خالدة: أم لأحد عشر وجدة لأكثر من ثلاثين

لدى الأرملة خالدة محمد عاصم أحد عشر ابنا وابنة، وهو ما يعتبر رقما قياسيا حتى في بيروت حيث تعيش. تزوج أبناؤها وبناتها جميعهم ورحلوا من بيت العائلة. والآن تشعر الأم بفراغ كبير. في سلسلة رقم 11 نسلط الضوء على خالدة، أم من لبنان أنجبت احد عشر طفلا.


"رقم 11 بالنسبة لي رقم مميز جدا، لدي أحد عشر ابن وابنة. أحبهم جميعا ولكل واحد منهم معزة خاصة عندي. يغمرونني بالسعادة، والسنة المقبلة 2011 ستكون سنة مباركة" تقول خالدة محمد عاصم، أرملة في السابعة والستين من العمر تعيش في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من العاصمة بيروت.

تزوجت خالدة وهي في الخامسة عشر من العمر من ابن عمها. بعد أن التقى بها مرتين، تقدم للزواج منها. "أنجبت طفلي الأول وأنا في السابعة عشر من العمر، حملت أربع عشرة مرة لكني أجهضت ثلاث مرات. أنجبت طفلا كل سنة ونصف تقريبا، رزقت بسبع بنات وأربعة فتيان، وكان هذا أمرا عاديا بالنسبة للمجتمع الذي نعيش فيه" تقول خالدة.


مدلل


كان زوج خالدة دائما مشغولا بعمله في دهان البيوت، وتفرغت هي لرعاية الأطفال وتسيير أمور البيت. "لسنوات عدة كنت دائما منهمكة بالطبخ والغسيل والتنظيف، كنت دائما مشغولة". تقول خالدة بابتهاج. تصف خالدة ابنها الحادي عشر بلال بمقلة عينها وتقول:
"بلال مدلل، ليس فقط مني أنا بل أيضا من جميع أشقائه وشقيقاته". أما ابنتها سهى فتشبهها لحد كبير: "ابنتي سهى نسخة طبق الأصل عني، من المضحك أن ترانا جنبا إلى جنب".

منذ طفولتها حلمت خالدة بأن تنجب أطفالا، لكنها لم تفكر يوما من الأيام كم طفلا تريد: "لم نخطط الأسرة ، ولم نستخدم وسائل منع الحمل. الجيل الجديد أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بالأطفال. في أيامي كان لدى الكثير من الأصدقاء والأقرباء اسر كبيرة، لكن الآن أصبحت أنا ذات الرقم القياسي في إنجاب الأطفال".


غرفة نوم واحدة


لسنوات طويلة عاشت خالدة مع عائلتها في شقة صغير بغرفة نوم واحدة، حمام ومطبخ. في العام 1975 انتقلت للعيش في بيت آخر في منطقة مكتظة في مخيم برج البراجنة بالقرب من بيروت.في رقعة لا تتجاوز كيلومتر مربع واحد تعيش خالدة مع 20,000 لاجىء فلسطيني في المخيم.

يحتوى بيتها الجديد على ثلاث غرف نوم، ومساحة أكبر من ذي قبل. والآن وبعد أن تزوج جميع أبنائها تشعر بالفراغ. لحسن حظها يسكن أحد أولادها مع عائلته في الطابق الأرضي."نجتمع في شهر رمضان وأثناء العطل المدرسية. ابدأ قبل أيام بالتحضيرات والطهي، الجميع يساهم وإلا فستكون مهمة صعبة بالنسبة لي" تقول خالدة.

سعادة


توفي زوج خالدة قبل عشرة أعوام. "كان يحب أولاده كثيرا. كان لطيفا ومحبا لهم جميعا". تقول خالدة إنهم مروا أيضا بأوقات عصيبة. "كان الوضع صعب للغاية خلال الحرب الأهلية. كنا أحيانا نقضي أياما في الملاجىء أثناء القصف وخلال الحصار على المخيم. كنا قلقين جدا على العائلة".

أنجبت خالدة واحدا من أولادها خلال الحرب في المنزل. "أنجبت آخر ثلاثة أولاد في المستشفى، وكان الأمر مريحا. قبل ذلك لم يكن هناك مستشفى في المخيم. في البيت كانت النساء والقابلة تتجمع حولي للحديث والدردشة بينما كنت أترنح من آلام الطلق والولادة.


أحفاد


يبلغ عمر ابنها الأصغر 27 عاما، وتكاد تنسى عدد أحفادها وأبناء أحفادها. "لدي أكثر من ثلاثين حفيدا على الأقل، وعددا من أبناء الأحفاد. أحب هؤلاء الأطفال كثيرا وكنت بجانب جميع بناتي عندما أنجبن أولادهن".

تبدأ خالدة بتعداد أفراد عائلتها. اثنتان من بناتها لديهن ستة أطفال، اثنتان لديهن 5 أطفال وهكذا دواليك. "لدي 34 حفيدا، ومن المؤكد أن المزيد في الطريق. بعض أحفادي تزوجوا وأنجبوا أطفالا كذلك, والأجمل من هذا أن والدتي لا زالت على قيد الحياة وبصحة جيدة".