بعد 24 يوما من الإضراب..شوارع 'الامعري' تتحول إلى مكرهة صحية

بعد 24 يوما من الإضراب..شوارع 'الامعري' تتحول إلى مكرهة صحية
أكوام للنفايات في الطرقات... حرائق مشتعلة في كافة الأرجاء... أطفال في الطرقات... مؤسسات مغلقة، ذلك أبرز ما يميز مخيم الأمعري بمدينة رام الله بعد 24 يومًا من إضراب العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، الذي بدأ في الرابع عشر من الشهر الماضي بالتوقف عن تقديم كافة الخدمات الصحية والتعليمية والحياتية للاجئين.
المياه العادمة أيضًا التي توقفت شاحنات نضح المياه عن التعامل معها، تنشر في كل مكان، على مدخل المخيم يوجد الكم الأكبر من النفايات، حيث تحولت قطعة أرض فارغة إلى تلة من النفايات، ما أثار انزعاج الداخلين إلى مدينة البيرة وسكانها أيضًا، إضافة إلى معاناة أهالي المخيم.
تقوم 'الأونروا' بإدارة المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات وتوفير خدمات الصحة والتعليم والخدمات الأخرى للاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من 6 عقود، ولا تقوم أي دولة من الدول المضيفة بتقديم خدمات للاجئين ما يعني أن الحياة في المخيمات تتوقف في حال توقف 'الأونروا' عن تقديم خدماتها.
في ذات السياق، يقول المواطن أحمد رمان من المخيم لـ'وفا'، إن الوضع أصبح لا يطاق، لم نعد نستطيع السير في الشوارع داخل المخيم بسبب النفايات، وبسبب المياه العادمة التي تنتشر في مختلف الشوارع، لذا على الجهات المختصة التدخل وتقديم الحد الأدنى من الخدمات للاجئين القاطنين في المخيم الذين يتجاوز عددهم الـ10 آلاف'.
ويضيف 'على الأونروا المسؤولية قانونيًا عن الوضع داخل المخيمات العمل من أجل إيجاد حل عاجل لما يحصل، وهي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة أي مواطن يصاب بالمرض أو الموت جراء تراكم النفايات التي تنقل الأمراض إلى المواطنين'.
أما علي أبو الريش فيقول: أنه لا يوجد ما يمكن أن يفعله المواطنون داخل المخيم فالأمر أصبح خارجًا عن السيطرة، وأكوام النفايات تزداد كل يوم، وباتت راحتها الكريهة تصل إلى مدينة البيرة وكذلك رام الله، والدخان المتصاعد من الحرائق أصبح يهدد بتلويث الأجواء في محيط المخيم'.
ويضيف أبو الريش 'أن المرضى باتوا لا يقوون على الحياة لعدم توفر العلاج لهم بسبب الإضراب أيضًا، كذلك كثير من الأطفال يتواجدون على مدار اليوم في الطرقات ما يعني مزيدًا من المشاكل والاحتكاك فيما بينهم'.
ويخوض العاملون في وكالة الغوث والبالغ عددهم قرابة 7 آلاف عامل في الضفة الغربية إضرابًا عن العمل منذ الرابع عشر من الشهر الماضي للمطالبة بزيادة في رواتبهم وتنفيذ وثيقة تفاهم قاموا بتوقيعها مع إدارة الأونروا قبل عدة أشهر.
إلى ذلك، يقول جمال عبد الله القاطن في الأمعري ونقيب المعلمين في اتحاد العاملين الذي يخوض الإضراب، 'إن أهالي المخيم يحاولون بشكل شخصي وبشكل تطوعي في تنظيف شوارع المخيم بشكل يومي، لكن حجم النفايات توفق قدراتهم والمعدات البسيطة التي يمتلكونها'.
وعلى مدخل المخيم يشتكي المواطن إبراهيم الطويل من تحويل الأرض التابعة له إلى مكب لنفايات المخيم الأمر الذي بات يهدد عائلته بكثير من الأمراض التي قد تنتقل بسبب تكدس النفايات هناك.
أما جاد جاد الله الموظف في مؤسسة إنسانية عالمية يعمل ويسكن بالقرب من هذا المخيم فيقول: 'الأونروا' كونها مؤسسة تابعة للأمم المتحدة تتحمل مسؤولية أساسية في حل هذه المشكلة كونها مؤسسة دولية تهتم بالصحة والبيئة، إلا أنه في نفس الوقت يجب أن لا نستثني أو نبرأ الجهات المختصة الأخرى من المسؤولية'.
أما اتحاد العاملين في وكالة الغوث فيؤكد أن المفاوضات توقفت مع إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' يوم أمس بعض رفض إدارة 'الأونروا' التفاوض أو تحقيق أي مطلب للعاملين المضربين، ولا توجد حاليًا بوادر لحل قريب لأطول إضراب في تاريخ وكالة الغوث.
ويقول حمزة محبوب عضو الاتحاد إن إدارة 'الأونروا' تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما يحدث وعليها وضع حد سريع للإضراب والاستجابة لمطالب المضربين، من أجل التخفيف من معاناة اللاجئين المتواصلة منذ أسابيع.
ــــ