الصراع الفلسطيني حقّق حلماً إسرائيلياً حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالارتكاز على حقوق الإنسان

لم يُشكّل الثلاثاء الفائت، يوم العطلة الرسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية، فسحة لمزيد من زوّار مركز «بيال»، حيث تُقام الدورة الرابعة والخمسين لـ«معرض بيروت العربي الدولي للكتاب». مع هذا، استمرّت النشاطات المحدَّدة سابقاً: ندوات. لقاءات. حفلات توقيع كتب. زيارات خاصّة بالتسلية وبتمضية الوقت. هذا مناخ معروف لمعرض ثقافي سنوي. هذه مسائل مكرَّرة من عام إلى آخر. غالبية المحاضرات والندوات المعقودة إلى جانب المتن الأساسي (عرض الكتب وبيعها) لا تستقطب جمهوراً كبيراً. فما بالك إذا كانت الندوة مُقامة باسم فلسطين وعنها ولها؟ لا شكّ في أن مآزق اللبنانيين الموزّعة على الحياتي والسياسي والاقتصادي والأمني والمذهبي، جعلتهم ينفضّون عن أدنى اهتمام بمسائل أساسية، لا تزال مرتبطة بالراهن المحليّ أصلاً، بشكل أو بآخر. كأن فلسطين باتت اسماً عابراً في فضاء التشنّج اللبناني والانقسام المذهبي/ الطائفي الحادّ. أو كأن فلسطين تستحضر آلاماً لم يعد لبنانيون كثيرون مستعدّين لتحمّلها. وماذا عن المملكة العربية السعودية (محاضرة وأمسيتان شعريتان)؟ هل تحتلّ مكاناً أوسع من فلسطين في المشهد اللبناني، أم ان الفراغ الكبير في قاعة الندوات انعكاس للعلاقة الملتبسة بين اللبنانيين والمملكة؟
من جهة ثانية، استكملت «مؤسّسة الفكر العربي» ومجموعة «اقرأ» نشاطها لليوم الثاني على التوالي، مخصّصة ورشة العمل هذه بأنظمة ومعايير جوائز أدب الطفل العربي، التي أقيمت في إطار مشروع «عربي 21» الساعي إلى المساهمة الفعّالة في تطوير تعليم وتعلّم اللغة العربية في العالم العربي. ورشة العمل الثانية هذه هدفت إلى قراءة التجارب والخبرات العربية في مجال جوائز أدب الطفل. والحوار دار بين المعنيين بالأمر حول أهمية أدب الطفل الجيد، وجوائز أدب الأطفال في نشر ثقافة الكتب، والقراءة، ورفع مستوى التعلّم والتعليم عند الأطفال العرب، والتعرّف على منهجيات وأنظمة الجوائز المختلفة ومعاييرها، وأين تتوافق وتختلف بين بعضها البعض. ثم استُعرِضت نماذج من الكتب الفائزة بجوائز مختلفة، وتمّ تناول تعدّدية أنظمة جوائز أدب الطفل ومعاييرها، المعمول بها في أقطار عدّة في العالم العربي.
أما فلسطين، فحضرت في ندوة خاصّة بحصار غزّة. فالقطاع يُعاني شتّى أنواع الضغوط النفسية والجسدية معاً. والعالم منفضّ عنه وعن سكّانه وأبنائه. «النادي الثقافي العربي» أراد، في إطار احتفاله بفلسطين، أن يُقدّم نماذج مختلفة لهذا الاحتفال، منها تلك الندوة التي شارك فيها صلاح صلاح (عضو المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس لجنة اللاجئين) ومحمود سويد («مؤسّسة الدراسات الفلسطينية» و«مجلة الدراسات الفلسطينية»)، وأدراتها الزميلة رنده حيدر، التي بدأت كلمتها بالقول إن حصار غزّة محتاج إلى حلول عملية لا إلى كلام نظري، مشيرة إلى أن إسرائيل تمارس في حصارها غزّة أبشع أنواع القهر والحرمان ضد أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني. من جهته، قدّم صلاح مداخلته بتفصيل دقيق للقطاع المحاصَر، لافتاً الانتباه إلى بروز موضوعين سياسيين لعبا دوراً خطراً في توتير الأوضاع: الأحلاف (تحديداً حلف