج الإجماع الوطني..
» جبهة التحرير الفلسطينية تكرم المرأة والاعلامية الفلسطينية بمناسبة يومها الوطني
» جبهة التحرير الفلسطينية:انعكاس نتائج الثورات العربية ينبغي استثمارها
» بيان جماهير صادر عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في ذكرى انطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية