الرئيس: حريصون على التواصل مع أشقائنا في مملكة البحرين

الرئيس: حريصون على التواصل مع أشقائنا في مملكة البحرين
- قال الرئيس محمود عباس، الليلة، 'إننا حريصون على أن نتواصل مع أشقائنا في مملكة البحرين، لأن الهم الفلسطيني هم واحد، لا بد لنا أن نتبادل فيه الرأي والمشورة مع أشقائنا هنا'.
وأضاف سيادته، خلال لقائه مع الجالية الفلسطينية في البحرين، 'اليوم كان لنا شرف اللقاء مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تحدثنا معه حول همومنا وحول أهم وأبرز القضايا التي تمر بها القضية الفلسطينية'.
وتابع السيد الرئيس: 'ما زلنا في فلسطين نعاني من الاحتلال ونتحمل أعباءه ولكننا نناضل بكل الوسائل السلمية من أجل الوصول إلى حل مع الإسرائيليين يعطينا المجال للحصول على الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعلى حدود 1967، وهذه هو الأساس والهدف الذي نسعى من أجله'.
وأضاف سيادته أن هناك قضايا مهمة جدا ومفصلية وأساسية تهمنا جميعا، مثل قضية اللاجئين وقضية المياه وغيرها من القضايا التي 'نتطرق إليها في الحديث دائما مع الجانب الإسرائيلي'.
وقال إن الأمور في هذه الأيام مجمدة بشكل واضح، و'لا يوجد هناك أية مفاوضات بيننا وبين الجانب الإسرائيلي لأن الجانب الإسرائيلي مصمم على استمرار الاستيطان في الأرض الفلسطينية'.
وأضاف سيادته: 'نحن نطالب الإسرائيليين بأن يوقفوا كل نشاطاتهم الاستيطانية من أجل الدخول بمفاوضات مباشرة معهم، لكنهم للآن لم يوافقوا على ذلك'.
وأردف السيد الرئيس: 'بدأنا مفاوضات منذ فترة طويلة مع حكومة أولمرت ولكن لم نتمكن من الوصول إلى حل لأن حكومة أولمرت سقطت لأسباب داخلية، وحلت محلها حكومة بنيامين نتنياهو، ومنذ أن جاء نتنياهو للحكم ونحن نحاول أن نقنع هذه الحكومة بضرورة وقف الاستيطان، مع العلم أن الاستيطان نعتبره غير شرعي، كل الاستيطان على الأرض الفلسطينية غير شرعي، ما بنوه منذ عام 67 إلى يومنا هذا لا يمكن أن نقبل به، ولكن نحن نقول أوقفوا هذا النشاط الاستيطاني لنحدد الحدود على أساس 67، وبعد ذلك يمكن لكل طرف أن يعرف حدوده ويتصرف بها'.
وتابع سيادته: 'وضعنا خيارات أمامنا من أجل المستقبل، الخيار الأول الذي سنسعى إليه هو أننا سنطلب من الولايات المتحدة الأميركية أن تضع خطة أو حلا نهائيا نوافق عليه وبالتالي يكون هو أساس البحث مع الجانب الإسرائيلي، إذا رفضت الولايات المتحدة فسنذهب إلى مجلس الأمن لنطالب دول العالم الاعتراف بفلسطين، وإذا لم يحصل هذا فسنذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على القرار يسمى 'يونايتد فور بيس' فإذا حصلنا عليه كان به وإذا لم نحصل عليه فسنطلب من مجلس الأمن أن يفرض الوصاية على الأرض الفلسطينية إلى أن تحل القضية'.
وبين سيادته أن هناك خيارات أخرى 'سنقدمها في الوقت المناسب من أجل الوصول إلى حل'.
وعلى الأرض الفلسطينية، قال السيد الرئيس إن الوضع في الضفة الغربية مستقر أمنيا بشكل جيد جدا، والوضع الاقتصادي متطور بشكل متواتر، وتسير الأمور من حسن إلى أحسن، وأن 'ما ينقصنا هو إعلان الاستقلال الذي نحتاج إليه'.