بغداد) ومشاريع حلّ مشكلة اللاجئين بالتوطين والتجنيس، بما في ذلك توطين اللاجئين في قطاع غزة على مساحة من سيناء. وبعد شرحه المسهب عن بدايات العمل الفدائي في القطاع، قال إن هذا الأخير كان مصدر قلق وخطر دائمين بالنسبة إلى إسرائيل: «انتهت الحرب (الأخيرة) بعد الخسائر الفادحة التي أحدثتها، لكن الحصار مستمرّ والمعابر مغلقة». قال إن الأنفاق لن تحلّ المشاكل والمآسي، وإن الانقسام بين «فتح» و«حماس» مستمرّ، وإن المخرج لن يكون في غزة، بل هو مطلوب على صعيد الحركة الوطنية الفلسطينية ككل. سويد رأى أن الصراع الدامي بين هاتين المنظّمتين حقّق لإسرائيل حلماً من أحلامها: «أسهم (هذا) في طمس ما حفل به العقد الأخير من إنجازات على صعيد الرأي العام العالمي، وفي تبديد فعاليتها». وبعد أن تطرّق إلى مظاهر التحوّلات اللافتة في العالم بخصوص فلسطين، قال إن هذه التحوّلات ضد الجرائم الإسرائيلية أثارت «قلقاً في الأوساط الحاكمة الإسرائيلية ولدى الرأي العام في إسرائيل، كما أشاع الخوف بصورة خاصّة من أن تُعتبر إسرائيل دولة مارقة وخارجة عن القوانين الدولية»، ثم طرح تساؤلات حول كيفية المحافظة على هذا التوجّه العالمي وتطويره، معتبراً أنهما (المحافظة والتطوير) يكونان بالعمل المدروس والمنظّم والتخطيط والمثابرة والحرص على تجنّب الخطأ كاستخدام أساليب عنصرية تستدرج اليهود ككل إلى الصراع، بدلاً من التركيز على الصهيونية.
وفي الإطار الفلسطيني نفسه، عُقدت مساء أمس الأربعاء ندوة بعنوان «الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفلسطينيين في لبنان: واقع ومرتجى»، أدارتها وفاء اليسير، وتحدّث فيها الباحث المختصّ بدراسات اللاجئين جابر سليمان. وكان يُفترض بالأستاذ المشارك في علم الاجتماع ساري حنفي أن يُقدّم مداخلة فيها، لكنه تغيّب لأسباب خاصّة. أما التقديم، فشكذل مدخلاً علمياً وواضحاً للمشكلة، إذ استعرضت اليسير الأوضاع السيئة للاّجئين بمستوياتها المختلفة، معتبرة أن المجتمع المدني نشط بفئاته كلّها «من أجل الحصول على الحقوق المدنية والاقتصادية». وتوقّفت عند تقرير خاصّ بالمسألة، ركّز على ستة حقوق هي: حقوق العمل، وتملّك العقارات، والشخصية القانونية، وحرية الانتقال، وعدم الحجز التعسفي والمحاكمة العادلة، والسكن اللائق. ثم تحدّث سليمان، مؤكّداً ضرورة إعادة تفسير التشريعات اللبنانية ومواءمتها مع المعايير الدولية من أجل تأسيس ركيزة أكثر صلابة لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، يستند إلى واقع إقامتهم في لبنان، مطالباً بضرورة تبنّي المُشرّع اللبناني، لدى معالجة وضع الفلسطينيين في لبنان، مقاربة مؤسَّسة على حقوق الإنسان، بدلاً من المقاربة الإنسانوية.
أنشطة المعرض في بيال
اليوم الخميس
ندوة «الكيد المرتد ـ الأدب الدانماركي (بيا تافدروب)»، يشارك فيها جمال جمعة (4،30 ـ 6).
محاضرة «تنمية الحب العائلي»، تلقيها ميسرة بن كايد طاهر. (6 ـ 7).
محاضرة «يهودية دولة إسرائيل»، يلقيها أنيس فوزي القاسم، ويقدّمها صلاح دباغ. (6 ـ 7).
محاضرة «دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إنماء وتطوير قواعد القانون الدولي الإنساني»، يلقيها شريف عتلم (7،30 ـ 9).
محاضرة «الاتصال والتنمية»، تلقيها مي العبد الله (7،30 ـ 9).
تواقيع:
حازم صاغية: «هجاء السلاح»، دار الساقي (6 ـ Cool

