الخالدي : القيادة تخوض معركة سياسية ودبلوماسية للاعتراف بالدولة ووقف الاستيطان

قال مجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس 'إن القيادة الفلسطينية بدأت نضالا على الجبهتين الدبلوماسية والسياسية من اجل حشد الساحة الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كخطوة أولى، للوصول إلى مجلس الأمن الدولي وطرح مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية عليه.

وأضاف بالرغم من التخوفات من وجود فيتو أميركي داخل مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلا أننا أيضا سنعمل على طرح قضية الاستيطان وانتهاكات إسرائيل المستمرة في هذا المجال، ولن يستطيع المجتمع الدولي أن يتجاهل ويتغاضى ولا حتى الولايات المتحدة الأميركية مثل هذه القضية'.

وتابع 'أدرك الجميع أن أساليب التحايل والألاعيب التي ينتهجها نتنياهو باتت لا تنطلي على أحد بما فيهم العالم الغربي، ولهذا كانت بيانات الاتحاد الأوربي المتتالية تطالب بوقف الاستيطان وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة'.

وشدد المستشار الدبلوماسي، على أن تعثر المسار السياسي، وإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على مواقفه المتعنتة برفض وقف الاستيطان، وعدم التزامه بمرجعية واضحة للعملية السلمية، ومحاولة إغراق المفاوضات بالتفاصيل الشكلية، والابتعاد عن المضمون والجوهر للمفاوضات التي هدفها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على حدود الرابع من حزيران 67 ، أوضح للعالم أن الجانب الفلسطيني ملتزم بخيار السلام، عكس الجانب الإسرائيلي الذي يتهرب من كل استحقاقات السلام.

واستغرب ألخالدي والذي كان متفائلا إلى وقت قريب بدور الولايات المتحدة الأميركية النشط في تحريك عجلة السلام، عدم وجود تصريحات أميركية في الوقت الحالي، تؤكد على المواقف الأميركية الخاصة بالدولة الفلسطينية والاستيطان، خاصة المواقف التي أدلى بها الرئيس باراك أوباما، وأكد فيها التزامه بإقامة الدولة الفلسطينية، وإننا لم نعد نسمع مثل هذه التصريحات والمواقف اليوم .

وقال ألخالدي: 'إن القيادة الفلسطينية ليست متشائمة بل على العكس من ذلك، فهي قد حققت مكاسب غير مسبوقة على الساحة الدولية، كاعتراف دول أميركا اللاتينية، ورفع المستوى الدبلوماسي في دول أوروبا الغربية'.

وأضاف، هذه المكاسب هي برهان حقيقي على عدالة القضية الفلسطينية، والتأكيد على صحة الموقف الفلسطيني بفعل سياسة الرئيس محمود عباس التي تتصف بالحكمة والاتزان، والبعيدة عن الشعارات الجوفاء التي لا تراعي مصالح الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، والمؤمنة بالسلام كخيار استراتجي وبحل الدولتين، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية.

وأكد الخالدي أن سياسة الرئيس عباس أحرجت إسرائيل، ولم تترك لها مجالا لانتقاده إلا من خلال ذرائع واهية.

وجدد التأكيد على ان العالم كله يدرك أن هذه الذرائع ما هي إلا مبررات للهروب من استحقاقات عملية السلام المترتبة عليها من الاتفاقات المبرمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي لم تنفذ إسرائيل أي بند من اتفاقية خارطة الطريق، في حين نفذ الجانب الفلسطيني جميع التزاماته المرتبة عليه في هذه الاتفاقية.

وأوضح مستشار الرئيس، على انه رغم الغيوم الداكنة التي تلف المنطقة بفعل السياسة الإسرائيلية، إلا أن المستقبل المشرق قادم بفعل الدعم الدولي والعربي للموقف الفلسطيني وبفضل إصرار الشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس ورؤيته الحكيمة، وأن بناء الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية سيتحقق رغم محاولات حكومة نتنياهو للتهرب من المفاوضات الجدية، وفرض أجندته عليها غير المقبولة فلسطينية.

وطالب الخالدي الإدارة الأميركية والرباعية الدولية التي سبق أن تعهدت بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، للعب دور نشط بالضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل الالتزام بتنفيذ ما تم من اتفاقات.

وقال: 'آن الأوان أن تتخذ الإدارة الأميركية خطوات جدية وملموسة على أرض الواقع وأن لا تكتفي بالأقوال والتصريحات، نريد أفعالا لا أقوال وقد حان وقت اتخاذ القرارات'.

وشدد على أن المطلوب حاليا هو التركيز على الدول لم تعترف بالدولة الفلسطينية، وذلك بعد اعتراف أكثر من مائة دولة بالدولة الفلسطينية، عقب إعلان الاستقلال.

وختم الخالدي حديثه بالقول، إن فلسطين تقييم علاقات دبلوماسية كاملة مع هذه الدول، وبالتالي يسود اعتقاد خاطئ بأننا يجب أن نطالب جميع دول العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.