افتتحت يوم أمس الأحد أعمال الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، في قصر الأمم " نادي الصنوبر " في الجزائر، بحضور وفود فلسطينية ممثلة لمنظمة التحرير الفلسطينية ،ومن ضمنها وفد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الذي يضم الرفيقين حكم طالب ومحمود الزق عضوي المكتب السياسي للجبهة ، ووزارة شؤون الأسرى والمحررين ،وهيئات وشخصيات اعتبارية تُعنى بشؤون الأسرى ، بالإضافة إلى عدد من الأسرى المحررين الفلسطينيين وعائلات بعض الأسرى.
وحضر حفل الافتتاح عبد العزيز بالخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري نيابة عن الرئيس الجزائري ، وشخصيات عربية وإسلامية وعالمية من مختلف القارات ومن أكثر من خمسين دولة .
وقال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئس وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى الملتقى ": إن انعقاد هذا الملتقى له معاني وأبعاد ودلالات هامة، وطالب زكي الملتقى ، بالتركيز على ثلاث قضايا أساسية تتعلق بفضح السياسات الإسرائيلية التعسفية بحق الأسرى القابعين في السجون والتي تنتهك القانون الدولي وكافة الشرائع السماوية، وثانيها تدويل قضية الأسرى والتوجه إلى المحاكم الدولية والوطنية لتوفير الحماية القانونية والإنسانية للأسرى في السجون ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائم الحرب وجرائمها ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق الأسرى منذ بداية الاحتلال.
وعلى الصعيد السياسي، أكد زكي أن قضية الأسرى بالنسبة للقيادة الفلسطينية جزء أساسي وأصيل من أي حل سياسي عادل وتسوية سياسية عادلة تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وشدد على أن لا حل ولا سلام والأسرى رهن الاعتقال، مطالبا إدارة الملتقى بأن تتضمن توصياته التأكيد على وحدة الحركة الوطنية الأسيرة وعدم زجها في أية خلافات سياسية، كما طالبها بتبني وثيقة الأسرى والتي هي وثيقة الوحدة الوطنية والتي صاغها قادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال ، ودعا زكي إلى أن يتبنى المؤتمر دعم برنامج لتأهيل الأسرى المحررين الذي تشرف عليه وزارة الأسرى ، وإنشاء صندوق عربي لدعم احتياجات الأسرى ومساعدة أطفالهم وعائلاتهم في كافة المتطلبات الأساسية والمعيشية، وتخصيص مقاعد دراسية للأسرى والأسيرات المحررين للدراسة في الجامعات العربية والإسلامية ومساعدتهم في استكمال تحصيلهم العلمي.
أما الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية عبد العزيز بلخادم فأكد في كلمة نيابة عن الرئيس الجزائري على أن قضية الأسرى التي تعتبر ضمير الإنسانية , على كافة المستويات كما أدان الموقف الرسمي العربي بصمته عن قضية الأسرى ما يدفع أعداء الأمة العربية لاستغلال الظروف السياسية،الاجتماعية، الاقتصادية لتنفيذ جرائمهم على امتداد الوطن العربي والإسلامي ."
وتطرق إلى التعذيب "الوحشي واللانساني" للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، مؤكدا على انعدام القيم والأعراف لدى كيان الاحتلال , وطالب بتجسيد الموقف الإنساني من خلال تفعيل قضية الأسرى في كل بقاع الأرض وخصوصا في الدول التي تدعم مواقف إسرائيل , والتي تستهين بكل القيم والمواثيق الإنسانية .وقال بلخادم " إن القضية الفلسطينية تجسد قانون القوة ولا بد من العمل لإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال حيث يتعرضون للتعذيب، وآن الأوان لكي توقف الدول المساندة للاحتلال الكيل بمكيالين فيما يتعلق بمجمل القضية الفلسطينية بما فيها قضية الأسرى الفلسطينيين.