.
محمد بركات: «شهوة جدتي»، دار الآداب (5 ـ Cool

.
علي صباغ: «أين الشمس؟»، أصالة للنشر والتوزيع (6 ـ Cool

.
جهاد فاضل: «أم كلثوم ـ نغم مصر الجميل» و«محمد عبد الوهاب ـ بين التقليد والتجديد»، دار رياض الريس للكتب والنشر (6 ـ 9).
مازن سويد: «مشروع لبنان الاقتصادي، بين دروس الماضي وتحديات المستقبل»، الدار العربية للعلوم ناشرون (6،30 ـ 9،30).
جمال جمعة: «الكيد المرتد» و«الناسوت»، الدار العربية للعلوم ناشرون (4،30 ـ 6،30).
حنان الشقا: «تذكرة الأديب في تفسير الغريب»، النادي الثقافي العربي، (5 ـ Cool

.
مصطفى سبيتي: «طفران وارلي»، دار الفارابي (6 ـ Cool

.
لوركا سبيتي حيدر: «ليس سوى الأرق»، دار الفاربي (6 ـ Cool

.
هشام البستاني: «الفوضى الرتيبة للوجود»، دار الفارابي (8،30 ـ 10).
لامع الحر: «أبعد من الريف»، شركة المطبوعات (5 ـ 7).
هدى النعماني: «لا عذر للدم» و«الجائز عند باب الممتنع»، دار النهار (5 ـ Cool

.
غسان مطر: «وطلت فرس»، دار الفرات (6).
لابا معربس: «الاكتئاب لدى الشباب»، دار النهضة العربية (5).
غداً الجمعة
ندوة لمناقشة كتاب «خيارات العرب ومستقبلهم»، يشارك فيها عمرو حمزاوي وجهاد الزين وبول سالم (5 ـ 6).
ندوة لمناقشة كتاب «مذكرات أبو فريد، أسبر البيطار»، يشارك فيها محمد دكروب وماري الدبس وجواد صيداوي ووفاء البيطار (6 ـ 7).
تكريم الفنانين الفلسطينيين هاني السعدي ومحمود سعيد وعرين العمري ورشيد مشهراوي وزيناتي قدسية، تقديم غازي قهوجي. (6 ـ 7).
تواقيع:
الرئيس سليم الحص: «ومضات في رحاب الأمة»، شركة المطبوعات (5 ـ 7).
بثينة كحيل: «كيف تتعامل مع التأتأة»، دار الساقي (6 ـ Cool

.
فواز حداد: «جنود الله»، دار رياض الريس للكتب والنشر (6 ـ 9).
عبد الحسن الحسيني: «موسوعة التكنولوجيا المتقدّمة» و«على دروب النجاح من الجامعة إلى سوق العمل»، الدار العربية للعلوم ناشرون (6 ـ Cool

.
تغريد النجار: «نشاطات وقراءة»، دار العلم للملايين (10 ـ 11،30).
غوى علام: «ساعة قصة»، جمعية السبيل (4).
ميشال جحا: «وجوه نيرة عرفتها الجامعة الأميركية»، النادي الثقافي العربي (5 ـ Cool

.
إبراهيم الأحدب: «مجنون بني عامر مع محبوبته ليلى ومسرحيات أخرى»، النادي الثقافي العربي (5 ـ Cool

.
وجيه قانصو: «النص الديني في الإسلام «، دار الفارابي، (6 ـ Cool

.
سعاد جروس: «هكذا أحبه»، دار رياض الريس للكتب والنشر (6 ـ 9).
رامي كنعان: «مشاع الجسد»، مؤسّسة الانتشار العربي (6 ـ 9).
محمود فاعور: «الشفاء بجراحة المنظار»، دار النهضة العربية (5).

» حقوق اللاجئين الفلسطينيين
» تحذير من بيع حقوق اللاجئين الفلسطينيين
» جبهة التحرير": موقف بري من حقوق الفلسطينيين خلق إرتياحا لدى اللاجئين
» مجلس حقوق الإنسان السعودي يندد بالإجرام الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني
» السفير الفلسطيني لدى قبرص يزور مركزي استقبال اللاجئين الفلسطينيين