مخيمات الأردن «بيضة قبان» وأقصر الطرق إلى البرلمان

في خضم الشعارات المرفوعة في الانتخابات النيابية المقررة في التاسع من نوفمبر المقبل تغيب القضايا السياسية وتحضر الخدماتية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الأردن. وفي مشهد لافت تتشابك صور المرشحين وشعاراتهم داخل المخيمات، في وقت يتسابق فيه المرشحون للفوز بأصوات اللاجئين، إذ تعتبر أصواتهم «بيضة قبان» و«أقصر الطرق للوصول إلى المقعد النيابي».
فيما تحولت وحدات سكنية في بعض المخيمات إلى مواقع مؤازرة لمرشحين تختلط شعاراتهم على جدرانها مع مشاهد مصورة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009. ولا يتوانى المرشحون عن تقديم هدايا وأعطيات لكسب ود اللاجئين، وتقول أم داوود اللاجئة في مخيم الوحدات (جنوب العاصمة عمان) إنها استثمرت الموسم الانتخابي لنيل مساعدة من قبل أحد المرشحين لتزويج ابنها الذي قالت عنه إنه يعاني من «ضيق ذات اليد.. والانتخابات فرصة لأخذ قرشين، بكره بنجحوا وما حدا بشوف وجههم». بيد أن أم داوود تؤكد في سياق آخر أنها رغم نيلها مساعدة مالية، فإنها ستنتخب المرشح القادر على إيصال صوتها للمسؤولين، خصوصا أن المخيمات ـــ وفق قولها ـــ تعاني الأمرين بعيدا عن أعين الحكومة، نظرا لكثافتها السكانية وانتشار الفقر والبطالة.
ويأمل الناخب محمد نور من مخيم الحسين (وسط عمان) أن يفوز مرشح من أصول فلسطينية في الدوائر التي توجد فيها المخيمات، وذلك لإنه سيكون الأقدر على حمل هموم المخيمات والتعاطي معها لأجل حلها.
ويرفض نور، ما يقوم به مرشحون مفترضون لكسب تأييد اللاجئين من توزيع طعام وشراب ومعونات شتاء عليهم وذلك للتأثير على رأي الناخبين الأردنيين من أصول فلسطينية. وتشير رجاء فوزي المعلمة في مدارس وكالة الغوث إلى أن حملات الناخبين أغفلت عن حسن نية الشعارات التي تجذب الناخب اللاجئ والتي منها التأكيد على حق العودة وفلسطين حرة عربية ورفض الوطن البديل باعتبارها قضايا حياتية للاجئين في بلد يقيم فيه نحو مليوني لاجئ فلسطيني.
وتؤشر فوزي إلى وجود حالة انفصام واضح في شعارات المرشحين لجهة التعاطي مع قضايا المخيمات لتأكيدها على الدور الخدماتي «وهي من وجهة نظري تساعد على التوطين مقابل التنازل عن الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني».
وتقول «أنا شخصيا تقابلت مع مرشحين وقلت لهم، نحن كلاجئين همنا فقط العودة إلى بلادنا ومن ثم القضايا المطلبية، وسانتخب المرشح القادر على الحفاظ على حقي بالعودة إلى وطني».
ويبدو أن مقاطعة الحركة الإسلامية للانتخابات قد أثرت على الحراك الانتخابي في المخيمات، خصوصا أن هذه المخيمات تعتبر مراكز الثقل الجماهيري للحركة منذ ستينات القرن الماضي.

» توزيع مخيمات اللاجئين في الأردن
» اطفال مخيمات اللاجئين في الأردن يؤكدون تمسكهم بحق العودة
» الأردن: مسيـرة احتجاجيـة غـداً البرلمان يحذّر من «أجندات الفوضى»
» إسلاميو الأردن يهاجمون البرلمان الأردني لتخفيفه عقوبة الزاني والزانية برضاهما
» الأردن: التكلفة التقديرية للوصول لكرسي البرلمان تتطلب مليونا ونصف مليون دولار