العراق يقترب من نهاية النفق الحكومي ... بالتجديد للمالكي البرلمان ينعقد اليـوم لإقرار اتفاق شـيعي كردي على الرئاسات

في الوقت الذي تواصلت فيه الهجمات المنسقة ضد المسيحيين في العراق، يبدو أن الكتل السياسية الكبرى قد حسمت أمرها بالمشاركة في جلسة البرلمان اليوم، بمشاركة «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي أو من دونها، وذلك بعد بروز تطور يشير إلى انقسام داخل الكتلة لمصلحة دعم رئيس الحكومة نوري المالكي لمنصب رئيس الحكومة مجددا.
واعلنت مصادر أمنية مقتل 6 مسيحيين، وإصابة 33، في سلسلة من التفجيرات والقذائف استهدفتهم في أحياء الدورة وكامب سارة والأعظمية والمنصور والكرادة في بغداد. وتأتي الهجمات الجديدة بعد 10 أيام فقط على الهجوم الدموي على كنيسة سيدة النجاة في الكرادة وأدى إلى سقوط أكثر من 100 مسيحي بين قتيل وجريح.
وفيما طلب سكرتير الفاتيكان الكاردينال تارسيسيو برتوني من السلطات العراقية «ان يأخذوا في الاعتبار بجدية» مشكلة الدفاع عن المسيحيين، اعتبر مجلس الأمن الدولي ان الاعتداءات على المسيحيين والمسلمين في العراق «مروعة». وقال الرئيس الحالي
لمجلس الامن السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت ان المجلس «يدين بأشد العبارات» هذه الاعتداءات ويعلن دعمه للحكومة العراقية، كما يجدد «التزامه من اجل امن العراق»، لكنه لفت الى ان «اي عمل ارهابي لن يتمكن من قلب المسيرة نحو السلام والديموقراطية واعادة الاعمار في العراق».
على صعيد الازمة الحكومية، أعلن سياسيون من كتل موالية للمالكي والأكراد، بالإضافة إلى حوالى 30 نائبا من كتلة علاوي (91 نائبا) استعدادهم لتأييد المالكي عندما ينعقد البرلمان اليوم والمشاركة في حكومته حتى لو رفض بعض أعضاء «العراقية» هذا الأمر. وقال النائب عن «العراقية» كاظم الشمري إن مجموعته، التي تشغل 30 مقعدا، «ستشارك في جلسة البرلمان وتؤيد ترشيح المالكي لتشكيل حكومة»، مشيرا إلى انه «لا يمكن تأجيل قضية تشكيل الحكومة أكثر من ذلك». وأكد النائب الآخر كاظم الشمري هذا الأمر.
وقال مصدر برلماني مشارك في اجتماعات القادة بعد انتهاء جلستهم انه تم الاتفاق على عقد جلسة للبرلمان بعد ظهر اليوم على ان تسبق ذلك جلسة محادثات اخرى تختار خلالها «العراقية» مرشحها الى رئاسة البرلمان.
وأعلن نائب رئيس الحكومة روز نوري شاويس أن قادة الكتل السياسية وافقوا، خلال اجتماع شارك فيه علاوي والمالكي في مقر إقامة «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني في المنطقة الخضراء في بغداد، على «تشكيل المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية وسيشرع بقانون، ويسند إلى شخصية سياسية بارزة إضافة إلى ملفي المصالحة الوطنية والمساءلة والعدالة».
وكان نائب الرئيس القيادي في «العراقية» طارق الهاشمي، الذي كان تغيب مع علاوي عن جلسة أمس الأول، قال أن «ما تم الاتفاق عليه أمس (الأول) من التزام بالدستور والتوافق والتوازن يعد خطوة مشجعة لمواصلة الحوار». وأشار إلى انه «سيحضر الاجتماع حاملا في حقيبته الحد الأدنى المقبول للعراقية في جميع الملفات محل الخلاف من اجل حسمها في الاجتماع، أو لاحقا مع الكتل السياسية الأخرى، وما لم يتحقق ذلك فسيكون لكتلته موقف آخر».
وأعلن سياسيون في «الائتلاف الوطني» إنهم سيشكلون الحكومة ماداموا يتمتعون بأغلبية سياسية حتى إذا اختارت الكتل الأخرى مقاطعة الجلسة البرلمانية. وقال زعيم «تيار الإصلاح الوطني» إبراهيم الجعفري، في مؤتمر صحافي، «لا نتصور حكومة لا تمثل كل الفصائل العراقية، لكن الحكومة لا تتوقف ولن تتوقف إذا تخلفت قائمة».
وقال النائب عن «ائتلاف دولة القانون» حيدر العبادي إن كتلته اتفقت مع كتل أخرى، ضمنها «التحالف الكردستاني» على المشاركة في جلسة البرلمان اليوم، حتى لو فضلت كتل أخرى عدم المشاركة فيها. وأضاف «نريد حكومة وحدة وطنية لكن إذا أصر البعض على عدم المشاركة فالأمر يعود لهم».
ورجحت مصادر مشاركة في اجتماع القيادات أن توافق «العراقية» على منصب رئاسة البرلمان، وان تشارك في الحكومة. وأوضحت انه قد يتم إعطاء كتلة علاوي وزارة الخارجية ومنحها دورا مع احتمال توسيع سلطاتها في ما يتعلق بقضايا الدفاع والاقتصاد والشؤون الخارجية، بينما سيبقى المالكي رئيسا للوزراء وسيحتفظ جلال الطالباني بالرئاسة.
وقال نائب رفيع المستوى في «العراقية» إن القائمة ستشارك في حكومة جديدة يقودها المالكي. وأضاف إن كتلة علاوي ستختار مرشحاً من بين صفوفها لمنصب رئيس البرلمان في اجتماع تعقده اليوم.

» الجيش التركي يعلن قتل 100 مسلح كردي في العراق
» البرلمان العراقي ينعقد الاثنين لاختيار رئيسه ونائبيه
» البرلمان العراقي ينعقد الاثنين لاختيار رئيسه ونائبيه
» البرلمان العراقي ينعقد الاثنين لاختيار رئيسه ونائبيه
» آثار العراق الثمينة عثر عليها في مخزن تابع للمالكي: خطأ فادح ام اهمال