لجنة المتابعة العربية تبحث الرد على التراجع الأميركي:أوباما يتقبّل الإهانة الإسرائيلية: لا يمكن تجميد الاستيطان

تعرضت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لاهانة اسرائيلية مزدوجة، عندما اضطرت الى الاعلان عن فشل محاولاتها لاقناع حكومة بنيامين نتيناهو بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، والعودة الى مساع سابقة لاجراء مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، فيما تجتمع لجنة المتابعة العربية الأسبوع المقبل في القاهرة لمناقشة ما يجب اتخاذه من خطوات للرد على تخلي اميركا عن التزاماتها ومواقفها المعلنة، التي كانت تعتبر الاستيطان عقبة امام السلام، وترى ان وقفه مدخل التفاوض.
في هذا الوقت، صعّدت إسرائيل من اعتداءاتها على الفلسطينيين في خطوات لم تستثن القدس المحتلة أو الضفة الغربية، كان أخطرها إبعاد النائب محمد أبو طير عن مدينة القدس، وهدم خربة طانا في شمال نابلس للمرة الثالثة على التوالي خلال عام. وقالت مصادر طبية في غزة إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا جرّاء غارات جوية إسرائيلية على أحياء سكنية في منطقة الشجاعية شرق القطاع. وأعلن جيش الاحتلال عن إصابة إسرائيلي نتيجة سقوط قذائف قرب كرم أبو سالم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، إن النهج الجديد سيناقش
الأسبوع المقبل في وزارة الخارجية في واشنطن بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف «سعينا إلى الحصول على تجميد (للاستيطان) لإيجاد الظروف للعودة إلى مفاوضات ملموسة ومستمرة. ولكن بعد بذل جهود كبيرة، توصلنا إلى استنتاج أن هذا لن يخلق أساسا قويا لتحقيق الهدف المشترك في التوصل إلى اتفاق إطار».
وأكد أن الأمر لا يتعلق «بتغيير الاستراتيجية»، و«إنما يمكن القول إنه تغيير في التكتيك». وقال «لقد عدّلنا مقاربتنا، لكن هدفنا لا يزال التوصل إلى اتفاق ـ إطار في غضون سنة». وكرر إن الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل سيزور المنطقة الأسبوع المقبل.
وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تدرس العودة إلى المحادثات غير المباشرة. وأضافوا إن احد الاحتمالات التي سيجري دراستها مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين من المتوقع أن يزوروا واشنطن قريبا سيكون استئناف محادثات السلام غير المباشرة. وقال مسؤول أميركي «في الأيام والأسابيع المقبلة سنتواصل مع الجانبين كليهما بشأن القضايا الجوهرية العالقة في هذا الصراع».
وفي رام الله، قال مسؤول فلسطيني إن واشنطن أبلغت السلطة الفلسطينية رسميا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض استئناف تجميد الاستيطان. وأضاف «واضح من الرد الأميركي أن رئيس حكومة إسرائيل رفض استمرار تجميد الاستيطان لإعطاء فرصة لتحقيق السلام في المنطقة. حكومة نتنياهو اختارت الاستيطان وترفض السلام».
وكان مسؤول في البيت الأبيض قال، أمس الأول، إنه «بعد التشاور مع الطرفين، توصلنا إلى استنتاج أن تمديد وقف (الاستيطان) لا يشكل الأساس الأمثل لاستئناف المفاوضات المباشرة في الوقت الراهن». وأضاف «في الأيام والأسابيع المقبلة، سنتحدث مع الطرفين عن المشكلات الرئيسية للنزاع ومع الدول العربية وبقية الشركاء الدوليين حول سبل خلق أساس قوي يتيح تحقيق هدف التوصل إلى اتفاق - إطار حول كافة مسائل الوضع الدائم».
واعتبر أن التوصل إلى اتفاق حول «الوضع الدائم»، أي تسوية دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، «شكل هدفنا منذ البداية، ونحن لا نزال ملتزمين بهذا الشأن. وسنواصل خصوصا هذه الجهود الأسبوع المقبل عندما يأتي المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون إلى واشنطن».
وأضاف «نرى أن الطرفين ملتزمان بالتوصل إلى حل الدولتين وحل المشكلات المركزية. نعتقد أن بلوغ هذا الهدف ممكن وضروري»، مؤكدا أن «الطرفين قالا إنهما يريدان مشاركة الولايات المتحدة». وتابع «سنبحث إذن فورا مع الطرفين في المسائل الملموسة للمفاوضات». وتشمل «القضايا المركزية» للنزاع كل ما يتعلق بترسيم الحدود واللاجئين الفلسطينيين ووضع مدينة القدس المحتلة.
