المستشفى الأهلي بالخليل.. تطور طبي وقلة إمكانيات وديون مستحقة

المستشفى الأهلي بالخليل.. تطور طبي وقلة إمكانيات وديون مستحقة
يجهد القطاع الصحي في عموم الأرض الفلسطينية في التغلب على قلة الموارد المالية، و 'ندرة' الأخصائيين، وأيضا، ديون مستحقة، بما في ذلك على جهات ومؤسسات رسمية، من شأن تحصيلها تطوير هذا القطاع وتذليل العقبات أمام المرضى والحد من تحويلهم الى مستشفيات الدول المجاورة.
المستشفى الأهلي بالخليل جنوب الضفة الغربية واحدة من المستشفيات الوطنية الكثيرة التي تواجه ذات المشاكل، جنبا الى جنب، مع تكاتف جهود طاقمها، من أطباء ومختصين وممرضين واداريين لتقديم أفضل الخدمات الصحية.
رئيس الهيئة الإدارية في المستشفى الأهلي، عبد الكريم الزغير، أوضح لـ'وفا' أن المستشفى الأهلي تعمل في هذه الأيام بطاقة استيعابية تصل إلى (200 سرير) ويأمل أن تصل هذه الطاقة الى 100 سرير آخر، في حال اكتمال العمل بها وتجهيز جميع مرافقها الصحية، لافتا الى أن طاقة المستشفى ستصل في الحالات الطارئة ما يقارب 500 سرير.

المعاناة المالية وتراكم للديون.
وأكد عبد الكريم الزغير رئيس الهيئة الإدارية للمستشفى لـ'وفا' وضع خطة إستراتيجية من قبل الهيئة الإدارية الحالية، للنهوض بالمستشفى وتغطية نفقاتها من دخلها الذاتي، موضحا أن النفقات الشهرية للمستشفى تصل إلى (3) مليون شيقل، في حين تبلغ قيمة الخدمات المقدمة داخل المستشفى إلى (3.2) مليون شيقل.
وأوضح انه إذا ما التزم متلقو الخدمة بدفع ما يترتب عليهم من مبالغ مالية بشكل منتظم، وخاصة الخدمات الطبية العسكرية التي تراكمت عليها الديون إلى ما يقارب المليون شيقل حتى الآن، ووزارة الصحة، لن تكون هناك أزمة مالية في المستشفى، لان لدى إدارة المستشفى مؤسسات عديدة لدعمه في التطور والبناء، إلا انه من الصعب إيجاد دعم للنفقات التشغيلية .
وناشد الزغير، بهذا الخصوص، الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د. سلام فياض، ووزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي، دعم هذه المستشفى التي تعتبر انجازاً صحيا وطبيا يفتخر به على مستوى الوطن.
وبين المدير الإداري والمالي للمستشفى نبيل ناصر الدين، انه يعمل بالمستشفى ما يزيد عن (450) موظفا منهم (61) طبيبا، و (170) ممرضا وممرضة، و(45) عاملا في الخدمات المساعدة، و(60) خدمات، والبقية تعمل في إطار الخدمات الإدارية كالأمن والبيئة والاستقبال وغيرها.
وبين ناصر الدين، أن للمستشفى العديد من الأطباء المبتعثين لإكمال تخصصاتهم في الخارج من قبل إدارة المستشفى، وسيتم تخرجهم خلال العام القادم، وبهذا يتم تغطية العجز الطبي الموجود فيها.

