الجاسوس المصري يعتذر للأمة العربية عن عمله مع الموساد الاسرائيلي

عبّر الجاسوس المصري طارق عبد الرازق حسين، الذي عمل لسنوات في خدمة جهاز 'الموساد' الإسرائيلي، عن ندمه الشديد على الخدمات التي قدمها لأعداء الأمة، في رسالة وجهها لوالدته وشعبه وللأمة العربية.

وقد ألحق هذا العميل الضرر بالقضية الفلسطينية، وببلده، وبسوريا، ولبنان، كما راقب رجل أعمال يقيم في جنوب إفريقيا ويقدم خدمات ومساعدات لشعبنا المحاصر، وقد اعترف بأن 'الموساد' الإسرائيلي سعى لاغتيال هذا الشخص بحجة أنه يدعم المقاومة.

وقد تناقلت وسائل الإعلام المصرية، اليوم الجمعة، رسالة قالت إنها برقية اعتذار من قبل طارق عبد الرازق الملقب بـ'الفخ الهندي'، شدد فيها على ندمه الشديد على تعاونه مع الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في الرسالة: 'والدتي العزيزة.. شعب مصر أمتي العظيمة.. أشعر بالندم وأنا أكتب هذا الخطاب على ما ارتكبته من أفعال شنيعة دنستني بالتعامل مع أناس 'الموساد' يكرهون الجميع، ولا يحبون الخير لأمتنا وبلدنا، أرجو منكم أن تسامحوني على كل الأخطاء التي ارتكبتها'.

وأكد أنه يستحق العقاب والملاحقة القضائية، وقال: 'العقوبة التي ستوقع عليّ ستطهرني من هذا الدنس.. والدتي العزيزة.. أرجو منك أن تدعي لي بالغفران وتسامحيني.. شعب مصر.. سامحوني على ما ارتكبته من أخطاء تجاه مصر الحبيبة'.

من جانب آخر، كشفت تحقيقات النيابة أن 'الموساد' الإسرائيلي سعى لاستقطاب محامين يقطنون في جنوب لبنان وتربطهم علاقة بحزب الله اللبناني، وحسبما أكد طارق فى اعترافاته أن الموساد طلب منه الإعلان عن وظائف لمحامين تربطهم علاقة بحزب الله على الموقع الإلكتروني، وهو ما تم بالفعل، حيث تلقى 13 طلب وظيفة لمحام، وتم إرسالها إلى 'الموساد'، الذي وافق على 3 فقط.

إلى ذلك نشر الموقع الالكتروني لصحيفة الأهرام المصرية، اليوم، عن المزيد من المسائل التي كانت طي الكتمان في قضية تخابر عبد الرازق مع الموساد الإسرائيلي، وتعاونه مع ضابطين بجهاز الاستخبارات الإسرائيلية مطلوبين للعدالة في مصر.

وتضمنت المفاجآت معلومات خطيرة حصل عليها الموساد من العميل السوري صالح الناجم‏,‏ الذي يعمل ضابطا بالمخابرات العسكرية السورية‏,‏ وتم الكشف عنه والقبض عليه بعد أن سلمت المخابرات المصرية ملفا مدعوما بالوثائق والأدلة إلى المخابرات السورية‏,‏ حمل الاعترافات التفصيلية التي أدلى بها المتهم طارق عبد الرازق منذ القبض عليه في أول آب الماضي‏,‏ مكن السلطات السورية من القبض على الضابط الجاسوس وجرى استجوابه وتقديمه لمحكمة عاجلة قضت بإعدامه وتم تنفيذ الاعدام فيه دون إعلان بعد ثبوت تجسسه لصالح الموساد منذ ‏‏15 عاما‏.

واتضح أن الجاسوس المصري تم تجنيده في باريس عندما كان يعالج داخل أحد مستشفياتها وطوال هذه السنوات أمدهم بمعلومات خطيرة حول الملف النووي السوري ومطار دمشق والوجود الأمني في الشوارع‏.‏

وقد كشفت التحقيقات عن إصرار 'الموساد' الإسرائيلي على اختراق الجبهة السورية بمختلف الوسائل والسبل والسعي لتجنيد عملاء من مختلف الطبقات والشرائح مهما كان الثمن أو التكلفة المادية‏،‏ وهو ما تم بالفعل بعدما نقلت معلومات خطيرة عن الوضع الداخلي والأمني وحركة التجارة والصناعة‏.‏

اختراق الجبهة السورية:

