عائلة أبو عيد اللداوية تقيم أول مخيم للاجئين في مناطق الـ48

يعيش أفراد عائلة أبو عيد اللدواية الـ59 فرداً حالة من الترقب بعد توجيه البلدية الإسرائيلية لمدينة اللد المحتلة منذ العام 1948 تهديدات لهم بإزالة الخيم السبع التي نصبوها على أنقاض بيوتهم التي دمرتها جرافات الاحتلال.
وتعتبر خيم عائلة أبو عيد أول مخيم للاجئين في فلسطين المحتلة عام 1948، ويسكنها 7 أخوة وأطفالهم، بعد أن هدمت بيوتهم بذريعة "البناء غير المرخص"، وذلك ضمن مساعي السلطات الإسرائيلية تضيق الخناق على المواطنين العرب في المدن الساحلية المختلطة.
لا يحتاج الزائر إلى مدينة اللد العربية إلى البديهة لتلمس التمييز ضد أهل الأرض الأصليين، وملاحظة الفرق بين الأحياء العربية والأحياء اليهودية العصرية، والفرق يتمثل جلياً في مستوى الخدمات المقدمة وكذلك البنى التحتية وكافة نواحي الحياة.
الحكومة الإسرائيلية رصدت في الفترة الأخيرة ميزانية خاصة لتسريع هدم نحو 3 آلاف منزل عربي في اللد، بحجة البناء غير المرخص، متذرعة أنها تريد حماية أمن مواطني المدينة التي طالما شهدت أعمال قتل راح ضحيتها عدد من مواطني اللد الفلسطينيين.
ويقول رياض أبو عيد، أحد أصحاب البيوت المدمرة لـ"المستقبل": "بهدم منازلنا تم رمينا إلى الشارع، أنا عندي عائلة مكونة من ستة أشخاص، أربعة أبناء صغار، ونحن عائلة لاجئة أساساً كنا قد هجرنا في العام 1948". ويضيف: "الغريب في الأمر أننا وقبل يوم واحد من تنفيذ جريمة هدم البيوت استصدرنا أمراً من المحكمة بتأجيل عملية الهدم لستة اشهر، ولكن داهمت الجرافات الحي وقامت بهدم البيوت السبعة تحت حراسة مشددة من الشرطة وقوات حرس الحدود. حين لم يكن أي منا في منزله".
ويؤكد رياض أبو عيد أن "العائلة عاقدة العزم على البقاء في أرضها والعمل على إعادة بناء ما دمره الاحتلال، ونحن قمنا بنصب هذا المخيم للضغط على الحكومة الإسرائيلية والرأي العام اليهودي كذلك".
ويشير أبو عيد إلى أنه عندما يدخل إلى الخيمة تعود به الذاكرة إلى والده كيف وصف له أيام الترحيل واللجوء والخيام، ويقول: "يبدو أن الاحتلال لا يرغب بأن تفارق تلك الأحداث ذاكرتنا رغم مرور عشرات السنوات". ويضيف: "لكن ما يزيد الطين بله، هو إصرار بلدية الاحتلال على هدم المخيم الذي لا ملجأ للمهجرين سواه، حيث قامت عدة دوريات من الشرطة الإسرائيلية بزيارة خاطفة لخيام عائلة أبو عيد وهددت بهدمها إذا لم يقم أصحابها بهدمها بأيديهم.
ويقول رئيس اللجنة الشعبية في اللد الشيخ يوسف الباز: "إن الهدف من إقامة المُخيم ووضع لافتة تشير إلى مكانه، هو الضغط على الحكومة الإسرائيلية، وحملها على التخلي عن سياستها الظالمة للشعب الفلسطيني عامة، وعلى سكان المدن المُختلطة خصوصاً، هدم بيوت عائلة أبو عيد هو نتيجة واضحة لقرارات الحكومة الإسرائيلية بتهويد اللد، بعد سلسلة أعمال القتل والعنف التي شهدتها اللد قبل نحو شهرين وسقط خلالها عدد من الأبرياء، وذلك لصالح استجلاب أكثر من 15 ألف متدين يهودي".
ويوضح الشيخ الباز أن اللجنة الشعبية في اللد تدرس إمكانية توجيه طلب إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتبني "مخيم اللاجئين الأول في أراضي الـ48 المحتلة".
النائب مسعود غنايم (القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير)، وخلال طرحه مأساة عائلة أبو عيد على الكنيست، أكد أن العائلة تمر بمأساة إنسانية بعد أن هدمت السلطات الإسرائيلية بيوتهم بحجة البناء غير المرخص. وقال: "السلطات الإسرائيلية طردت ستين شخصاً من بيوتهم، منهم الأطفال والنساء والشيوخ، وهم يعيشون الآن في العراء من دون توفير أبسط الخدمات الإنسانية، فالطلاب لا يستطيعون الذهاب للمدارس وذووهم يحاولون الصمود في هذه الظروف القاسية واضطروا لإقامة مخيم لاجئين لمقاومة البرد الشديد، فإذا كان البناء غير المرخص مخالفة قانونية كما تدعي الحكومة، فإن التسبب بالمأساة التي يعيشها أبناء عائلة أبو عيد هي الجريمة بعينها، وعلى السلطات والبلدية تحمل مسؤولياتهم ومساعدة المنكوبين من أبناء العائلة".
وشدد غنايم على أن "قوة أي حكومة أو دولة هي في نهج البناء وليست في نهج الهدم والإقصاء، والطريقة التي تمت فيها عملية الهدم في اللد هي طريقة وحشية وغير إنسانية وتتعدى مسألة الادعاء بتنفيذ القانون".