المقاومة تحبط محاولة إسرائيلية لخرق اتصالاتها في العمق الجنوبي

كل مسؤول لبناني يملأ الفراغ على طريقته. من الرئيس ميشال سليمان.. إلى اللواء أشرف ريفي وما بينهما من وزارة داخلية وطائرات رئاسية لا تحط على الأرض حتى تطير.. ومواقف سياسية باتت تحتاج إلى محللين سياسيين أو نفسيين لفك أحجيتها المعقدة...
والخارج يساند الداخل في ملء الفراغ ووزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون تدخل على خط وثائق «ويكيليكيس» اللبنانية ـ الأميركية بكلام «فاتحته» التشديد على تلازم المحكمة والعدالة والاستقرار، و»مسك» ختامه أن دعم بلادها للبنان هو «شفاف طبقا للاتفاقيات الموقعة مع حكومة لبنان وبما يتناسب مع المصالح المتبادلة وطبقا لاحترامنا لسيادة لبنان».
هذه الشفافية، عبّرت عنها السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي، عندما كان أحد السياسيين اللبنانيين، يسألها، أمس، عن المبادرة السعودية ـ السورية، فأجابت بضحكة امتدت حتى كادت تقع أرضا، فيما كان زميلها السفير الفرنسي دوني بييتون يطمئن اللبنانيين متحدثا عن «ضمانات شخصية» من الرئيس السوري بشار الأسد الى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن «الحلول على الطريق»..
في هذه الأثناء، كان السفير الايراني غضنفر ركن أبادي يشارك في صلاة الجمعة خلف مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني في مسجد محمد الأمين، مبتهلا مع المبتهلين طلبا للمطر، قبل أن ينتقل لقراءة الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في محاذاة مسجد الأمين الى جانب الرئيس فؤاد السنيورة الذي أطلق كلاما من معرض الكتاب الدولي كان متطابقا الى حد كبير مع كلام هيلاري كلينتون حول تلازم العدالة والاستقرار.
وخاطبت كلينتون «حزب الله» بشكل غير مباشر في مقابلة مع قناة «الحرة» الاميركية قائلة «اولئك الذين قد يكونون معنيين (بالقرار الظني للمحكمة) يتوجب عليهم سلوك طريق سلمي. هم أحرار في التظاهر ولكن ليس حمل السلاح في محاولة للتأثير ... على حكومة لبنان».
وردا على سؤال حول الجهود التي تبذلها سوريا والسعودية من اجل تخفيف التوتر، اجابت كلينتون ان الولايات المتحدة «تثمن الجهود الهادفة الى المحافظة على الهدوء في لبنان ولكن نعتقد ان من المهم ان تقوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بمهمتها». وردا على سؤال حول العلاقات الاميركية السورية، قالت كلينتون ان واشنطن تريد «علاقة بناءة مع سوريا»، موضحة «نريد ان تضع سوريا جديا حدا لكل دعم للارهاب ولزعزعة لبنان بأي طريقة وأن تكف عن تقديم السلاح لحزب الله».
وفي الكلمة الافتتاحية لمنتدى حوار المنامة، قالت كلينتون «للذين يقولون ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستزعزع الاستقرار اقول ان العدالة لا تشكل تهديدا لاستقرار لبنان .. بل ان محاولات تخريب العدالة عبر تقويض المحكمة الدولية هي التي تشكل تهديدا». وأضافت ان «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تشكل تأكيدا للاسرة الدولية على ان زمن الاغتيالات السياسية بدون عقاب في لبنان قد ولى».
هذه الكلمات تشبه تلك الكلمات التي خاطب بها الرئيس السنيورة المشاركين في الحلقة السرية المغلقة التي عقدها مركز «شاتهام هاوس» الانكليزي المعروف خارج لندن قبل ايام قليلة بحضور خبراء من المحكمة الدولية، لقراءة مسار القرار الاتهامي وآلياته والتداعيات المحتملة، حيث كان موقف رئيس الوزراء السابق متحمسا لصدور الاتهام «مهما كانت تداعياته»، على طريقة البطريرك الماروني نصر الله صفير.
وبينما كان السفير الاسباني منهمكا في تقليد أوسمة لشخصيات لبنانية في 8 و14 آذار، كان السفير التركي في بيروت إينان أوزلديز يحاول معرفة الأسباب التي أملت على رئيس الحكومة سعد الحريري إلغاء زيارة كانت مقررة لأنقرة، أمس الأول.