ومن ناحيته دعا عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي عن الحزب الوطني الجزائري ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى في كلمة الافتتاح المشاركين للعمل من اجل تفعيل قضية الأسرى الفلسطينيين في المحافل الدولية , والتي تعتبر إحدى القضايا التي تهم أحرار العالم من خلال الكشف عن عمليات القمع والتعذيب والقتل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ، والتي تؤكد على أن الاحتلال يخترق حقوق الإنسان من خلال هذه الممارسات .مشيرا إلى أهمية انعقاد المؤتمر من خلال حجم المشاركة فيه والتي تعدت أكثر من 50 دولة.
وأكد عفيف على أن هذه الرسالة تأتي من أبناء الشعب الفلسطيني الموحد لأحرار العالم لتفعيل قضية الأسرى وتشكيل لوبي ضاغط على سياسات الدول التي تساند الاحتلال الإسرائيلي من خلال إظهار القضية الإنسانية التي يعاني منها أهالي الأسرى . كذلك أكد على الترابط بين التجربة الجزائرية بالتحرر من الاستعمار الفرنسي والقضية الفلسطينية والتي تمر بنفس الظروف التي مرت بها حركة التحرر الوطني الجزائري بسقوط الشهداء , وممارسات التعذيب في السجون كما تشهد الساحة الفلسطينية هذه الأيام .أما معن بشور رئيس المركز العربي والدولي فقد أكد على وحدة القضية العربية , حيث أشار إلى مؤتمر بيروت الذي انعقد لدعم المقاومة، ومؤتمر السودان الذي انعقد تحت شعار الوحدة , أما الآن فان مؤتمر الجزائر يأتي لتفعيل قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، لتؤكد الاقتداء بالثورة الجزائرية في مقارعة الاستعمار.
وأوضح بشور أن هذه الخطوة ستكون لبنة لبناء مشروع نهضوي تحرري لتحرير الأرض العربية وأسرانا ضد الاستعمار وضد العنصرية في كل البقاع التي تتعرض للاحتلال والعدوان من القوى الرجعية سواء في فلسطين , العراق , لبنان, الجولان , أفغانستان أما رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى العربي الدولي عبد العزيز السيد فقد أكد مقولة "أن استقلال الجزائر لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين" ، وأضاف بان تحرير فلسطين لن يكتمل إلا بتحرير آخر أسير في كيان الاحتلال ، كما أشار إلى أن العالم لم يرى إلا قضية الأسير جلعاد شاليط ، متناسيا الاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وأشار السيد إلى أن الأسرى الفلسطينيين ليسوا وحدهم، فهنالك أسرى المقاومة العراقية لدى الاحتلال الأمريكي والتي قدمت آلاف الشهداء حالها كحال المقاومة الفلسطينية.
مؤكدا السيد على أن أسرى الأردن ، والجولان، ولبنان هم جزء من معركة الصراع مع الاحتلال.
بدوره حيا النائب البريطاني جورج غالوي الأسرى الفلسطينيين , وصمود أهالي قطاع غزة المحاصرين , كما حيا طارق عزيز وأسرى العراق ، وأشار إلى أن الأسرى هم المشهد المخفي خلف الصراع .وأكد على أن الأسرى دائما هم في واجهة إي معركة تحرر في كل أنحاء العالم , وطالب الدول العربية بإيقاف الصفقات التجارية بينها وبين الولايات المتحدة للضغط من اجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والعرب .
وشدد غلوي على أن فلسطين ستكون مفتاحا للوحدة العربية , كما أشار إلى أن قضية الأسرى لم يجد لها أي وثيقة من الوثائق التي كشف عنها موقع " ويكي ليكس ".وأشار إلى رحلة عذاب الشعب الفلسطيني خلال لقائه العائلات الفلسطينية التي تعيش بالقرب من القطب المتجمد الشمالي في ظل ظروف مناخية قاسية تصل درجة الحرارة فيها إلى 37 درجة مئوية تحت الصفر .