القطاع الخاص يعتلي المنبر الثقافي وسميح القاسِم أول الخطباء

اعتلى القطاع الخاص المنبر الثقافي، ودخلت الشركات والمؤسسات الأهلية والتجارية على خط المشهد الثقافي الفلسطيني وراحت تدفع بعجلة التنمية الثقافية والفنية، في إشارة إلى تكامل الدور بين أطياف المجتمع كافة.

كل ذلك كان حاضرا في أولى أمسيات المنبر الثقافي، الذي نظمته مجموعة 'مزايا' للاستثمار، بالتعاون مع شركة قاعات 'الليدرز' في مدينة رام الله يوم أمس الأربعاء، بحضور شخصيات فنية وثقافية وسياسية، وبدعم متميز من شركات فلسطينية أيضا.

واستمتع الحضور الذين احتشدوا في القاعة، في حدث فني وثقافي تنظمه شركة تجارية خاصة، بلوحات شعرية وطنية واجتماعية وسياسية، قدمها الشاعر الفلسطيني المخضرم سميح القاسم، تناولت الوضع الفلسطيني في مراحل مختلفة.

وقدم القاسم على مسامع الحضور باقة من أحدث قصائده، وفي مقدمتها نصوص من ديوانه الشعري الجديد 'أنا متأسف'، الذي يصور حالة الصراع بين المحتل الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، وحوارات الجلاد والضحية.

وحلق الشاعر مع الحضور في سمو ورفعة الضحية المتمثلة بالشعب الفلسطيني، وخاطبوا الجلاد كإنسان، فرغم أن أفعاله هي أفعال الشر المطلق، إلا أنه قادهم للنظر إلي ما وراء ذلك، وخاطب في جلاده إنسانيته الغائبة، إذ يري فيه إنسانا من لحم ودم.

وأكد الشاعر شعرا وخطابة أن موقفه المتأسف على عدوه ليس نتيجة تعب أو استسلام، بل أكد أن الجلاد هو الذي سيستسلم في النهاية وليس الفلسطيني، لأن قدر الفلسطيني البقاء والصمود والخلود، والانتصار.

وإلى جانب القاسم القادم محملا برائحة الزيتون الجليلي، حضرت فرقة جذور المحملة بالأهازيج الجليلية، وقدمت عرضا متميزا من الأغاني التراثية والوطنية الملتزمة، وأشعلت حماس الحضور لتكمل المشهد الشعري الوطني في مخيلاتهم.

وشكلت الأمسية الأولى من المنبر الثقافي، مشهدا فلسطينيا متكاملا، ساهم فيه الاقتصادي ورجل الأعمال، جنبا إلى جنب مع الفنان والموسيقي، يساندهما الشاعر والإعلامي في رسم صورة قلمية جميلة.

وقال وكيل وزارة الإعلام المتوكل طه، في تعليقه على المنبر الثقافي: 'العمل الوحيد القادر على تحرير الثقافة وإطلاقها في فضاء حر هو القطاع الخاص، الذي ليس له مصلحة سوى إثراء الحياة العامة بمفردات حضارية جميلة'.

وأضاف: 'من الجميل جدا أن يكون سميح القاسم أول من يطل عبر المنبر الثقافي، فهو شاعر كبير وهائل ومتميز، ويليق بهذه الأمسية وهذا المشروع'.

وأشار طه إلى أن هذه الأمسية ستشكل باكورة لاهتمام القطاع الخاص، وأتمنى من كل المؤسسات الأهلية أن تبادر إلى أنشطة وفعاليات مماثلة، كهذه الأمسية التي بادرت إليها شركة 'مزايا'، لما له أثر كبير في دعم الثقافة والفنون.

وهو ما أشارت إليه نجلاء شهوان الرئيس التنفيذي لمجموعة 'مزايا' للاستثمار بالقول: 'فكرة المنبر الثقافي جاءت من ضرورة التشبيك بين القطاع الخاص من مؤسسات وشركات وبنوك وبين الفعاليات الثقافية والفنية والتراثية'.

وأضافت: 'اخترنا قاعات الليدرز التي نشرف على تشغيلها لتكون منبرا ثقافيا يدعم الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية في فلسطين، من أجل دعم هذه التحركات والأنشطة ،ودمج القطاع الخاص في دعمها ومساندتها'.

ولفتت شهوان إلى أن المنبر الثقافي يجمع بين الأدباء والشعراء والفنانين في الوطن والخارج، مشيرةً إلى أن الفعاليات القادمة من المنبر الثقافي والتي ستكون بشكل شهري، ستضم أدباء وفنانين فلسطينيين من الخارج.