مقتل جنديين بهجوم لـ «القاعدة» جنوب اليمن

لقي جنديان يمنيان مصرعهما وأصيب 5 آخرون أمس، بهجوم شنه مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم “القاعدة” على دورية عسكرية بمدينة لودر في محافظة أبين جنوب اليمن، في حين، اعتدى مسلحون مجهولون على النائب اليمني المعارض سلطان العتواني، الأمين العام لحزب “التنظيم الوحدوي الناصري”، أحد أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة. وكانت وكالة رويترز ذكرت في وقت سابق أمس، نقلاً عن مسؤول أمني بمحافظة أبين، أن جندياً واحداً قتل وأصيب 3 آخرون في معركة بالأسلحة النارية مع مقاتلين يُعتقد أنهم من “القاعدة” في المحافظة الجنوبية المضطربة. وبمقتل الجندي يرتفع عدد قتلى الأمن والجيش اليمنيين جراء هجمات “القاعدة” إلى 106 منذ يناير الماضي، حسب إحصائية خاصة بـ”الاتحاد”.

من جهتها، نفت مصادر أمنية يمنية متعددة، سقوط قتلى من الجنود في الهجوم المسلح، حيث ذكر مدير عام مديرية لودر أحمد العفيشي أن جندياً أصيب بانفجار عبوة ناسفة استهدف آلية عسكرية بمدينة لودر التي شهدت في أغسطس وأكتوبر الماضيين معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين يعتقد أنهم من تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”.

وذكر مسؤول محلي بارز أن الحادث أسفر عن إصابة جنديين فقط، داعياً وسائل الإعلام إلى “عدم تضخيم” الوضع بمدينة لودر. كما نفى مدير أمن محافظة أبين العميد عبدالرزاق المروني، علمه بالحصيلة النهائية للهجوم، مشيراً إلى أن “هناك تعتيماً” على الوضع بالمدينة، التي تعد معقلاً بارزاً للمسلحين الانفصاليين والإسلاميين على حد سواء. وعقب الهجوم، اندلعت اشتباكات مسلحة بين القوات العسكرية المرابطة بالمدينة ومسلحين متحصنين ببعض المنازل، حسبما ذكرت مصادر صحفية يمنية.

وفي سياق متصل، ذكر الحزب الناصري في بيان نشره عبر موقعه الالكتروني أمس، أن أمينه العام “تعرض لاعتداء من قبل مسلحين في جولة الكميم بشارع حدة وسط صنعاء أثناء عودته من مجلس النواب”، مشيراً إلى أنه تم نقل العتواني بعد الاعتداء إلى المستشفى الجمهوري الحكومي لتلقي العلاج اللازم. وفيما ذكر البيان بيانات وأوصاف السيارة التي كان يستقلها المسلحون، حمًل مصدر مسؤول في الحزب “السلطة” اليمنية “مسؤولية ما حدث من استهداف” لقياداته داخل العاصمة “وفي وضح النهار”، معتبراً ذلك “رسالة للمواقف التي أعلنتها أحزاب المشترك مؤخراً حول الأوضاع في البلد”، في إشارة لموقف المعارضة من إقرار الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم تعديلات في قانون الانتخابات. وقال المصدر “ إن العمل الجبان والبلطجي الذي حدث لن يثني الحزب عن مواصلة نضاله مهما كانت التضحيات”. وأعلن المجلس الأعلى لأحزاب “اللقاء المشترك” عقد اجتماع طارئ لمناقشة حادثة الاعتداء على النائب العتواني.
إلى ذلك، ذكر مركز الإعلام الأمني الحكومي أن الأجهزة الأمنية بمحافظة لحج، جنوب صنعاء، اعتقلت مطلوباً أمنيا لارتكابه عدة جرائم “جسيمة”.

وأوضح أن نقطة أمنية عند مدخل محافظة لحج اعتقلت المطلوب الأمني (ج.م.ث.ناصر) البالغ 28 عاماً لتورطه في ارتكاب “جرائم مختلفة جميعها جسيمة منها استهداف الأمن والاستقرار بالمحافظة”. كما توعدت وزارة الداخلية اليمنية باعتقال منفذي الهجوم الفاشل الذي استهدف نائب مدير الأمن السياسي بمحافظة أبين العقيد أحمد متريس الاثنين الماضي.

وذكرت الوزارة، عبر موقعها الالكتروني، أن منفذي محاولة اغتيال العقيد متريس لن يفلتوا من العقاب، مؤكدة أن “الإجراءات مستمرة لكشف هويتهم وإلقاء القبض عليهم”. وكان نائب مدير الأمن السياسي في أبين اتهم تنظيم “القاعدة” بالوقوف وراء محاولة اغتياله بواسطة عبوة ناسفة تم تفجيرها من بعد.

وفي تطور متصل، أعلنت قبيلة بني عوير الدرب بمحافظة صعدة “ولاءها” لعبدالملك الحوثي زعيم التمرد المسلح شمال البلاد. وكانت قبيلة بني عوير الدرب قاتلت في صفوف الجيش اليمني ضد المتمردين الحوثيين في المواجهات المسلحة الأخيرة التي اندلعت بين أغسطس 2009 وفبراير الماضي.

كما خاضت هذه القبيلة مواجهات ضارية مع المتمردين بمنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، في يوليو الماضي، أسفرت عن سقوط 100 قتيل من الجانبين. وقال الشيخ مالك العويري، أحد زعامات القبيلة، لـ”الاتحاد” إن قبيلته أعلنت ولاءها لجماعة الحوثي بسبب “نهجها المستقيم في قتال أميركا وإسرائيل”، متهماً الحكومة اليمنية بـ”إثارة الخلافات بين القبائل”، و”العمالة” للولايات المتحدة، حسب قوله. وأوضح أن 400 من رجال قبيلته أعلنوا ولاءهم لـ”الحوثيين” بالإضافة “إلى بعض أفراد قبيلة الحصن” المجاورة لقبيلة بني عوير الدرب.

وأوضح أن وفداً من قبيلته قابل الرجل الثاني في جماعة الحوثي، لم يذكر اسمه، وأعلن له “الولاء والطاعة”. ولفت إلى أن معتقلاً حوثياً في السجون الحكومية، ينتمي لقبيلته، تُوفي الأسبوع الحالي داخل السجن بسبب تعرضه للتعذيب، مؤكداً أن هذه الحادثة أسهمت في إعلان القبيلة ولاءها لجماعة الحوثي المتمردة شمال اليمن منذ 2004.