الصحة والمال
وحول المستحقات المترتبة على وزارة الصحة للمستشفى، قال وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي، لـ'وفا' إنها ليست ديون، وإنما هي معاملات جارية للتدقيق، وأكد انه تم دفع مبلغ (مليون شيقل) للمستشفى خلال هذا الأسبوع .
وأوضح، أن المستشفيات الأهلية والخاصة كانت تعاني من عجز شديد، إلا أن وزارة الصحة بدأت بشراء الخدمات فيها، وهناك اتفاقيات بينها وبين وزارة الصحة لآلية التسديد المالي، إلا أنها تتعثر أحياناً لأيام قليلة، وبين انه سيتم إعطاء دفعة مالية أخرى للمستشفى الأهلي بعد عيد الأضحى المبارك مباشرة.
وأكد أبو مغلي، أن وزارة الصحة تبذل ما بوسعها من جهود كي تستمر كافة المستشفيات والمرافق الصحية بتأدية خدماتها بشكل حضاري ومميز، باعتبار أن هذه المستشفيات استثمارات وطنية للشعب الفلسطيني.

الخدمات الطبية العسكرية والمال.
بدوره، أكد الدكتور كامل حسان مدير عام الخدمات الطبية العسكرية، انه يوجد عقود مع المستشفيات، ومنها المستشفى الأهلي، وان هناك أموال مترتبة على الخدمات العسكرية للمستشفى الأهلي، موضحا أن آلية تسديد هذه المبالغ مستمرة، وان التحويلة التي تعطى للمريض هي فقط للمقتضى المطلوب والمشار إليه عبر الخدمات الطبية العسكرية، إلا أن المستشفيات لا تتقيد بما تنص عليه التحويلات العسكرية، وهذا يؤدي في نهاية الأمر إلى وجود خلل يحتاج لتدقيق طويل ومتابعة.
وبين حسان، أن الخدمات العسكرية تقوم بتدقيق المطالبات المالية للمستشفيات بتحويلها للمالية المركزية في الخدمات العسكرية، مبينا انه يتم حفظ العديد من الفواتير لغايات التدقيق بسبب وجود خلل ما فيها.
وأشار حسان إلى أن المستحقات المترتبة للمستشفى الأهلي هي ليست جديدة، فهي من عامي 2008 و 2009 وهو الآن يقوم بمتابعتها وتدقيقها في المالية المركزية بالخدمات العسكرية، وان صرف هذه المبالغ المترتبة يتم بعد تدقيق شهري لها.

الأقسام العاملة في المستشفى
تعمل في المستشفى عدة أقسام أهمها قسم الجراحة العامة، وجراحة العظام، والكلى والمسالك البولية، وجراحة الأعصاب، والنساء والولادة، والأطفال والأطفال الخدج، والباطني، والعيون، وأخيراً تم افتتاح قسم القسطرة وجراحة القلب قبل عام تقريباً.
وفي إشارة إلى التقنيات التي جهز بها قسم القسطرة التي كانت تفتقدها محافظتي الخليل وبيت لحم ، أكد الدكتور هشام نصار رئيس قسم القسطرة في المستشفى، أن هذا القسم هو الأكثر تطورا وتقدما على مستوى فلسطين فهو مجهز بأحدث التجهيزات الطبية العالمية، ويتم حاليا إدخال خدمات جديدة له تتعلق بكهرباء القلب، والشرايين والأوردة .
كما أوضح نصار، انه تم إجراء ما يزيد عن (150) عملية قلب مفتوح خلال هذا العام تكللت جميعها بالنجاح التام ودون مضاعفات تذكر، كما تم إجراء ما يقارب (800) عملية قسطرة وتركيب شبكات، مشيرا الى ان هذه العمليات كانت غالباً ما تتم في خارج البلاد، وبتحويلات من وزارة الصحة، مما يرهق خزينة السلطة، والمواطنين والمرضى بالتنقل عبر الحواجز الإسرائيلية والجسور.
وكان العمل في إنشاء هذا المستشفى قد بدأ منذ العام 1984، وهو مجهز بأحدث التقنيات الطبية التي قدمت كمساعدات مالية داخلية وخارجية، عربية وأجنبية، منها: الصندوق العربي الكويتي، والبنك الإسلامي للتنمية في السعودية، ومؤسسات الهلال الأحمر في الإمارات والسعودية والكويت ودول الخليج العربي، وإمارة الشارقة، وهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية وغيرها، إضافة إلى تبرعات العديد من أبناء محافظة الخليل.
ــــــــــ