مهرجان حاشد في القاهرة إحياء لذكرى الشهيد ياسر عرفات

أحيت الجالية الفلسطينية في مصر، الليلة، الذكرى السادسة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مهرجان خطابي وفني حاشد أقيم في مسرح فيصل ندا بمنطقة القصر العيني وسط القاهرة.

وحضر الفعالية، التي نظمتها حركة فتح إقليم مصر بالتعاون مع سفارة فلسطين لدى القاهرة والتنظيمات الشعبية الفلسطينية، والقنصلية العامة لفلسطين بالإسكندرية، عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العرب المعتمدين لدى مصر، وقيادات أمنية وسياسية ونقابية مصرية، وأبناء الجالية الفلسطينية من مختلف محافظات مصر، وقادة حركة 'فتح' في مصر يتقدمهم أمين السر لمعي قمبرجي، ونائبه سميح برزق وأعضاء لجنة الإقليم.

وبدأ المهرجان بالنشيدين الوطنيين الفلسطيني والمصري، ثم آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ صالح شاهين، ثم عُرض فيلم وثائقي عن حياة الشهيد ياسر عرفات منذ طفولته ونعومة أظفاره وحتى استشهاده بعنوان 'وتبقى الفكرة'.

واستعرض السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في جامعة الدول العربية، في كلمة معبرة ومؤثرة له، تجاربه الشخصية حينما عمل لسنوات طويلة مع الشهيد عرفات.

وحيا روح الشهيد أبو عمار، وشهداء الثورة الفلسطينية باسم الجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى، مشددا على أن رحيل عرفات شكل خسارة لكل المناضلين في العالم.

وقال صبيح: 'نحن في ذكرى القائد المؤسس ياسر عرفات، وهذه ليست كلمة تقال، إنما سجل طويل وحافل بالتضحيات، ومليء بالمعاناة الصعبة والأشواك و'الدروب السوداء'...إنه شهيد القدس دافع عنها، وقال لا في البيت الأبيض، في وقت لم يكن أحد يتجرأ على قول لا لواشنطن، ...إنه قال لا لأنه حريص على القدس وترابها ومقدساتها'.

وأشار إلى أن 'أبو عمار' اهتم كثيرا بتعزيز العلاقة مع الجامعة العربية منذ أن نشط في رابطة طلبة فلسطين بالقاهرة، مذّكرا بعقد العديد من دورات المجلس الوطني في مقر الجامعة، والزيارات المتبادلة بين الشهيد عرفات ومسؤولي الجامعة في مختلف مراحل النضال الفلسطيني المعاصر.

وأضاف: 'كان دائم الاتصال مع الجامعة العربية وكان له عمل دائم معها ولم يمر شهر إلا وذهب إلى الجامعة أو ذهبت هي إليه...ونحن نتذكره نؤكد أنه إنسان فلسطيني وعربي أصيل، وقائد أممي فذ، قاد حركة التحرر في العالم بعدما انتهت الثورة الفيتنامية..'.

وأوضح صبيح أن عرفات بالفعل كان 'فلسطيني الهوية ومصري الهوا'، موضحا أنه التقى رجالات في مصر قام أبو عمار بتدريبهم عسكريا منذ عام 1952، وكان لهم دور في الدفاع عن ثرى مصر في العدوان الثلاثي عام 1956.

وأضاف: 'الشيخ القرضاوي قال إنه أحد الذين دربهم عرفات عام 1952، وهنا تظهر أهمية الثورة الفلسطينية وحركة فتح، صاحبة التاريخ العملاق الذي لا يستطيع أحد أن يتطاول عليه أو ينال منه'.

وخاطب صبيح العسكريين بقوله: 'عليكم كتابة تاريخ العسكرية الفلسطينية الحديثة التي أسسها ياسر عرفات، فهو من شكل جيش تحرير بمفهومه الشامل..'.

