عشية العيد.. عزوف عن شراء الاضاحي في الخليل

عشية العيد.. عزوف عن شراء الاضاحي في الخليل
تشهد أسعار لحوم الماشية في محافظة الخليل ارتفاعا ملحوظا الأمر الذي يثقل كاهل المواطنين وخاصة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك؛ حيث يزداد الطلب عليها رغم قلة المعروض.
ورغم وما تدخله من بهجة وسرور على العائلات وخاصة الأطفال إلا أن الأضحية أصبحت عزيزة المنال كما يرى الكثيرون من أهالي الخليل وذلك لغلاء ثمنها وللأوضاع الاقتصادية الصعبة.
الحاج توفيق دويك رئيس النقابة العامة لعمال النقل في فلسطين يستذكر كيف كانت العائلات في محافظة الخليل قبل سنوات قليلة أقدم على شراء 'كبش العيد' لرسم الفرحة على وجوه الأطفال الذين كانوا ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر.
ويضيف 'في هذه الأيام ألقت الأوضاع الاقتصادية بظلالها؛ فحتى العديد من أبناء الطبقة المتوسطة لم يعد بمقدورهم شراء الأضحية بسبب قلة الماشية وزيادة الطلب عليها وغلاء أسعارها، وأردف 'الغلاء الفاحش وقلة الموارد المالية أطاحت بأصغر الأمنيات التي كان يوفرها لنا آباؤنا من قبل'.
وتساءل لؤي المحتسب والذي يعمل في مجال البناء في حديث لـ 'وفا' قائلا: عائلتي مكونة من سبعة أفراد ولا استطيع شراء اللحوم بالكيلو غرام فكيف الأضحية بكاملها؟.. هذا صعب جداً حتى أنه يصل إلى درجة الاستحالة.
ويضيف قبل خمس سنوات كان الفقراء والأغنياء يشترون أضحية العيد أما اليوم فلا أضحية للفقير وحتى للميسورين في أغلب الأحيان؛ .. ثمن الأضحية الواحدة يزيد عما أتقاضاه من أجر شهر كامل يقول المحتسب.
تاجر الماشية والجزار الحاج مروان الهنيني لاحظ قلة الطلب على الأضحية، ويقول في الأعوام الماضية كان الناس يحجزون أضحيتهم قبل العيد بشهر أما في هذه الأيام فلم يعد أحد يحجز أضحيته إلا قبل العيد بيومين رادا ذلك إلى الغلاء الفاحش في أسعار الماشية.
ويضيف كنا نشتري كبش الضأن (الخروف) قبل عامين تقريباً ب 250 ديناراً أما اليوم فيصل ثمنها إلى 400 دينار أو يزيد، معللا ذلك إلى عدم السماح باستيراد المواشي الحية.
وأشار الهنيني إلى انه بدأ في العام 2000 بالبحث عن أسواق في الخارج يستطيع الاستيراد منها، وانه توصل إلى تفاهمات مع تجار في رومانيا واستراليا لشراء أعداد كبيرة من الماشية؛ إلا أن وزارة الزراعة وبعد بذل جهد كبير في توفير الأوراق والوثائق المطلوبة، أطلعته-حسب قوله- على الضرائب الباهظة المفروضة على استيراد اللحوم الحية، كما ابلغوه في نهاية المطاف ان استيراد اللحوم الحية ممنوع من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
وبين الهنيني انه يوجد في الأردن ما يقارب (15) نوعاً من اللحوم الحية وهي السوداني والسوري والتركي والاسترالي والروماني وغيرها؛ مما يجعل جميع طبقات المجتمع تستطيع شراء اللحوم، وان ثمن كيلو اللحم الطازج يتراوح ما بين 3-10 دنانير أردنية ، وفي بقية الدول العربية المجاورة ارخص من ذلك أيضا.
وأوضح أن السلطة الوطنية سمحت عند قيامها باستيراد المواشي عبر ميناء ايلات، ما أدى إلى انخفاض أسعار اللحوم البلدية، 'وبذلك استطاع الغني والفقير شراء الأضاحي، فكانت تباع الأضحية الواحدة ما بين 120-150 ديناراً أردنيا، وقال إنه يفكر في العزوف عن هذه المهنة التي توارثها عن آبائه وأجداده، بسبب الغلاء وقلة الطلب على اللحوم.
وناشد الهنيني الجهات المختصة في السلطة الوطنية فتح باب استيراد الماشية من الخارج ووضع قوانين تسهل ذلك وفرض ضرائب مناسبة تأخذ بعين الاعتبار مساعدة المواطنين كي يستطيعوا شراء اللحوم الحية الطازجة.
وقال وزير الزراعة الدكتور إسماعيل ادعيق لـ 'وفا' إن نسبة الماشية الموجودة في الأسواق ستبقى كما هي ذاتها في هذا العام؛ موضحاً أن باب الاستيراد مفتوح للجميع والضرائب تبقى كما هي عليه 40% على الكيلو الواحد تقريباً، وأن الاتفاقيات المبرمة بين السلطة الوطنية وإسرائيل تنص على أن الاستيراد يتم من أربع أو خمس دول تقريباً هي استراليا ونيوزلندا وجنوب إفريقيا وفرنسا.
وأشار إلى أنه تم التباحث مع وزارة الزراعة الإسرائيلية لاستيراد اللحوم من إحدى الدول العربية؛ وإنهم ابلغونا بأن استيراد اللحوم الحية هو قرار بيطري وليس قراراً سياسياً.
وأكد دعيق أن وزارته أعطت موافقتها للهيئة الخيرية الإماراتية باستيراد (1000) رأس من الماشية لذبحها خلال العيد.
وأوضح مدير زراعة الخليل بدر الحوامدة، أن حجم الثروة الحيوانية في العام 2008 وصل في محافظة الخليل إلى 260 ألف رأس غنم (ضأن وماعز) وفي عام 2009 انخفض العدد إلى 200 ألف رأس تقريباً .
ولفت إلى أن سبب انخفاض هذه الأعداد يعود إلى غلاء سعر الأعلاف والجفاف الذي لحق بالمراعي خلال الأعوام الماضية؛ مما جعل العديد من التجار يبيعون جزءاً من ماشيتهم لتوفير الأعلاف لبقيتها.