وقد أدلى المتهم طارق باعترافات مثيرة حول تعامله في الملف السوري‏، وقال إن ضابطي 'الموساد' طلبا منه في البداية تجنيد عناصر من سوريا من خلال إنشاء مواقع على الإنترنت تحت مسمى شركات وهمية تطلب وظائف في جميع المجالات والتخصصات لضمان إقبال أكبر عدد من أبناء الشعب السوري من مختلف الأعمار والطبقات‏، خاصة في مجال تجارة الزيتون والحلويات‏، على أن يكون مقر هذه الشركة هو الصين لضمان الدخول والخروج من وإلى سوريا والعودة إلى بكين، وكذلك اختراق شبكة الاتصالات السورية‏،‏ على أن يتم تدوين بيانات المتقدمين من حيث أعمارهم وخبراتهم ودراساتهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم ومتوسط دخولهم وأماكن إقامتهم في سوريا، ويتم فرزهم بعد ذلك وترشيح من يصلح منهم للتعامل مع 'الموساد'‏.‏

وبدأت الشركات السورية في مراسلة المتهم طارق الذي بدأ في جمع هذه البيانات من المتقدمين، بعدها طلب منه 'الموساد' الاستعداد للسفر إلى سوريا لمقابلة بعض المتقدمين هناك وحجزوا له تذكرة من دولة مكاو إلى دمشق‏.‏

رصد لكل ما هو سوري:

وكانت التكليفات للمتهم طارق أنه منذ نزوله من الطائرة في المطار يقوم برصد الوجود الأمني داخل المطار وعدد بوابات الدخول والخروج وطبيعة الاجراءات ونوعية السائحين الموجودين على الأراضي السورية وكيفية التعامل معهم‏،‏ وعدد الطائرات المتوقفة بالمطار والرحلات القادمة إلى المطار ومعاملة الجمهور للسائحين ونوعية أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في المطار، وشبكة الإنترنت وقيمة اشتراكات الأفراد الشهرية فيها ونوعية أجهزة الكمبيوتر التي يقبل عليها الجمهور السوري‏، ونقل صورة كاملة عما يحدث في المطار وطبيعة الرصد الأمني وطرق التفتيش فيه، والبوابات التي يقف عليها أفراد الأمن وطولها وسمكها‏.

وقد نفذ المتهم هذه التكليفات حرفيا‏، وقدم تقارير بها إلى ضابطي الموساد‏،‏ وسلما له ‏9‏ أسماء للقائهم على مدى ثلاثة أيام في سوريا‏،‏ وقدما له هاتف مفتوح طوال الوقت وطلبا منه النزول في فندق معين على أن يتم تغييره كل مرة‏، والتقى المتهم بالأسماء التسعة التي تم تحديدها له فضلا عن مقابلة بعض المتقدمين للعمل من أصحاب الشركات الذين يريدون التصدير،‏ وجمع كل المعلومات المطلوبة منه وسجلها في تقارير وعاد إلى تايلاند‏، وسلم أيدي موشيه ضابط 'الموساد' كل ما كتبه من معلومات عن الداخل السوري‏.‏

المهمة الثانية:

وبعد ذلك طلب 'الموساد' من المتهم طارق عبد الرازق السفر للمرة الثانية إلى سوريا على أن يكون السفر لمدة ثلاثة أيام للمتابعة ولقاء المتقدمين لشغل الوظائف الوهمية للموساد‏،‏ وكان الهدف هذه المرة رصد طبيعة ونوعية الوجود الأمني في الشارع السوري وماذا يشغل الرأي العام هناك ومدى رضاه عن نظام الحكم القائم‏..‏ بعدها تم تكليفه بالمرحلة الثالثة والأهم في مهمته إلى سوريا عندما قال له أيدي موشيه والذي يتحدث العربية بطلاقة سوف تجلس مع خبير نووي تابع للموساد‏، وسوف يفهمك طبيعة المهمة القادمة، وحضر الخبير النووي‏ وقال لطارق لنا عميل مهم جدا في سوريا وسوف نسلمك أموالا تعطيها له‏..‏ وفعلا أعطاه مبلغ خمسة آلاف يورو وألف دولار وعدد من زجاجات الويسكي والمنشطات الجنسية والسجائر،وقال له سوف تجلس معه ‏في البداية لتتعرفا سويا‏..‏ ثم أجروا اتصالا بالعميل السوري وقالوا له لنا صديق وهو شريك معنا عندما ينزل سوريا سوف يتصل بك‏.

