تشييع جثمان المناضل حمد الله بمراسم عسكرية رسمية في طولكرم

شيعت جماهير غفيرة بمراسم عسكرية رسمية، اليوم الاثنين، جثمان المناضل الوطني الفقيد وحيد الحمد لله، الذي توفي عن عمر يناهز (82 عاماً)، إلى مثواه الأخير في مدينة عنبتا في محافظة طولكرم.وتقدم موكب التشييع نيابة عن الرئيس محمود عباس، أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، بحضور أعضاء اللجنة المركزية لحركة عزام الأحمد، ود. صائب عريقات، ومحمود العالول، وقيادات العمل الوطني والفصائل والمحافظين وقادة الأجهزة الأمنية.وأقيمت للفقيد الحمد لله جنازة عسكرية وسجي جثمانه على عربة عسكرية فيما أطلقت 21 طلقة تكريماً لروح الفقيد الطاهرة.وسلم أمين عام الرئاسة ذوي الفقيد برقية تعزية باسم الرئيس وهذا نصها:بسم الله الرحمن الرحيم﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾صدق الله العظيمالإخوة آل حمد الله الكرامالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،ببالغ الألم وعميق التأثر الأخوي، تلقينا نبأ رحيل الأخ المناضل الكبير، وحيد كامل الحمد الله، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس بلدية عنبتا سابقاً وعضو مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية إلى رحمة الله تعالى وعفوه، بعد حياة حافلة بالعمل الوطني المخلص والتفاني في الدفاع عن حقوق شعبنا العادلة،دفع خلالها سنين عديدة من عمره في الاعتقال والإقامة الجبرية، فقد عرفناه رحمه الله أخاً عزيزاً مثالاً في الإخلاص والانتماء والوفاء وكانت حياته مسيرة مشرفة وسلسلة من النضال الوطني دفاعاً عن فلسطين أرضاً وقضية ومقدسات التي خسرت برحيله أحد أبنائها البررة الذي نذروا أنفسهم من أجل أن ينبعث فجر الحرية في ربوعها.وفي هذا المصاب الذي نعزيكم وكافة أبناء شعبنا الباسل فيه، فإننا نعزي أنفسنا، وضارعين إلى الباري جلّ وعلا، أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وأسرته الكريمة الصبر والسلوان. ﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾وألقى الطيب عبد الرحيم كلمة أبّن فيها الفقيد وهذا نصها:بسم الله الرحمن الرحيميا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي صدق الله العظيمفقد الشعب الفلسطيني واحداً من رجالاته وأعلامه الذين تركوا بصمات واضحة وملموسة في تاريخ كفاحه من أجل الحرية، رحل عنا الأخ أبو الرائد وحيد الحمد الله، ترك فينا الألم على وداعه لنا، وأبقى لنا الذكرى الطيبة والسجل الناصع.عرفته عن قرب وديعاً طيباً نظيف اليد، أمثولة في العطاء، سمعت عنه في المنافي أثناء الانتفاضة الأولى ودفاعه عن عروبة الأرض ما يرفع الرأس وجعلني أتباهى كثيراً بين رفاق المسيرة والسلاح.كان ملتزماً بمنظمة التحرير الفلسطينية وله موقف مع رجالات فلسطين في الوطن في السبعينات من القرن الماضي،وكان الموقف الفصل بالاعتراف بالمنظمة كممثل شرعي وحيد لـشعبنا، وكان عضواً في المجلس الوطني.كنت أعرف مدى احترام القيادة الفلسطينية له بالرغم من موقفه المعارض لبعض السياسات، وسمعتها من أكثر من قائد شهيد أن وحيد الحمد الله بوصلةٌ وطنية، كان مع الوحدة الوطنية والثوابت وأن لا تناقض إلا مع الاحتلال وأن لا بديل عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة فوق أرضنا وعاصمتها القدس.