إنجاز جديد للمقاومة
في موازاة ذلك، احبطت المقاومة في الساعات الماضية خرقا اسرائيليا لشبكة اتصالاتها قرب بلدة مجدل سلم الجنوبية، هو الثاني من نوعه بعد كشف الخرق التجسسي الاول في تشرين الاول 2009، والذي تم آنذاك عبر أجهزة تنصت وإرسال كانت مزروعة في وادي العنق الواقع بين ميس الجبل وحولا بالقرب من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
والخطير في الخرق الجديد، ليس جهاز التجسس المفخخ بحد ذاته، بقدر المكان الذي زرع فيه والذي يقع في العمق الجنوبي وعلى بعد كيلومترات من الشريط الحدودي، خلافا للخرق الاول في حولا الذي تم على بعد مئات الأمتار من خط الحدود.
وهذا الأمر من شأنه أن يطــرح أسئلة حول كيفية وصــول الإسرائيليين الى هذه النقطة، خاصة أن تقديرات بعض المصادر الأمنــية أشــارت الى أن مهــام كهذه لا يكلــف بهــا العدو الاسرائيلي العملاء بل يتـــولاها هو كــون عبوات التنصت والتجسس المفخــخة تحتاج الى تقنية معيــنة وخبـرات لا يمكـن توافرهـا عنـد العمـلاء المحليـين.

وأعلنت «العلاقات الإعلامية» في «حزب الله»، أمس، ان «المقاومة الإسلامية»، وفي إطار عملها الدؤوب لمكافحة التجسس الاسرائيلي، حققت انجازا نوعيا جديدا، «تمثل بإحباط محاولة اختراق تقني إسرائيلي لشبكة اتصالاتها».
وأوضح البيان «ان فنيي الاتصالات في المقاومة تمكنوا من اكتشاف جهاز تجسس وضعه العدو على شبكة اتصالاتها في وادي القيسية قرب بلدة مجدل سلم الجنوبية، وعمد العدو إلى تفجيره عن بعد إثر اكتشافه».
واعتبرت المقاومة ان «هذا التجسس التقني للعدو، يأتي في إطار الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على منظومة الاتصالات الوطنية بهدف اختراقها والتحكم بها، وهو ما يشكل انتهاكا للسيادة ومحاولة لاستباحة أمن اللبنانيين وسلامتهم».
وفيما اشارت «العلاقات الإعلامية» الى ان «الجيش اللبناني سارع إلى تولي التحقيق في هذا الخرق الإسرائيلي الجديد»، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش انه اثناء قيام بعض المواطنين بتنفيذ اعمال انشائية بواسطة حفارة «بوكلين» في وادي القيسية اقدمت قوات العدو الاسرائيلي المتمركزة في الجهة المقابلة، على تفجير اجهزة تنصت مفخخة كانت قد زرعتها سابقا بهدف التجسس بالقرب من مكان عمل الحفارة المذكورة، الامر الذي ادى الى اصابة مواطنين اثنين بجروح.
وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط لـ«السفير» ان هذا عمل جبار للمقاومة، «ولكن المهم عندما نكتشف شبكات او عملاء وجواسيس ان تكون هناك متابعة جدية ومتواصلة لهذا الموضوع، وهنا نعيد مجددا القول بضرورة تطهير بعض الاجهزة من أي عميل وملاحقة العملاء ومحاكمتهم». أضاف «فجأة توقف الحديث عن العملاء وأنا اسأل لماذا... لا اعرف».
وأشار جنبلاط الى انه من المؤسف ان هذا البلد مكشوف امنيا وسياسيا بدرجات متفاوتة، وهو مكشوف عندما نقرأ فضائح «ويكيليكس». مع الاسف انه تقليد لبناني قديم قائم منذ ايام المتصرفية وايام القناصل، وما يزال حتى الآن، ولكن اليوم اختلفت الامور بعض الشيء، فآنذاك كانت هناك مراسلات دبلوماسية، أما اليوم فقد بات الامر اسرع في ظل وجود الانترنت.
من جهة ثانية، بقيت حركة المسعى السوري السعودي في دائرة التكهنات المتضاربة، خاصة بعد أن أعلن رئيس الحكومة من باريس أن مجلس الوزراء سينعقد في الأسبوع المقبل وأن غيره وليس هو من عليه أن يعرف الخطوات التي يجب أن يقوم بها، قبل أن يتوجه الى السعودية في زيارة خاصة.
وأشار نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ردا على سؤال حول المطلوب من الرئيس الحريري، الى ان له دورا اساسيا في المعالجة، «ونحن وإياه وسائر الاطراف لا بد ان نتحمل مسؤوليتنا معا في ادارة البلد، فليلتفت الى من يزرعون الفتنة بيننا وبينه، ونحن نعتبر ان التفاهم على ابعاد الافتراء الظالم وكل ما يرتبط به عن اللعب بمصير لبنان، هو الحل».