وذهب طارق إلى دمشق وهو لا يعرف من هو العميل المهم ولا اسمه أو عمله‏..‏ وبعد وصوله إلى سوريا اتصل به والتقى الاثنان حيث اصطحب العميل السوري طارق إلى أماكن عديدة في سوريا للفسحة والتنزه وبعدها عاد طارق إلى نيبال دون أن يعلم شيئا عن العميل سوى أنه سوري الجنسية‏، والتقى مع إيدي موشيه الذي قال 'هذا الراجل يعتبر شخصية مهمة وعايز أفهمك إنه بيشغل موقع كبير في المخابرات السورية وهو برتبة عميد واسمه صالح الناجم‏، وهذه الأسئلة سوف تعطيها له ويرد عليها وتتسلم منه الإجابات عنها وتعود بها إلينا‏'.‏

قصة التجنيد للضابط السوري:

وفي التحقيقات التي كان يتابعها المستشار د‏.‏عبدالمجيد محمود النائب العام،‏ وأجراها المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا باشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول‏، كشف الجاسوس طارق عبد الرازق عن قصة ضابط المخابرات السوري منذ 15‏ عاما‏,‏ كما رواها له ضابط الموساد أيدي موشيه الذي قال‏:‏ 'هذا الرجل تعرفنا عليه منذ‏15 سنة عندما كان يعالج في فرنسا‏،‏ وكان ينزل في نفس الجناح الذي كان يعالج فيه أحد عملاء الموساد وكانت فرصة عظيمة لتجنيد هذا الرجل بعد أن أغدقنا عليه الهدايا والعطايا'، وعلى حد تعبيره 'قمنا معه بواجب كبير'، وسلمه ‏25‏ سؤالا للرد عليها على أن يعود بالإجابات عنها للقاء ضابط الموساد في تايلاند وكانت جميع الأسئلة حول النفايات النووية وطريقة دفنها والتخلص منها وكيفية نقلها ونوع السيارات التي تنقل النفايات وحجم ونوع هذه السيارات،‏ وسلمه مبلغ ‏5‏ آلاف دولار لإعطائها له، ورد العميل السوري على الأسئلة خلال يومين وخلالها اصطحبه إلى عدة أماكن في سوريا من المطاعم والملاهي والمتنزهات، وخلالها علم أن العميل السوري ينتمي إلى العلويين‏،‏ وكان الهدف من كل هذه المعلومات هو معرفة قدرة وحجم المفاعل النووي السوري‏.‏

لقاء الناجم في باريس:

وكل مرة كانت ثقة 'الموساد' تزداد في المتهم طارق عبد الرازق لتنفيذ تكليفاتهم بدقة وحرص شديد ولذلك طلبوا منه السفر للقاء العميل السوري صالح الناجم في المستشفى الذي كان يعالج فيه في باريس منذ‏51‏ سنة إذ لم يبق له‏5‏ سنوات فقط ويحال للتقاعد من وظيفته المهمة، وكذلك من الصعب أن يخرج من سوريا إلى دولة أخرى إلا بموافقة المسؤولين هناك وعرض على الضابط السوري مسألة السفر إلى باريس للمقابلة بها‏، لكنه رفض لعدم إثارة الشكوك حوله وطلب أن تتم المقابلة في دمشق‏.

وسافر طارق إلى سوريا بعد أن تسلم هاتفا من الموساد لكي يمكنه أن يتحدث إليهم منه مباشرة وهو خاص للاتصال بهم فقط وطلبوا منه لقاء العميل السوري لتسليمه ملفا كاملا وأوراقا ومستندات عن المفاعل النووي السوري فضلا عن الإجابة على بعض الأسئلة الخاصة بالنشاط النووي في سوريا وطلب الضابط السوري مقابل تنفيذ ما طلبه الموساد مبلغ‏20‏ ألف دولار لحاجته لهذا المبلغ لبناء منزل لأسرته فضلا عن حاجته لجهازي كمبيوتر ونظارة ريبان، وترك الأسئلة مع العميل السوري وعاد طارق للقاء إيدي موشيه وإبلاغه بطلبات الجاسوس الناجم ووافق 'الموساد' على القرض الخاص بشراء الملف النووي السوري وسلموا المبلغ المطلوب للمتهم طارق لتسليمه له، كما أعطوا له كاميرا دقيقة لتصوير أوراق مهمة متعلقة بالنشاط النووي السوري‏.

