فرقة "العاشقين" تصدح في سماء بيت لحم وتستحضر صمود بيروت وزمن الثورة الجميل

قدمت فرقة العاشقين الفلسطينية القادمة من ارض الشتات وصلة غنائية حافلة في اروقة قصر المؤتمرات المقامة على مشارف برك سليمان الاثرية الى الجنوب من بيت لحم وسط حضور فاق الخمسة الاف مواطن قدموا من المدن والمحافظات المختلفة بما فيها مناطق في الـ48.

واقيمت الحفلة مساء اليوم الاربعاء ليرصد ريعها لصالح صندوق الطالب المحتاج في مخيمات لبنان الذي بادر الى اقامته الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد بدأت الحفلة بكلمة من الاعلامي محمد السيد الذي قدم نبذه عن الفرقة وفكرة نشاتها قبل اكثر من 30 عاما وسط عنفوان الثورة وغبار العدوان المتواصل على فلسطين الوطن والشعب والارض والقضية فحملت الفرقة بمطربيها وملحينها واعضاء فرقتها للدبكة الشعبية يتقدمهم حسين المنذر مايسترو الفرقة ومطربها الاول، وما ان فتحت الستارة الا وهبت الجماهير المؤلفة من مكانها لتشاهدهم واحدا واحدةا وبدأت اعلان "العاشقين تنثر ياسميهنها باغنيتها الاول التي تعرف على الفرقة بالقول" فرقة العاشقين ...هذي الجراح من فلسطين " ومن ثم اغنية " ياويلو منا المحتل الثورة كدحتلي زنادي"، واغنية هبت النار والبارود ....اطلب شباب يا وطن واتمنى"، واغنية"جمع الاسرى جمع في معسكر انصار والشمس لما بتطلع بتواعد الثوار"، و"يا موج البحر يا عالي يا واصل حد اهلينا"، والاغنية الاشهر "اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت... اشهد علالحرب الشعبية، واللي ما شاف من الغربان يا بيروت اعمى بعيون امريكية"واثناء هذه الاغنية زاد هرج ومرج الجمهور ليطالب مرة اخرى باعدتها فاستجاب المايسترو المنذر لذلك، وكانت الاغنية الاخيرة تلك التي تحكي سيرة حياة ثلاثة من الثوار اعدمهم الاستعمار في العام 1929 في سجن عكا، فكانت هذه الاغنية بمثابة وكالة انباء نشرت قصة الشهداء الثلاثة لتصبح قصة مشهورة جدا يعرفها معظم ابناء الشعب الفلسطيني من فضل هذه الاغنية التي تقول " من سجن عكا طلعت جنازة،،، محمد جمجوم وفؤاد حجازي"، اضافة الى عطا الزير.

وفي نهاية

الاحتفال قام محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل والوزير زياد البندك مستشار الرئيس للشؤون المسيحية بتكريم الفرقة واهدائها مجسم يجسد شجرة الزيتون وقدسيتها في بلادنا".

ومن خلال هذا الاحتفال فان عددا من الملاحظات يمكن ايرادها هنا اولها اللقاء الجياش والعاطفي من قبل الجماهير لهذه الفرقة، وهذا كان واضحا من خلال نفاذ التذاكر في كافة ارجاء المحافظة، وكذلك من الازحام الشديد للجماهير حيث قيل ان القاعة تتسع لثلاثة الاف ولكن تم الزج فيها خمسة الاف لتتحول كما علبة الساردين حسب وصف عدد من المواطنين وهذا ادى الى وجود بعض الفوضى المسيطر عليها حيث جلس المئات على المصاعد كي يتمكنوا من المشاهدة فقل الاستمتاع قليلا، ومن بين الملاحظات ايضا ان الجماهير لازالت تحن الى العصر الذهبي ، عصر الثورة والتضحية والعطاء بلا حدود، عصر التثوير وانكار الذات كما قالت الفتاة الجامعية حنين غنيم.

عدد من المواطنين اثار نقطة حينما تم تغيير بعض الكلمات في الاغنية الاصلية فمثلا القول "تنهد الختيار وقال ياربعنا بتهون، وتنهد ابو مازن وقال يا ربعنا بتهون بدل الكلمات الاصلية التي جاء فيها "تنهد القسام" حيث قال هؤلاء انه لا ضير من الاضافة كما حصل بدون شطب اسم القسام الذي يعتبر ثائرا عربيا ورمزا دافع عن القضية الفلسطينية منذ بداية القرن الماضي".

كما لوحظ ان الحشود الجماهيرية كانت متنوعه فكان الاطفال والشبان والشيوخ والنساء حيث امتلات شوارع بلدة الخضر مكان الاحتفال وشوهد الاف الناس يضطرون السير على الاقدام نظرا لانعدام المواصلات العامة.

من بين الحضور كان المحاضر الجامعي رفيق ابو عياش هو وكافة ابناء عائلته حيث قال انه قدم من بلدة بيت امر شمال الخليل ليشاهدون حفلة العاشقين وقال انها فرقة تذكرنا بالماضي الجميل لتستحضر فلسطين وهي تجسد الحلم والامل في تحريرها واقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها.

الناشطة الاجتماعية سامية خليل من مدينة القدس قالت تعقيبا على الحفل "ان هذه الامسية تؤكد مرة اخرى ومن خلال التفاعل الكبير مع الفرقة ان شعبنا لا زال الوطن مسكونا فيها ولا زال يحمل شحنات العزم والتصميم على التمسل في الوطن والدفاع عنه رغم كل عوامل الاحباط التي من حوله، واضافت ان شعبنا ومن خلال اغاني العاشقين يؤكد ضرورة التمسك بالبندقية وبالكفاح المسلح احدى وسائل الكفاح من اجل تحرير فلسطين، كما ااستحضرت الفرقة بيروت وصمودها وحصارها على مدى 88 يوما قبل نحو 30 عاما والعرب يتفرجون على مجازر اسرائيل ولا زالوا".

» فرقة العاشقين تصل أرض الوطن
» الرئيس يحضر حفل فرقة العاشقين في قصر رام الثقافي
» فرقة 'العاشقين' تغني الوطن في مخيم 'الرشيدية'
» فرقة العاشقين تلهب مشاعر المواطنين في الخليل
» فرقة أغاني العاشقين تحي حفلها الوطني وسط الآلاف من الفلسطينيين بدمشق