وقال سيادته إن هناك قضية هامة وأساسية هي المصالحة الفلسطينية، وأضاف 'إنه عندما حصل الانقلاب في غزة اتفقت جميع الدول العربية على أن توكل أمر المصالحة إلى مصر التي أجملت وثيقة سميت وثيقة المصالحة الفلسطينية في الأول من أكتوبر ما قبل الماضي، وعرضت هذه الوثيقة علينا ووقعناها، ولكن حركة حماس رفضت التوقيع عليها، ولا زالت إلى الآن ترفض التوقيع عليها، وتدعي أننا نحن تحت الفيتو الأميركي، ولكن نحن وقعنا هذه الوثيقة ومستعدون للذهاب إلى المصالحة ولكن حماس للآن مترددة في التوقيع عليها، وعلى الرغم من ذلك هناك مساع واتصالات وحوار بيننا وبينهم، وهذا الحوار كانت إحدى جولاته في دمشق، وستكون هناك جولة أخرى في التاسع من الشهر الحالي أيضا في دمشق من أجل محاولة الوصول إلى حل معهم'.
وأضاف سيادته 'إنه إذا وافقت حماس على المصالحة وشكلنا الحكومة، فستكون مهمة الحكومة أولا إعادة بناء قطاع غزة، ومن ثم التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية'.
وقال: 'هناك مساران، الأول هو العملية السياسية التي سنستمر بها من خلال المفاوضات، ليس لدينا طرقا أخرى ولا نريد أن نذهب في طرق أخرى، لن نعود مرة أخرى إلى الانتفاضة المسلحة لأنها دمرت الأرض الفلسطينية بالكامل، سنستعمل كل الأساليب السياسية، المفاوضات، من أجل الوصول إلى حل'.
وأضاف سيادته أن المسار الثاني هو المصالحة و'نحن مستمرون بها وبمساعينا من أجل الوصول إلى حل، لكن مع الأسف الشديد فإن حماس ما زالت مترددة وعندما تغير رأيها وتذهب للقاهرة وتوقع على الوثيقة فإن شاء الله سيكون هناك بداية انفراج'.
وأشار السيد الرئيس إلى الوضع في لبنان، وقال 'إن الوضع في لبنان متفجر وصعب، وكان رأيي وموقفي الذي وجهته إلى أشقائنا في لبنان أن نكون على الحياد، ليس لنا علاقة بما يجري في لبنان لأننا أولا وأخيرا ضيوف عليه، نريد أن تنتهي ضيافتنا وأن نعود إلى وطننا ولذلك لا نطالب الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بأي شيء، ولا نريد أن نتدخل فيما يجري على الأرض اللبنانية على الإطلاق'.
وتابع سيادته: 'كل ما كنا نطالب به الحكومة اللبنانية هو أن تقدم للشعب الفلسطيني على الأرض اللبنانية الدعم المدني بمعنى أن تسمح للفلسطينيين أن يعملوا ويعيشوا حياة كريمة حتى يتاح لهم العودة إلى وطنهم'.
وأضاف السيد الرئيس أن الجميع يعلم أن هناك صعوبات كثيرة في التعليم الجامعي في لبنان، 'فأنشأنا صندوقا من أجل تعليم أبنائنا وبدأنا العمل من أجل هذا الصندوق وبدأنا تمويله، وتمويل الطلاب وعندنا على الأقل 1800 طالب سيساعدون جميعا ليتعلموا في الجامعة هذا العام، ودفعت لهم الأموال والأقساط من أجل أن يتعلموا وسنستمر في هذا الصندوق في المستقبل، وسنحاول بكل الوسائل أن ننميه من أجل أن يتمكن من مواجهة أعباء أخوتنا الذي يعيشون في لبنان'.
وحضر اللقاء، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه، ومستشارو الرئيس، مجدي الخالدي، ومصطفى أبو الرب، ومحمد مصطفى، وسفير فلسطين لدى البحرين طه عبد القادر.

وكان سيادته عقد جلسة مباحثات مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، قبيل وصوله إلى العاصمة البحرينية المنامة، ظهر أمس الأربعاء، قادما من الكويت، ضمن جولة خليجية ستشمل أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة.
ـ