وذكر مسؤولون أميركيون، ثلاثة أسباب للتخلي عن جهود تجميد النشاط الاستيطاني، أولها أن إسرائيل لن توقف البناء في القدس الشرقية، وثانيا احتمال أن يعود الوسطاء من حيث بدأوا إذا لم يتحقق تقدم خلال تجميد مؤقت يستمر 90 يوما، وثالثا القلق بشأن سخاء الحوافز التي عرضتها واشنطن على إسرائيل مقابل التجميد المؤقت.
وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي سيلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «خلال يومين» في واشنطن، بعد اجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة، «نأمل من الإدارة الأميركية أن تعترف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967 كرد على الاملاءات الإسرائيلية في الاستيطان والممارسات الأحادية الأخرى». وشدد على أن «عملية السلام تمر بمأزق خطير». ويلتقي عباس الرئيس المصري حسني مبارك اليوم.
وتجتمع لجنة المتابعة العربية الاسبوع المقبل في القاهرة بعد زيارة ميتشل لمناقشة ما يجب اتخاذه من خطوات بعد فشل الجهود الأميركية للحصول من إسرائيل على تجميد جديد للاستيطان. وقال موسى إن عباس «طلب من رئيس لجنة المبادرة (رئيس الوزراء وزير خارجية قطر) الشيخ حمد بن جاسم الذي اتصل به من اجل الإعداد لهذا الاجتماع لبحث التحرك العربي المقبل في ضوء الرسالة التي تلقاها الرئيس الفلسطيني من الإدارة الأميركية بشأن فشلها في إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان».
وكان عباس أعلن من أثينا أن المفاوضات دخلت «أزمة صعبة»، معربا عن أمله «أن يحين قريبا الوقت الذي يضطلع فيه الاتحاد الأوروبي بدور مع الولايات المتحدة» في عملية السلام.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، في حديث لإذاعة فلسطين، إن «سياسة الإدارة الأميركية فشلت بسبب اللطمة التي تلقتها من حكومة إسرائيل» وإن هذا الأمر دفعها إلى اختيار العودة إلى المفاوضات غير المباشرة. وشكك في إمكانية نجاح جهود الإدارة الأميركية، متسائلا «من لا يستطيع أن يقنع إسرائيل أن تتوقف ولو لفترة محدودة لمفاوضات جادة، كيف سيكون بمقدوره إلزام إسرائيل بحل متوازن على أساس الشرعية الدولية، ويكون حل الدولتين قاعدة منطلقة من انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967؟».
ومن جانبها، رأت حركة حماس في الموقف الأميركي «تراجعا خطيرا وشرعنة غير مباشرة لاستمرار الاستيطان»، داعية السلطة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات. وبحث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الحكومة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في الدوحة، المستجدات على الساحة الفلسطينية.
وفي صوفيا، دعا وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط إلى تحديد مواعيد نهائية واضحة للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال، بعد محادثات مع نظيره البلغاري نيكولاي ملادينوف، إن «الرأي المصري هو الآتي: دعونا نتفق على نهاية للعبة، وهذه النهاية هي أن تتفق اللجنة الرباعية على معايير للتسوية». ودعا إلى وضع «اتفاق إطار من صفحتين أو ثلاث صفحات على تفاهم كبير يقدمه المجتمع الدولي للطرفين يقول لهما: تعالوا وتفاوضوا على الأسس التالية وفي الأوقات التالية. لا يمكن أن تكون هناك فترة زمنية غير محدودة».
وفي حين دعت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى أن «توضح للطرفين بان عرقلة جهود السلام ستكون له عقبات»، عبر أمين عام مستوطنات الضفة الغربية داني دايان عن ارتياحه بعد قرار الولايات المتحدة التخلي عن السعي لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لفترة ثلاثة أشهر.
قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف إن إسرائيل ما زالت مصممة على «التزامها بمواصلة جهودها الحالية للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع الفلسطينيين».
وقال المتحدث باسم نتنياهو، نير حيفيتز، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «الجانب الأميركي وصل إلى نتيجة أن تجميد الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لن يؤدي إلى تسوية المشكلة. لقد قلنا منذ البداية إن الاستيطان لا يشكل أساس النزاع وانه يستخدم ذريعة من قبل الفلسطينيين لرفض التفاوض». وتابع إن «توقعات الفلسطينيين الذين كانوا يعتقدون ان بإمكاننا الوصول إلى اتفاق حول الحدود خلال الثلاثة أشهر من التجميد لم تكن معقولة».

» النائبة الحريري تبحث مع لجنة المتابعة الفلسطينية اوضاع مخيم عين الحلوة
» أبو دقة: قرار لجنة المتابعة العربية خطوة إلى الأمام.
» الحكومة الإسرائيلية تدرس اليوم تجميد الاستيطان مقابل رزمة مساعدات أميركية
» جملة من البدائل والخيارات ستعرض على لجنة المتابعة العربية
» الرئيس يطلع لجنة المتابعة العربية على آخر تطورات العملية السلمية