اختتام دورة فن كتابة السيناريو التي اشرف عليها مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت

اختتام دورة فن كتابة السيناريو التي اشرف عليها مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت
غزة / كاتب السيناريو عليه أن يفكر كثيراً في جميع التفاصيل، وأن يبتعد عن الكتابة الأدبية، بحيث يتخيل الـمشهد أمامه قبل وعند وبعد الكتابة .. كتابة السيناريو ليست بالأمر الهيّن، ولا يمكن التعاطي معها على اعتبارها نوعاً من أنواع الهواية' .. هذا بعض ما خلصت إليه الكاتبة المصرية د. عزة عزت ، خلال إشرافها على دورة في السيناريو، استمرت عشرة أيام ، واستضافتها جامعة الأقصى بغزة.
وجاء حفل الاختتام الذي حضره د.احمد حماد عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى ود. خالد السوسى عميد التعليم المستمر, والسيد على الأغا منسق مركز تطوير الإعلام التابع لجامعة بير زيت في غزة.
ونقلت عزة في الدورة التي اختتمت فعالياتها مؤخرا , خلاصة تجربتها الأكاديمية والمهنية ، خاصة في كتابة السيناريو، حيث ناقشت مع الـمتدربين من مخرجين، وأدباء، وصحافيين، ومراسلي فضائيات، وغيرهم، العديد من الأفلام.
وتعاطت عزة بشفافية كبيرة في نقلها لخلاصة هذه التجربة التي تمتد لعقود، عبر تأكيدها أن الكتابة للسينما باتت تجارة بشكل أو بآخر، وبالتالي من الضروري الأخذ بعين الاعتبار، إمكانات تسويق الفيلـم، وآليات التسويق هذه، عند كتابة السيناريو.
وتحدثت عزت عن نماذج مختلفة من سيناريوهات لأفلام عالـمية، في حين أعـد الـمتدربون نماذج مكتوبة خاصة بهم، كما فرقت بين السينما المصرية قديما وحديثا وبين واقع الأفلام في عصرنا الحالي مع الأفلام المبنية على نوع معين في الدراما المصرية والعربية.
وأكدت عزت أن الجهة الـمنتجة ليست دائماً على حق، مع أنه صاحب القرار في النهاية، إلا أنه، وفي الكثير من الحالات يدرك الـمنتج أن موقفه لـم يكن صحيحاً، خاصة مع إصرار كاتب السيناريو على نصه، وتنفيذه بطريقة تحقق له نجاحاً كبيراً، وأحياناً قد يكون كاتب السيناريو مضطراً للبحث عن صياغات أخرى، تتناسب والجهة الـمنتجة، لكن دون التنازل عن أفكاره، ودون تحويل فيلـمه إلى فيلـم آخر مختلف تماماً.
وتطرقت الدكتورة المصرية ، في أيام الدورة التدريبية , والتي وصفها الـمشاركون بالقيمة، إلى الحديث عن الخطوط الفاصلة بين مهام كاتب السيناريو، والـمخرج، وماذا في حال كان كاتب السيناريو هو الـمخرج نفسه، مشددةً على ضرورة تضمّن السيناريو بعض العناصر الإخراجية، خاصة في وصف الأجواء الـمحيطة، التي لابد أن تعبر بشكل أو بآخر عن الفكرة الـمراد إيصالها.
من جهته أثنى السيد على الأغا منسق غزة أننا نتطلع إلى المشاركين في الدورة إلى قيامهم بكتابة قصص وإنتاج أفلام تصور بدقة حياة الشعب الفلسطيني الذي يعاني الكثير جراء الاحتلال الاسرائيلى وقال:' إننا بحاجة إلى جهد إعلامي كبير حتى نبقى في ركب الحضارة، حيث أصبح الإعلام اليوم غذاء الشعوب والذي يسيطر إعلاميا فإنه يمتلك مفاتيح الخير والشر في العالم فنحن لا نريد أن نبقى مستقبلين للأخبار والمعلومات بل نريد أن نصبح مصدر مهم للأخبار.
من جهة ثانية قال عميد التعليم المستمر بجامعة الأقصى د. خالد السوسى إن جامعة الأقصى تدعم كل الأنشطة الثقافية الجادة ولهذا السبب تعاونت مع جامعة بيرزيت في تنظيم هذه الدورة ..حيث أن كتابة السيناريو في نهاية الـمطاف حرفة، والعمل على تطوير هذا الجانب مهم في فلسطين، ليس من وجهة نظر فنية بل مهنية ، فكما لدينا أطباء جيدون، ومهندسون مبدعون، ونجارون، وميكانيكيون، وعمال متقنون لـمهامهم، لـمَ لا يكون في فلسطين كتاب سيناريو على درجة عالية من الـمهنية؟
ويضيف د. احمد حماد إن فن كتابة السيناريو لا يزال حديثاً بالنسبة لـمجتمع صغير وشاب كالـمجتمع الفلسطيني، الذي يعيش أوضاعاً مؤلـمة واستثنائية نتيجة الاحتلال الاسرائيلى ، والذي يبدي رغم كل هذا الألـم تمسكه بالحياة، والحرية، والحب، وبنية الهوية، ونضاله العادل من أجل مستقبل أفضل .. نريد من خلال هذه الدورة إيجاد مَن يعبرون بمهنية عن كل هذه الأمور.
ويعتبر د.حماد دورة كتابة السيناريو، مرحلة جديدة من سلسلة دورات وبرامج تنظم فى الجامعة بالتعاون كلية الاعلام خدمة للمجتمع المحلى .
من جهتهم أعرب الحضور عن سعادتهم لتنظيم هذه الدورة رغم ظروف الحصار الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقبل الختام قدمت إحدى المشاركات كلمة شكر عبرت فيها عن مدى سعادتهم بهذه الدورة ومدى الفائدة العلمية التي تحصلوا عليها وأشادوا بالمدربة.