وزارة الإعلام تنتج فيلم 'الباحثون عن الحقيقة' التاريخ : 2/11/2010 الوقت : 10:48

وزارة الإعلام تنتج فيلم 'الباحثون عن الحقيقة' التاريخ : 2/11/2010 الوقت : 10:48
--------------------------------------------------------------------------------

رام الله 2-11-2010 وفا- انتجت وزارة الإعلام فيلما وثائقيا بعنوان 'الباحثون عن الحقيقة'، استعرضت فيه عددا من شهادات الإعلاميين وهم يؤدون واجبهم الصحفي في ظل ممارسات إسرائيلية ضدهم.

بدا بشكل واضح في الفيلم الذي جاء باللغة العربية ومترجم للإنجليزية مشاهد لزخات نيران كثيفة استهدفت مقرا لأحد المؤسسات الإعلامية، وحالة من الهلع سادت المكان إذ تدافع الإعلاميون نحو الشارع يصرخون طالبين الإسعاف، كان أحد الصحافيين أصيب برصاصة إسرائيلية القته جريحا على الأرض.

وتوالت مشاهد الاعتداءات على الصحافيين التي وثقتها عدسات المصورين التلفزيونية خلال مواسم العنف الإسرائيلية، وتوالت شهادات إعلاميين وإعلاميات فلسطينيات استهدفهم الرصاص الاسرائيلي المجنون في محاولة حثيثة لطمس الحقيقة.

فيلم 'الباحثون عن الحقيقة' انتجته وزارة الإعلام بالتعاون مع شبكة 'معا' الإعلامية، وثّق تاريخا مؤلما من المواجهة بين الباحثين والباحثات عن الحقيقة من جهة، وبين مناهضي الحقيقة من جهة أخرى.

يقدم الفيلم شهادات عديدة لإعلاميين وإعلاميات فلسطينيات جرى استهدافهم شخصيا، أو جرى استهداف مؤسساتهم الإعلامية برصاص الإحتلال لمنعهم من ممارسة مهامهم المهنية والانسانية في آن.

ومن بين الشهود نائل الشيوخي، وناصر اشتيه، وكارلوس حنضل، وليلى عودة، وفادي عاروري، وإحسان تركية، وآخرون، حيث استذكر الشهود ذكريات مفزعة حول استهدافهم، او استهداف مقار مؤسساتهم.

كما استذكروا اللحظات الاخيرة من حياة زملاء آخرين، قضوا نحبهم، مثل الصحفي الشهيد فضل شناعة، مصور وكالة 'رويترز' في قطاع غزة، بعد استهدافه بشكل مباشر من قبل طائرات الاحتلال جنوب شرق مدينة غزة، عندما كان يصور المجزرة الدموية التي ينفذها جيش الاحتلال في منطقة جحر الديك.

كما استذكروا حادثة قصف مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون، حينما قصف المبنى، لم يلذ إعلاميوه بالفرار، بل سارعو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تسجيلات في الأرشيف.

يتحدث ناصر اشتيه بفخر عن أن المعاناة الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى شكلت ذهنية الصحافي الفلسطيني، وقادته ليحمل عبء سرد روايته بعد أن كانت روايتها حكرا على الصحافيين الإسرائيليين والأجانب.

أما فادي العاروري فابدى بالغ سعادته، وهو يلبي واجبه المهني، بتغطية جوانب إنسانية كان يمكن أن يطويها الزمن بغبار النسيان، لو لم يكن لها من يخلّدها في الوجدان الفلسطيني والعالمي.

وتطرح ليلى عودة معضلة ثنائية الهوية: الصحافي والفلسطيني، فالجندي الإسرائيلي ينظر للصحافيين الفلسطينيين باعتبارهم فلسطينيين أولا ثم إعلاميين أخيرا. وتحدثت كيف أن الحقيقة استفزت الجندي الإسرائيلي، فانتظرها حتى أوشكت على إنهاء تقريرها فأطلق النار حيّة مباشرة عليها وعلى المصور.

يستذكر نائل الشيوخي الحوادث السبعة التي استهدفه فيها الاحتلال برصاصاته، وكان أسوأ الحوادث ما جرى يوم 13/3/1998، كان يغطي وزملاؤه مسيرة استفزازية للمستوطنين بحي أبو سنينة في الخليل، بعد فترة وفيما كان وبعض زملائه يهمّون بمغادرة المكان قام ثلاثة جنود إسرائيليين بإطلاق وابل من النار عليه وعلى زملائه، أصيب بعدة مواقع من جسده ووقع على الارض، وحاول زملاء آخرون سحبه فاستهدفوا كذلك.

فقد الشيوخي كليته، وكثيرا من عافيته وصحته لاسيما في جهازه العصبي، ورغم رحلات علاج شاقة في مناطق متعددة من البلاد والخارج إلا أن حياته انقلبت رأسا على عقب، غدا مستحيلا عليه ممارسة حياته على طبيعتها.

يؤكد كارلوس حنضل أن المصور الصحافي هو المستهدف الأول لجيش الاحتلال، في نظر الجندي المحتل فالكاميرا والصورة هما العدو الأكثر خطورة عليه، كيف لا والحقيقة تصل للعالم من خلال الصورة. يقول هذا مستذكرا استهداف سيارته بوابل من الرصاص أصاب نحو عشرين منها سيارته وكادت أن تودي بحياته.

على مدى أربع وعشرين دقيقة يروي الفيلم حكايا ومشاهد بالغة الدلالة، عميقة الحس، توثق جوانب من صراع الباحثين عن الحقيقة مع أعدائها.

ــ

ا.ف