فعاليات سلفيت تشجب إقرار بناء 800 وحدة استيطانية على اراضيها

فعاليات سلفيت تشجب إقرار بناء 800 وحدة استيطانية على اراضيها
- أثار الإعلان، اليوم الثلاثاء، عن إقرار بناء 800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة 'أرئيل' المقامة على أراضي محافظة سلفيت في الضفة الغربية، استياء عارما في أوساط المجتمع المحلي في سلفيت.
واستنكر محافظ سلفيت عصام أبو بكر بشدة هذا القرار واصفا إياه بالصفعة الجديدة للمجتمع الدولي ولكل الجهود الهادفة إلى استعادة المفاوضات ومباحثات السلام بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية .
وقال أبو بكر إن حكومة إسرائيل تواصل أعمالها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني وبحق أهالي محافظة سلفيت ولا تعير أي اهتمام للإرادة الدولية والمجتمع الدولي وإرادة الولايات المتحدة الأميركية، وتواصل البناء في المستوطنات وكأن هذه الأرض ليس فيها سكان وليست ملك لشعب، بل تمعن في سياسة الخنق والتضييق بحق أبناء المحافظة، فهي ترسل أوامر الوقف عن البناء وأوامر الهدم للمواطنين في قراهم وتقطع أوصال المحافظة وتغلق الطرق وتحرم أبناء المحافظة في القرى والبلدات من حقهم الطبيعي في البناء وفي التواصل والتنقل، وفي الوقت ذاته تبني وتوسع المستوطنات على حساب الأراضي الزراعية.
وقال 'إن محافظة سلفيت منكوبة بكل ما تعني الكلمة، حيث أقيم عليها جدار الفصل العنصري، و 19 مستوطنة وبؤرة استيطانية، وهذا ما انعكس سلباً على واقع حياة المواطن الفلسطيني، بحيث تحولت المحافظة إلى كنتونات معزولة، كما أدت هذه السياسة إلى المساس بعصب الحياة الاقتصادية وهو قطاع الزراعة، الأمر الذي جعل المحافظة تعاني بصورة غير مسبوقة'.
وأكد المحافظ على أن السياسة الإسرائيلية الاستيطانية والتوسعية التي تنتهجها حكومة المتطرفين في إسرائيل، وفي طريقة التعامل مع الشعب الفلسطيني لا تخدم السلام العادل، وإنما تؤدي إلى انفجار الوضع، ولهذا على المجتمع الدولي أن يأخذ قراراً حاسماً، بالضغط على إسرائيل ومعاقبتها لأنها تضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف، وشدد على ضرورة مقاطعة منتجات المستوطنات، والشركات العاملة فيها.
من جانبه، شجب رئيس بلدية سلفيت الشيخ تحسين أبو سليمه هذا القرار واصفا إياه بالعنصري والعدواني، ورفض ما جاء من أطروحات صادرة عن بعض أعضاء مستوطنة 'اريئيل ' بان اريئيل ستبقى جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل، لافتا إلى أن 30 ألف دونم هي مساحة الأراضي المصادرة من قبل سلطات الاحتلال المقامة عليها المستعمرة هي ارض محتلة ومصادرة بالقوة وخارج جميع الأعراف والشرائع والقوانين الإنسانية والدولية، وبدون عودة هذه الأراضي وما يعرف بإصبع 'اريئيل' الممتد في عمق الضفة، لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية لان هذه المساحات تفصل شمال الضفة عن جنوبها.
وأوضح أن مستوطنة 'اريئيل' تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الفلسطيني، فهي أقيمت على أنقاض حياه فلسطينية، فبالإضافة إلى سرقة الأراضي الزراعية وتدمير عشرات آلاف أشجار الزيتون وحرمان أهلها من مصادر رزقهم تشكل مصدر دائم للتلوث البيئي وخطر صحي حقيقي، فمخلفات المياه العادمة المنزلية والصناعية والكيماوية المنسابة في واد المطوي غرب سلفيت، وفي أودية بلدتي بوقين وكفر الديك، تعمل على تلويث التربية ومصادر المياه الجوفية، وحرقت مئات الأنواع من النبات، وقتلت أنواع عديدة من الطيور والحيوانات البرية .
بدوره، استهجن رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة سلفيت نصفت الخفش، الهجمة الاستيطانية الشرسة على محافظة سلفيت، وآخرها الإعلان عن إقامة حي جديد في مستوطنة 'أرئيل' .
ودعا المؤسسات الشعبية والرسمية الفلسطينية إلى أن تواجه هذا المخطط بحزم وقوة، فحكومة إسرائيل تبني وتوسع الاستيطان ليلا نهارا بشكل فاضح، وهذا بحاجة إلى موقف حازم لإسقاط هذه السياسة.
وقال الخفش نشد على أيادي الرئيس محمود عباس أبو مازن على موقفه الصلب ورفضه العودة للمفاوضات بدون توقف الاستيطان بشكل كامل ونهائي بل والتعهد بإزالة كافة المستوطنات فما بني على باطل فهو باطل، وأكد أن قضية الاستيطان هي قضية أجماع وطني ولا يوجد اثنين من أبناء الشعب الفلسطيني يختلفون عليها، مثلها مثل قضية الأسرى.
وأكد رؤساء بلديات بروقين وكفر الديك وكفل حارس وحارس ودير استيا والزاوية وقراوة بني حسان وبديا على شجبهم ورفضهم هذه الخطوة، مؤكدين أن شعبنا وأبناء المحافظة سيقابلون هذه الهجمة الاستيطانية بإرادة وإيمان وتحدي وصمود .
وقالوا في أحاديث منفردة مع مراسل ' وفا ' من أن هذه الخطوة تشكل نكبة جديدة لمحافظة سلفيت كونها تكشف نوايا حكومة إسرائيل وتمسكها بالاستيطان وضربها بعرض الحائط كل الدعوات للعودة لمفاوضات السلام، وشددوا على أن حكومة إسرائيل المتطرفة ومن خلال التوسع الاستيطاني والإعلان عنه بشكل يومي توجه ضربات قاضية لما يسمى بعملية السلام.
وطالبوا دول الاتحاد الأوروبي ورئيس الولايات المتحدة الأميركية العمل على لجم سياسة الاستيطان والتوسع الإسرائيلي الذي يهدد كل ما تم البناء عليه منذ التوقيع على اتفاقيات اوسلوا وحتى الآن.