تهويـد القـدس يمضي بسـرعة جنونيـة: 130 وحدة جديدة ... تمهيداً لبناء الآلاف

صادقت إسرائيل رسمياً، أمس، على مخطط جديد لبناء 130 وحدة استيطانية في مستوطنة «جيلو»، المقامة على أراضي قرية بيت صفافا في القدس الشرقية، وذلك في إطار مخطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية خلال السنوات القليلة المقبلة وإنهاء الوجود الفلسطيني والعربي في المدينة المحتلة.
وأصدرت لجنة التنظيم في بلدية الاحتلال في القدس أمراً يقضي ببناء الوحدات الـ130 المذكورة، بعدما ألغت قراراً سابقاً كان قد خصص المنطقة التي ستقام عليها الوحدات لبناء الفنادق.
وقال المتحدث باسم رئيس البلدية نير بركات إن المجلس البلدي وافق على مشروع لإعادة تصنيف قطاع كان من المقرر بناء فندق فيه في جيلو الحي القريب من مدينة بيت لحم الفلسطينية في الضفة الغربية، منطقة سكنية. وأضاف أن «بلدية القدس ستواصل البناء في مناطق المدينة كافة لليهود والعرب طبقاً للخطة الإجمالية في جيلو ومناطق أخرى».
ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من الكشف عن مخطط إسرائيلي جديد لإقامة 625 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «بسغات زئيف» المقامة على أراضي قريتي حزمة وبيت حنينا في المدينة.
وقال مدير «مركز القدس للحقوق الاجتماعية» زياد حموري لـ«السفير» إنه «في كل يوم نكتشف مخططاً جديداً في القدس. ببساطة هم يبنون فيها بسرعة جنونية من أجل تهويدها في أسرع وقت ممكن، وتحويلها إلى عاصمة للشعب اليهودي». وأضاف أنه «خلال السنوات القليلة المقبلة سيتم بناء ما يزيد عن 50 ألف وحدة جديدة، وسيتم زيادة عدد المستوطنين إلى نصف مليون، وتقليل عدد العرب إلى 80 ألفاً بهدف تحقيق حلمهم بقدس عاصمة للدولة اليهودية».
ويناقش الكنيست الإسرائيلي خلال جلسته المقبلة مقترحاً مقدماً من حزب «إسرائيل بيتنا» يقضي باعتبار مدينة القدس «عاصمة للشعب اليهودي». ويأتي ذلك بعد مصادقة الكنيست على قانون الاستفتاء الذي يفرض عرض أي اتفاق سلام يقضي بالانسحاب من القدس والجولان على الاستفتاء.
وأشار حموري إلى أن إسرائيل وخلال الأيام القليلة المقبلة ستعلن عن عشرات الوحدات الجديدة في مخططات مختلفة لتهويد القدس، موضحاً أن الغاية هي «خلق أمر واقع على الأرض عبر إقامة شبكة مستوطنات مترابطة تخترق الأحياء والأراضي العربية وتكون بمثابة مستوطنة كبيرة داخل القدس الشرقية حتى لا يكون هناك أمل في أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية».
وتبلغ مساحة القدس الشرقية 70 ألف دونم تسيطر إسرائيل إدارياً وأمنياً عليها بالكامل. ويقيم العرب حالياً على أقل من 12 في المئة من مساحة المدينة.
بدوره، قال رئيس دائرة الخرائط في مؤسسة الدراسات العربية
خليل تفكجي لـ«السفير» إنّ إسرائيل تحاول من خلال هذه المخططات تحويل مدينة القدس إلى مدينة «عصرية»، وذلك في إطار مشروع «القدس 2020»، الذي يستهدف تحويل القدس إلى مدينة يهودية بامتيــاز فيها 12 في المئة من العرب والبقية من المستوطنين.
ودان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات هذه الخطة متهماً إسرائيل بمواصلة «برنامجها لعزل بيت لحم أكثر عن القدس الشرقية المحتلة».
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة ألقاها لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إن استئناف المفاوضات يتطلّب وضع حد حاسم ونهائي للحملة الاستيطانية الإسرائيلية الشرسة في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والتي تشكل قنبلة موقوتة يمكن أن تدمّر في أية لحظة كل ما تمّ إنجازه على طريق السلام.
يأتي ذلك، في وقت دعت فصائل فلسطينية، لمناسبة الذكرى الثالثة والستين لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأكدت حركة فتح استمرارها في النضال والكفاح المشروع حتى استعادة الحقوق الثابتة والطبيعية والتاريخية للشعب الفلسطيني، معتبرة أن «قضية الشعب الفلسطيني بما فيها قضية اللاجئين وحقوقهم وعودتهم، والقدس لكونها عاصمة الدولة الفلسطينية فلسطين وإنهاء الاحتلال الاستيطاني، هي أهم القضايا التي تشكل أسباباً للسلم والحرب في المنطقة».
واعتبرت دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في حركة حماس أن قرار تقسيم فلسطين ساقط قانونياً لأنه مبني على نتائج الحرب العالمية الثانية برغم صدوره من جهة دولية.
وشددت حركة الجهاد الإسلامي على أن فلسطين وحدة واحدة لا تقبل التجزئة أو القسمة، معتبرة أن قرار التقسيم جاء ليصبغ شرعية على اغتصاب الاحتلال للأرض.

» الكشف عن ثلاث مخططات لبناء 321 وحدة استيطانية جديدة في القدس
» المنسي يحذر من المخطط الاستيطاني لبناء 13 ألف وحدة سكنية جديدة
» مناقصة لبناء 240 وحدة إستيطانية في القدس المحتلة
» إسرائيل تخطط لبناء 200 ألف وحدة استيطانية بالقدس الشرقية
» مخطط إسرائيلي جديد لبناء 50 ألف وحدة إستيطانية في القدس المحتلة