مزج السم بعسل المصالحة بقلم .. موفق مطر

مزج السم بعسل المصالحة بقلم .. موفق مطر

موفق مطر / يعلم عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق بأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ماخضعت ولن تخضع يوما للشروط الاسرائيلية والا فكيف يفسر وصول حماس الى تشريعي السلطة ورئاسة حكومتها قبل انقلابها الدموي في غزة ؟! ... فجماعة حماس في دمشق يتناوبون الأدوار مع ' اخوانهم ' في غزة لادخال الرأي العام الفلسطيني والعربي في متاهة المصالحة ، في مقصد مكشوف لكسب الوقت ، ورهان على متغير يحسبون انه آت على عجل ، فبعضهم يستجدي اعادة نظر اوروبية وأميركية باللائحة السوداء التي مازالت حماس في قائمتها ، وبعضهم يراهن على انهيار لمؤسسات السلطة الوطنية في الضفة الفلسطينية في اول اجتياح أو عملية سور واقي جديدة تستدرجها خلايا حماس المسلحة بعمليات يمكن تسميتها ' عمليات غدر السلام ' ، فيما الجميع في حماس مازال يراهنم على متغير اقليمي تدخل فيه ايران موضع الاستعراض الفعلي لقوتها النووية ، وموقع افرض الشروط لنيل حصتها من المنطقة .
يطلب الفلسطينييون والعرب من فتح تصديق نوايا حماس بالمصالحة ، فنذهب وفي قلوبنا التفاؤل باعتقادنا ان المرء يتغير مستخلصا العبرة من التجارب الدموية ، ومن مشاهد وصور ضحايا الصراع ، لكنهم لماذا لايعلمون أن قادة من حماس يروجون لعسل المصالحة الممزوج بالسم ، ألا يرون كيف يرشقونه مجانا للناس عبر وسائل الاعلام ، فيلتهمه المتعصبون لوجهة النظر الواحدة الذين لايمتلكون جرأة البحث عن الحقيقة فيتسممون ، فالرشق قال :' هناك أطرافا كثيرة تريد أن تفشل المفاوضات وأن تكون طرفا في بحث الملف الأمني، لذلك فإن العنصر الأهم في مناقشة هذا الموضوع مرتبط بمدى قوة فتح لمناقشته بعيدا عن الشروط والمعادلات الإسرائيلية '! . فاين بوادر المصالحة في مثل هكذا كلام يصدر عن عضو من المفترض انه صانع قرار سياسي في حماس ...حتى المستشار احمد يوسف فانه يحاول تزييف تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية ومحو سجلها النضالي بالأمس ونسب المقاومة وحصرها بجماعته فقط !! فهو بعد اعترافه بضرر العمليات التفجيرية التي يبدو انها كانت تستهدف االقضاء على ياسر عرفات ، وافراغ المشروع الوطني من مضامينه التحررية ، لصالح المشروع الاخواني بالمنطقة وتيارهم العالمي الذي استفاق فجأة واخترع قوافل شرايين الحياة بعد ستين سنة على ماساة الشعب الفلسطيني وبعد عقود من المعارك والتضحيات كانوا فيها على مقاعد المتفرجين ، وبعد تبريراته لأسباب ايقاف اعمال مايسميها المقاومة المسلحة من غزة في نفس الحديث لصحيفة الدستور الاردنية يطلع علينا بنتيجة تفلق العاقل من الضحك ، فالمستشار الدارس في جامعات أميركا يصف المشروع الوطني , ومشروع تحقيق السلام والصمود لشعبنا على أرضه في وطنه بانه مشروع تسوية بصيغة القدح, ويصف مشروع جماعته بمشروع مقاوم بصيغة المدح رغم اقراره ان ضررها كان اعظم بكثير من جدوى عملياتها العبثية , فقد قال : 'كل الصراعات تنتهي بالجلوس على طاولة المفاوضات ، سواء أكنت صاحب مشروع مقاوم (حركة حماس) ، أم مشروع تسوية (الرئيس محمود عباس) !.
يسعى اصحاب مقولة 'المشروع المقاوم' الى تسوية على طاولة المفاوضات ؟! لكنها ' تسوية اخوانية اسلامية ' على شاكلة افراح اسلامية و حلويات اسلامية وأزياء اسلامية ، لكنهم لايستطيعون الا اذا عهروا مصطلح التسوية . فالمستشار احمد يوسف يعلم جيدا أن حكومات اسرائيل ما كانت لتعترف بقائد فتح الذي هو رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتبحث معه على طاولة المفاوضات عن تسوية سلمية للصراع لولا انه قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، ففتح كما قال الرئيس ابومازن بقمة سرت قد ' اخترعت المقاومة والعمل الفدائي ' ، فشعبنا قادر على ابداع اساليب للمقاومة المتلازمة مع الصمود مادامت ارضنا الفلسطينية محتلة .
قد تتحمل فتح ضعف ذاكرة صناع السياسة بحماس ، لكن من قال ان فتح ستبقى تتحمل الى مالا نهاية طعنات قيادات حماس وأعوانها الصغار في الظهر .
على حماس جمع ارادتها لمرة واحدة وتقرير فيما اذا كانت مقتنعة بشراكة وطنية مع فتح باعتبارها حركة تحرر وطنية ورائدة لمشروع الوطني ، لأن حالها الذي هي عليه لاينبىء بنضوج عقلانية نرجوها ، فللوصول الى تسوية سلمية مع حماس على قادتها البرهان عمليا أنهم يتمتعون بروح وطنية تصالحية .

» يوم الاسير ... بقلم معين شديد
» الورقة بقلم ..ابراهيم ابوالنجا
» عقب الإحتفال على توقيع المصالحة:: د.الزهار : هناك عقبات في تطبيق الاتفاق مصدرها المتضررين من المصالحة
» صبراً يا فلسطين ..بقلم سمير حسن
» عمالة الاطفال بقلم: امل حبش