ميلاد قياسي فلسطينياً وموحّد في العراق

تهافت المصلّون المسيحيّون إلى الأراضي المقدّسة بأعداد قياسيّة للاحتفال بعيد الميلاد، فيما تحدّى المسيحيون العراقيون تهديدات تنظيم القاعدة وتوجّهوا إلى كنيسة سيدة النجاة وسط مؤازرة رسميّة وتضامن شعبي وعالمي. كما حظي الشرق الأوسط بمكانة خاصّة في خطاب البابا السنوي لمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وارتفعت في مدينة بيت لحم الفلسطينية زينة الميلاد وأعلام الفاتيكان، في حين شهدت مدينة ميلاد المسيح رقماً قياسياً من الزوّار وامتلأت جميع فنادق المدينة بالحجّاج من مختلف أنحاء العالم. وأفادت الإحصاءات الفلسطينية أن المدينة استقبلت حوالى 1,5 مليون زائر في 2010، والأراضي المقدسة أكثر من ثلاثة ملايين.
وكتبت على لافتات في شوارع بيت لحم «صلوا من اجل حرية فلسطين».
وأقام بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال قداس منتصف الليل التقليدي في كنيسة القديسة كاترينا الواقعة إلى جانب كنيسة المهد بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشخصيات فلسطينية أخرى ومؤمنين من مختلف الجنسيات.
وقال البطريرك طوال في عظته «أمنية العيد أن ترتفع دقات أجراس الكنائس فتغطي بألحانها صوت البنادق والرشاشات وآلات الموت في شرقنا الأوسط الجريح».
وتحدث عن «ألمه» حيال تعثر مفاوضات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، مكررا القول «لا يجوز أن نتوقف عند هذا الفشل أو نشعر باليأس».
وفي العراق، ووسط تدابير أمنية مشددة، تحدّى المصلّون تهديدات تنظيم القاعدة الجديدة وتجمع أكثر من 300 شخص لأداء قداس الميلاد في كنيسة سيدة النجاة فيما لا تزال آثار الدمار على جدران الكنيسة التي شهدت مجزرة فظيعة قبل نحو شهرين.
وحضر القدّاس ممثل التيار الصدري الشيخ فرحان الحسيناوي تعبيراً عن «التضامن مع الشهداء الذين سقطوا في الهجوم، ولتقديم التهاني لإخواننا المسيحيين لمناسبة أعياد الميلاد».
ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المسيحيين العراقيين إلى التمسّك بأرضهم وعدم الهجرة. وقال في بيان له «ندعو المسيحيين بقوة إلى البقاء في وطنهم والتمسك به والمشاركة في بنائه وإعماره أسوة بباقي أبناء الشعب العراق».
من جهته، قال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي في كلمة أمام مجلس النواب إن «العراقيين بدون استثناء لا يريدون لأجراس الكنائس أن تخفت وللتراتيل أن تسكت...».
وحصنت جميع الكنائس بعد حادثة سيدة النجاة بجدران إسمنتية عالية.
وفي عظة الميلاد في الفاتيكان، دعا البابا بنديكيت السادس عشر إلى حل النزاعات في العالم ولا سيما بين الإسرائيليين والفلسطينيين مطالبا المسؤولين السياسيين «بالتضامن الفاعل» مع المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط.
وفي الكلمة التي ألقاها البابا أمام عشرات آلاف الأشخاص، تحدّث البابا عن الأراضي المقدسة معربا عن الأمل في «أن تشرق أنوار عيد الميلاد مجددا على هذه الأرض التي شهدت مولد المسيح وأن تلهم الإسرائيليين والفلسطينيين في سعيهم لتعايش عادل وسلمي».
ودعا البابا «مسؤولي الأمم إلى التضامن الفعال» مع «المجموعات المسيحية العزيزة في العراق وفي كل الشرق الأوسط».
وتمنّى البابا «المصالحة» في شبه الجزيرة الكورية، داعياً الكاثوليكيين الصينيين إلى «عدم اليأس بسبب تقييد حرياتهم في ممارسة دينهم».