وشكر مصر والرئيس مبارك على تكريم الشهيد ياسر عرفات بتنظيم جنازة عسكرية له بعد وفاته، مضيفا: 'لقد كرموا عرفات كقائد ومناضل عمل على أرض مصر كأبنائها'.

وبدوره ألقى شاعر الثورة الفلسطينية صلاح الدين الحسيني (أبو الصادق) مقتطفات من قصائده الشعرية، تناول فيها مختلف مراحل الثورة الفلسطينية، وعدد فيها مناقب الشهيد الراحل، وأبرز فيها العمليات الفدائية المزلزلة مثل عيلبون وغيرها.

واستهل الحسيني كلامه بالقول: 'أحيي غزة من بيت حانون وحتى رفح أحييهم لأنهم أحيوا ذكرى ياسر عرفات في بيوتهم رغما عن أنف الغربان السود'، في إشارة إلى قوى حماس الانقلابية التي قمعت المواطنين.

من جهته، شدد الدكتور بركات الفرا سفير فلسطين لدى القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، ومعتمد إقليم فتح في مصر، على أن الذي يود الحديث عن بطولات الشهيد ياسر عرفات يقع في حيرة بسبب بطولاته وسيرته المليئة بالتضحيات، مؤكدا أن عرفات حتى 'نفيه حقه يجب أن نخصص موسوعة تتناول حياته ومواقفه وبطولاته'.

وتابع: 'عندما نتذكر أبي عمار 'الختيار، والجنرال، والمهندس'، نصل إلى قناعة أننا بأمس حاجة إلى الاستفادة من تجربته وبخاصة على صعيد تعزيز الوحدة الوطنية'، مطالبا في الوقت ذاته بإنهاء الانقسام فورا.

وحث الفرا حركة حماس على التوقيع على ورقة المصالحة التي أعدتها مصر في ضوء النقاشات الطويلة لمختلف الفصائل الفلسطينية، وقال: 'كل الملاحظات وكل الفصائل تصغر أمام كلمة القدس وأمام قضيتنا التي تضررت كثيرا نتيجة حالة التشرذم'.

ووصف ياسر عرفات بأنه 'ابن فلسطين البار، الذي مثلت كوفيته رمزا للتضحيات والصمود ولعدالة القضية الفلسطينية'، مضيفا: 'لقد كان قبطانا بارعا يعرف كيف يحرك سفينته دون أن تصطدم من الرياح'.

ولفت إلى أن ما ميز الشهيد عرفات وجوده دائما في الخندق الأمامي في أية معركة سواء في لبنان أو في الوطن، وقال: 'وهو خارج من بيروت سئل إلى أين ذاهب يا 'أبو عمار'، فأجاب 'إلى القدس عاصمة فلسطين'.

وتابع الفرا: 'دائما كان يرفع أبو عمار شعار 'استقلال القرار الوطني' وقد دفع نتيجة ذلك الكثير، لكنه حافظ على القضية الفلسطينية، ونحسب له أنه تمسك بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإنهاء الاستيطان، والتمسك بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين.

وخاطب الفرا الذين ابتهجوا برحيل 'أبو عمار'، قائلا: 'لقد نال الشهادة التي كان يطلبها دائما، واستشهد بعدما خلق جيلا من الثوار، ومن أبناء فتح الميامين، ومنهم من نال الشهادة ومنهم من ينتظر...'.

وأشاد بمواقف السيد الرئيس محمود عباس شريك الشهيد عرفات في المسيرة النضالية، مضيفا: 'لقد حمل الرئيس أبو مازن الأمانة باقتدار وحافظ على الثوابت، واستطاع تجنيد العالم لصالح قضيتنا العادلة'.

واختتمت الفعالية بوصلات غنائية وطنية لفرقة كورال عباد الشمس التابعة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية-فرع مصر، وسط تفاعل وتصفيق وهتافات الجمهور.

ـ