وسمعتها أكثر من مرة من قيادة هذا الشعب بأن معارضة أبو الرائد كانت وستظل ضرورة وطنية لأنها معارضة ملتزمة وخلاقة لا تحبط بقدر ما تشحذ الهمم لأنها بلا مآرب شخصية أو عبثية أو تبعية لأحد، تضع نصب عينها تصحيح المسارات وتصويب المسيرة كلما اقتضت الضرورة ذلك، خدمة لأهداف الشعب النبيلة في الحرية والاستقلال.التقيتك يا أخي وحيد الحمد الله في جامعة النجاح أكثر من مرة، فقد أسهمت بالارتقاء بالتعليم الجامعي كسلاح فعال في يد شعبنا، ونشر تلاميذك الأفكار الوطنية في الوطن والشتات، فكان للقضية الفلسطينية الأولوية فعمقت وعمقوا ارتباطنا القومي وبعدنا القومي.وكنت حاضراً دوماً في كل المناسبات تعيش بين أهلك وشعبك، فكنت محل احترام الجميع وتقديرهم.لك كل الحب والوفاء يا أخي أبو الرائد، لك الاحترام، لسيرتك ومسيرتك يا أخي وحيد، ونسأل الله تعالى أن يبارك في ذريتك- أولادك وأحفادك وعائلتك وتلاميذك ومحبيك ولكل من تتلمذ على يديك... نسأل الله تعالى أن يجمعك في عليين مع شهداء شعبنا.وستظل يا أخي أبو الرائد حاضراً دائماً في عقولنا وقلوبنا ونبض العروق.ستظل ضميراً وبوصلة.... ستظل سيرة طيبة....وستستمر مسيرتك العطرة لروحك الطاهرة من السيد الرئيس تحية إكبار، ولك مني ومن كل القيادة الفلسطينية الحب والوفاء بأن نظل على العهد.....بدوره، عبر محافظ طولكرم طلال دويكات عن حزنه لرحيل المناضل وحيد الحمد الله، مستذكرا المواقف الوطنية الشجاعة للفقيد ودفاعه عن الأرض أمام الغول الاستيطاني ورفضه للسياسات الاحتلالية وإيمانه بعدالة قضيتنا وإصرار شعبنا على نيل حقوقنا الوطنية المشروعة.من جانبه، استعرض نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح في كلمة باسم فصائل منظمة التحرير، مواقف الفقيد الوطنية وإخلاصه في الدفاع عن قضية شعبه العادلة وقضايا أمته، وعاهده على الاستمرار في الدرب وصولا للخلاص من الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.واستذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد مناقب الفقيد ومواقفه الوطنية الصلبة، وقال: إن الحمد الله رحل عنا وانه يتطلب منا العمل والوفاء للمبادئ التي ناضل من اجلها وتحقيق أهدف شعبنا بالحرية والاستقلال . وأشاد د. خليل عودة في كلمة ألقاها باسم جامعة النجاح الوطنية، بدور الفقيد وحرصه على جامعة النجاح لكي تكون منبرا تعليميا شامخا في سماء الوطن وعلى المستوى العربي والدولي.وقال: إن الفقيد كان واحدا من الرجال الأوائل الذين تمسكوا بالمبادئ الوطنية وقادوا حركة النضال الشعبي الفلسطيني .وعبر رئيس بلدية عنبتا المهندس ياسر بركات في كلمة ألقاها عن حزن أهالي عنبتا برحيل أبنهم البار وابن فلسطين كافة المناضل الفقيد وحيد الحم دلله (أبو الرائد).وشكر رئيس جامعة النجاح د. رامي الحمد الله أمين عام الرئاسة الذي شارك في تشييع الجثمان نيابة عن الرئيس محمود عباس، وأعضاء اللجنة التنفيذية والمحافظين وقادة الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والشعبية ورؤساء البلديات والمجالس القروية والجامعات ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والطائفة السامرية، وكل من شارك في تشييع جثمان ابن فلسطين الكبير المرحوم وحيد الحمد الله، وعاهد الجميع على التمسك بالمبادئ والأهداف التي عاش وناضل من اجلها الفقيد.