القمة الخليجية تطالب بتسوية سلمية لملف ايران النووي الامارات تعلن تحديث انظمتها الصاروخية لمواجهة اي تهديد

دعا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، إيران إلى 'حل أزمة ملفها النووي بالحوار والطرق السلمية وإلى الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وبما يحقق التوصل الى تسوية سلمية لهذا الملف ويوفر الاطمئنان ويسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة'.
وطالب الصباح، ايران في افتتاح الدورة 31 لقمة دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي مساء امس الاثنين، 'باللجوء الى الحوار والخطوات الجادة لانهاء قضية الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة، أو احالة القضية الى محكمة العدل الدولية'.
واستنكر أمير الكويت 'تخطيط خلايا ارهابية في السعودية لقتل الأبرياء وإحداث الدمار وتعطيل التنمية'.
وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس المؤتمر، افتتح القمة الخليجية متمنيا للاجتماع التوفيق، وتوجه بالشكر لأمير دولة الكويت 'على ما بذله من جهد وما أبداه من حكمة في رئاسته للدورة السابقة'.
ووجه الشكر الى عبدالرحمن بن حمد العطية لجهده اثناء توليه منصب الامين العام للمجلس ورحب بالدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الامين العام الجديد للمجلس.
وعقد قادة مجلس التعاون الخليجي جلسة عملهم المغلقة الاولى برئاسة رئيس الامارات مساء امس، ومن المقرر ان تستأنف القمة اجتماعاتها اليوم الثلاثاء.
واظهرت الوثائق الدبلوماسية الامريكية السرية المفترضة التي نشرها موقع ويكيليكس قلقا كبيرا لدى حلفاء واشنطن الخليجيين ازاء توسع النفوذ الايراني وبرنامج طهران النووي فيما قد يكون قادة كبار في المجلس لا سيما العاهل السعودي ايدوا مباشرة او ضمنا ضرب ايران.
واعتبر المحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان ان فضيحة التسريبات 'اثارت بدون شك حفيظة دول الخليج وهذه الدول ستكون اكثر حذرا في المستقبل القريب في التحدث مع الامريكيين في الامور السياسية'.
لكن الامتعاض لن يتحول لأزمة سياسية بين الطرفين بحسب المحلل الذي قال ان دول مجلس التعاون 'لا ترى ان التسريبات تعبر عن تغيير في السياسة الامريكية' والتأثير الأبرز هو 'الاحراج'.
الى ذلك قال مسؤولون عسكريون كبار الأحد ان الإمارات العربية المتحدة تخطط لتحديث أنظمتها الدفاعية الصاروخية وربطها اقليميا ببقية الدول الخليجية العربية لدعم دفاعاتها.
وتنفق دول الخليج العربية الست المصدرة للنفط مليارات الدولارات لشراء احدث الأنظمة الدفاعية حيث تخشى ضربات انتقامية من ايران في حالة شن الولايات المتحدة او اسرائيل عملا عسكريا ضد ايران.
وقال اللواء الركن علي محمد صبيح الكعبي نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية في مؤتمر عسكري ان ثلاثين دولة تمتلك صواريخ بعيدة المدى نصفها في آسيا والشرق الأوسط.
واضاف ان تهديد الصواريخ طويلة المدى حقيقي وان الامارات يجب أن تكون مستعدة للدفاع عن شعبها والمنطقة ضد اي تهديد. ولم يسم الكعبي الدول المقصودة لكن مسؤولين عسكريين آخرين حضرا المؤتمر المنعقد في أبوظبي أشارا إلى دول مثل ايران واسرائيل والهند وباكستان.
وقال العميد الركن محمد مراد البلوشي قائد مركز العمليات الجوية في القوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات ان هناك تركيزا عاليا للصواريخ طويلة المدى في المنطقة مما قد يسبب دمارا مؤثرا. وقال ان الامارات تحتاج إلى تسليح نفسها بأحدث الأنظمة الصاروخية.
وأضاف بدون الخوض في تفاصيل ان الامارات في مراحل متقدمة من عملية شراء وتحديث صواريخها من طراز باتريوت وأنظمة الدفاع ضد الصواريخ طويلة المدى.
كما تبني الإمارات نظاما متطورا للدفاع الصاروخي وتدير مركزا للدفاع الجوي والصاروخي المدمج من شأنه أن يكون مثالا لغيرها من دول الخليج.
ومن المتوقع أن تشتري الإمارات نظام صواريخ من نوع 'ثاد' المخصص للتصدي للصواريخ طويلة المدى التي تنقض على ميدان المعركة من أماكن نائية وهو نظام تصنعه شركة لوكهيد مارتن. وقال مصدر عسكري لـ'رويترز' ان صفقة الشراء من الممكن ان تتم في 2011. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته حيث لم توقع الصفقة بعد ان دولا خليجية اخرى تفكر في شراء نفس النظام الصاروخي. ورفض المسؤولون العسكريون الإماراتيون التعليق على الصفقة. وتجرى جهود من أجل تحسين الاندماج والتعاون المشترك في تشغيل أنظمة الدفاع الصاروخية في الخليج. وقال الكعبي ان نظاما دفاعيا صاروخيا مدمجا هو الحل الأفضل أمام أي تهديد. لكن ذلك قد يستغرق وقتا.
وقال رياض قهوجي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري 'الامور العسكرية عرضة للتوجيه السياسي... هناك رؤية استراتيجية لامتلاك نظام دفاع صاروخي مدمج لكن أحدا لم يحدد وقتا. الإمارات العربية المتحدة تبادر والآخرون سوف يتبعونها'.