وفيما اشار قاسم الى وجود امل كبير في امكان ان تنتج المبادرة السورية السعودية حلا قبل الصدور المرتقب للقرار الاتهامي، قال لـ«السفير» ان هناك مصلحة للجميع في الحل، «لكننا لا نقبل بأن نـُتهم زورا وعدوانا، وجعل «حزب الله» في موقع العاجز عن الدفاع عن نفسه، نحن لسنا امام كشف الحقيقة، بل امام عدوان جديد على «حزب الله»، وبالتالي لبنان كله سيتأثر سلبا او ايجابا بما يحصل جراء خطوات المحكمة، ونحن حريصون على الا يتضرر لبنان، وبالتالي ليس هناك ما يبرر استمرار خطوات التزوير ضد حزب الله».
وأكد قاسم أنه واهم من يعتقد اننا في مأزق بسبب خطوات القرار الاتهامي المجوّف والمزور، «فنحن أقل المتضررين».
وردا على سؤال قال قاسم: ما تزال الفرصة متاحة للحل ولكنها ليست مفتوحة الى الابد، وهي تسابق خطوات الاعتداء من بوابة الاتهام الجائر.
وحول امكان اللقاء بين السيد حسن نصر الله والرئيس الحريري قال قاسم: لا يوجد ما يمنع اللقاء من حيث المبدأ، لكن المطلوب ان تكون هناك رغبة مشتركة وموضوعات مفيدة ليكون اللقاء مثمرا، وهو ممكن ان يحصل خلال ساعات فيما لو توافرت الظروف المؤاتية للمعالجات الجدية.
وعما يمكن ان يفعله حزب الله بعد صدور القرار اكتفى قاسم بالقول: «كل الاحتمالات واردة».
في غضون ذلك، انهى الرئيس ميشال سليمان اليوم الثالث من المشاورات التي اجراها مع اركان الحوار وشخصيات سياسية، وأكدت مصادر رئاسية لـ«السفير» أن «رئيس الجمهورية لم يطرح فكرة نقل ملف شهود الزور الى مجلس الوزراء، ومنطلق حديثه كان عن سبب ربط استمرار الحوار بهذا الملف، خصوصا أن الهيئة تبحث في موضوع منفصل كليا وهو الاستراتيجية الوطنية للدفاع».
وأضافت المصادر «ان سليمان شدد على ضرورة العودة الى عقد جلسات الحوار لاستكمال البحث في الموضوع الأساسي اي الاستراتيجية الدفاعية، وكما في كل جلسة للحوار يتم خلالها التطرق الى المستجدات الراهنة فهو لا يمانع في مقاربة الشهود الزور اذا ارتأى الاقطاب ذلك، وهذا لا يعني نقله من مجلس الوزراء، وبالتالي يفترض عدم ربط عقد جلسات مجلس الوزراء بجلسات الحوار».
وكان اللافت للانتباه، في هذا السياق الزيارة التي قام بها السفير السوري علي عبد الكريم الى القصر الجمهوري في بعبدا، أمس، ولقاءه الرئيس سليمان، ونقل اليه دعم دمشق لكل الجهود الرامية الى ايجاد القواسم المشتركة بين اللبنانيين، وبلورة المخارج الفضلى من الازمة الراهنة.
وأعرب الرئيس سليمان عن تفاؤله بنتائج الجهود القائمة معلقا املا كبيرا على المسعى العربي السوري السعودي، مشيرا الى انه لمس شخصيا اجواء ايجابية من الرئيس بشار الاسد، وأنه على تنسيق وتواصل دائم معه. كما انه لمس نوايا جدية اكيدة وإيجابية من الرئيس الحريري لايجاد حلول ومخارج.
وقال السفير السوري لـ«السفير» ردا على سؤال عن المدى الذي بلغه المسعى العربي إن سوريا «مستبشرة بالمسعى العربي السوري السعودي، وهي منحازة الى التفاؤل في إمكان تلاقي اللبنانيين وتجاوب كل الفرقاء وكل المعنيين، خدمة لمصلحة لبنان».
ولفت السفير عبد الكريم الانتباه الى «ان المؤشرات السورية السعودية تحمل بشائر متفائلة»، وأمل «ان تكون تلك المؤشرات اكثر ايجابية في الايام القليلة المقبلة»، وقال ان سوريا التي تقف دائما الى جانب لبنان، تشجع وتدعم قادته في عملهم لخلق قاسم مشترك وحلول تقنع الجميع.

» شرطة دبي تحبط محاولة تهريب 16 ألف قطعة سلاح
» الشرطه تحبط محاولة سرقة مركبة في رام الله
» مصر تحبط محاولة تهريب كميات كبيرة من البضائع الى غزة
» الشرطة تحبط محاولة سرقة مركبة في دورا
» سوريا تحبط محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من تركيا