بعد مساجد الضفة.. كنائس القدس مهددة بالحقد الإسرائيلي

بعد مساجد الضفة.. كنائس القدس مهددة بالحقد الإسرائيلي
انضمت يوم أمس الجمعة، إحدى الكنائس المسيحية الواقعة في شارع الأنبياء بالقدس المحتلة إلى قائمة المقدسات التي أقدم المستوطنون على إحراقها في هجمتهم الشرسة المتواصلة منذ مطلع العام الجاري.
وأحرقت الكنيسة في شارع الأنبياء، بنفس الطريقة التي أحرق بها مسجد بيت فجار في الخامس من الشهر الجاري.
ولا يعتبر الاعتداء على الكنيسة ومسجد الأنبياء ببيت فجار إلا أحد أشكال العدوان الذي يمارسه الاحتلال ومستوطنيه، بحق المقدسات في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

اعتداءات متكررة
وتم توثيق حرق خمسة مساجد وأماكن دينية منذ مطلع العام الجاري في القدس المحتلة قبل الكنيسة في شارع الأنبياء؛ فبالإضافة إلى مسجد 'الأنبياء' في بيت فجار، تم إحراق مسجد قرية 'اللبن الشرقية'، ومسجد قرية 'ياسوف'، وتدنيس مسجد 'حوارة' بنابلس.
وحول تفاصيل هذه الاعتداءات، ففي فجر الحادي عشر من كانون أول الماضي، أحرق الطابق الثاني من مسجد حسن خضر في بلدة ياسوف شرق سلفيت شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى إحداث أضرار بالغة بما فيها حرق عددا من المصاحف، فيما كانت الشعارات التي كتبها مستوطنون على جدار المجلس 'سنحرقكم كلكم' شاهدًا على بشاعة الجريمة.
وفي الرابع عشر من نيسان الماضي أقدم مستوطنون على اقتحام مسجد بلدة حوارة ودنسوه بعبارات مسيئة للإسلام ورسموا على جدرانه نجمة داود.
وتكرر المشهد باستهداف المساجد بشكل أخطر فجر الرابع من أيار الماضي، حين أضرم مستوطنون النار فجر ذلك اليوم في مسجد قرية اللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس، ما أدى إلى إحراقه بالكامل، ومن ضمن ذلك المصاحف والكتب الدينية وسجاد وستائر المسجد.

استنكارات للاعتداء
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، صباح اليوم، حرق مستوطنين يهود للكنيسة، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن هذه الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية، دليل على همجية ووحشية المستوطنين، الذين يمارسون الإرهاب بأبشع صوره، تحت بصر وسمع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب أبو ردينه، الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، بالتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية، من أجل منع اعتداءات المستوطنين المتكررة على الشعب الفلسطيني وأرضه.

كما أدانت شخصيات إسلامية ومسيحية هذا الاعتداء عبر 'وفا'، وقال د. حسن خاطر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية: إن جريمة إحراق كنيسة شارع الأنبياء تأتي امتداداً لسياسة إحراق المساجد.
واعتبر خاطر أن العبرة ليست بحجم الضرر الذي تركه الحريق في الكنيسة، وإنما هو باجتياح حرمة المقدسات التي لم يعد لها أي حرمة، وهذا يشكل خطرا كبيرا؛ لأنه تغيير لما اتفقت عليه الحضارات الإنسانية، من تحصين هذه المقدسات حتى في ظل الاحتلال والحروب، وبقيت في منأى عن النزاعات، ولكن الاحتلال حطم هذه القاعدة التاريخية ولم يترك أي حصانة لهذه المقدسات سواء كانت مساجد أو كنائس.
وأكد وجود فتوى مسبقة من قبل الحاخامات الإسرائيليين للاعتداء على المسلمين والمسيحيين في القدس، وقال: 'نشتم من وراء هذه الجريمة رائحة فتوى للمساس بهذه المقدسات الإسلامية المسيحية، وما يؤكد ذلك أن هذه الجريمة تتم في السبت اليهودي، ولولا وجود ضوء أخضر من مرجعيات عليا في الحاخامية اليهودية لما حدث هذا في السبت'.
وذكر خاطر بفتوى أخرى مثل تحليل زنى المرأة من أجل المساس بـ'الأعداء' وانتهاء حرمة السبت من أجل المساس بالأعداء وممتلكاتهم.
وقال خاطر: إن تطرف الحاخامات الإسرائيليين يقود دولة إسرائيل إلى إشعال الأحقاد والكراهية والعنصرية في المنطقة بأكملها الأمر الذي ينذر بحرب دينية خطيرة.
من جانبه، أكد ديمتري دليالي رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، اليوم السبت، أن أبناء المدينة المقدسة سيتصدون للاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية والتي كان آخرها إحراق مبنى تابع لكنيسة الأنبياء بالقدس المحتلة.
وأضاف دلياني في تصريح خاص بـ'وفا'، إن يجري حاليا التنسيق مع بين أبناء القدس وإخوانهم من فلسطينيي الداخل من أجل وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسلمين والمسيحيين في القدس.
في سياق متصل، استنكر د. زكريا الآغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إقدام مستوطنون على إحراق الكنيسة.
ووصف د. الآغا في بيان صحفي صدر عنه اليوم السبت، الحادث بالعمل الإجرامي وله تداعيات خطيرة على مدينة القدس ومواطنيها المسلمين والمسيحيين ومقدساتها، ويؤكد أن مدينة القدس وأهلها المسلمين والمسيحيين في خطر وهم مهددون بجرائم جديدة ما دام المستوطنين مطلقي العنان في المدينة .
وأشار إلى أن القدس مدينة الأديان السماوية والسلام أصبحت مستباحة لقطعان المستوطنين بضوء أخضر من حكومة نتنياهو اليمينية لتمرير خططها العنصرية في تهويد المدينة المقدسة وإزالة كافة المعالم الإسلامية والمسيحية وطرد مواطنيها المقدسيين سواءً المسلمين أو المسيحيين .
وأضاف د. الآغا: المقدسات الإسلامية والمسيحية لم تتعرض على مدار التاريخ لأية اعتداءات، وإن هذه الاعتداءات تؤكد ضرورة توفير حماية دولية لحماية كافة المساجد والكنائس والمقدسات في مدينة القدس من جرائم المستوطنين الذي يتحركون ويجولون في الأرض الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: إن انتهاج المجتمع الدولي لسياسة الصمت إزاء هذه الجرائم ستدفع المنطقة باتجاه التوتر التي سيكون لها مردود سلبي على عملية السلام التي تتعرض لضربات موجعة بفعل تنكر حكومة الاحتلال لإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضها وقف الاستيطان .
وأشاد د. الأغا بصمود أهل القدس داعياً إياهم مسلمين ومسيحيين التصدي لجرائم المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.

ـــ