وتوجه الضابط السوري مع العميل إلى الفندق الذي يقيم به طارق عبد الرازق في دمشق وحمل معه الملف النووي وسلمه إلى الجاسوس طارق الذي صوره بواسطة الكاميرا الدقيقة وأحرق أوراق الملف لعدم الكشف عن مهمته،‏ وتسلم الملف النووي كاملا وعاد به إلى الموساد وربما كانت هذه من أخطر المهمات التي نفذها بنجاح لمصلحة ضباط الموساد الذين كانوا يثقون به جدا‏.‏

وقال طارق في التحقيقات إنهم سلموه جهاز كمبيوتر مشفرا مزودا ببرنامج خاص وقد تم تدريبه عليه لاستخدامه في النقل والاحتفاظ بالتقارير السرية دون إمكان الكشف عنها فضلا عن تدريبه على مستوى عال على كيفية الحصول على المعلومات والاحتفاظ بها، وهذا الجهاز يبلغ ثمنه حوالي مليوني دولار ويتم تصميمها خصيصا لجهاز الموساد، وأنهم كانوا سيسلمونه جهازا آخر أكثر تطورا في تموز الماضي ولكن تم الكشف عنه والقبض عليه‏.‏

قصة الوفد العسكري الكوري:

وكشف المتهم طارق في التحقيقات عن مفاجآت مثيرة حول دور العميل السوري صالح الناجم في تزويد الموساد بكل تفاصيل الملف النووي والتدريب على الأسلحة والمواقع العسكرية عندما سلم المتهم طارق تقريرا مفصلا عن زيارة وفد عسكري من كوريا الشمالية إلى سوريا الذي وصل لتدريب بعض الضباط والخبراء السوريين في المجال النووي والعسكري على كيفية الاستخدام، على أن توفد سوريا بعد ذلك وفدا عسكريا من ضباطها إلى كوريا الشمالية للتدريب هناك على الأسلحة النووية، وكان من المنتظر أن يضم هذا الوفد العميل السوري العميد صالح الناجم،وقد قال الناجم لطارق عليك إبلاغ الموساد إنني سوف أزودكم بتفاصيل رحلة الوفد الكوري الشمالي،‏ وكيفية التدريب في تقرير مفصل ولكن سقوط شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل بمصر وسوريا حالت دون استكمال هذه المهمة‏.‏

أوقف النشاط فورا:

وكشفت التحقيقات عن أن أجهزة الاستخبارات اللبنانية كانت قد رصدت بعض عملاء الموساد في يونيو الماضي بناء على معلومات من المخابرات المصرية وألقت القبض على ثلاثة عملاء للموساد قاموا بالتجسس على شبكة الاتصالات اللبنانية ومكالمات كبار المسؤولين، وقد تم تنفيذ حكم الإعدام في الجواسيس الثلاثة مما أصاب المتهم طارق بالذعر والرعب وأبلغ على الفور أيدي موشيه ضابط الموساد الذي كان يتابعه فطلب منه الأخير وقف النشاط والاتصالات فورا قائلا له‏:‏ 'عليك العودة إلى الصين لحين صدور تعليمات أخرى لأن أجهزة الاستخبارات تنشط عادة عقب الكشف عن أي عميل فعاد طارق إلى بكين وبعد ثلاثة أيام من التفكير والشعور بالاختناق والقلق قرر الذهاب إلى السفارة المصرية في بكين وطلب لقاء السفير المصري وأخبره خلال اللقاء بأنه تعرض لمحاولة تجنيد من جانب الموساد وعرض على السفير استعداده للتعاون لمصلحة المخابرات المصرية والموساد في وقت واحد، فطلب منه السفير ضرورة السفر إلى مصر وإخطار المخابرات المصرية بذلك على أن يقوم بحجز تذكرتي ذهاب وإياب من بكين إلى القاهرة لبث الطمأنينة في نفسه،‏ ولكن أجهزة الأمن القومي المصري كانت ترصده لحظة بلحظة وألقت القبض عليه'‏.‏

فشل تجنيد صاحب شركة خاصة:

وقد كشف المتهم بالتخابر لمصلحة الموساد طارق عبد الرازق عن أنه عقب تجنيده من قبل الموساد سأله إيدي موشيه عن طبيعة عمله قبل ذلك في مصر فقال إنه كان يعمل مدربا لرياضة الكونغ فو في أحد الأندية منذ‏2004‏ إلى‏2007‏ حتى سفره إلى الصين، وكان يقوم بتدريب نجل أحد أصحاب الشركات فطلبوا منه لقاء هذا الرجل في مكتبه بالقاهرة وعرضوا عليه التعاون معهم في التجارة والبيزنس وبالفعل قابله وأعطاه نوعية معينة من الزجاج تصنع في مصر وطلب منه التعاون لتصنيعها في الصين، ولكن صاحب الشركة المصري طلب إمهاله وقتا ولم يرد عليه،‏ ونسي الموضوع وبعد ثلاثة شهور فوجئ صاحب الشركة المصري باتصال من شخص لا يعرفه وكان موفدا من الموساد وطلب لقاءه، حيث التقى به ومعه نجله الذي كان يقوم طارق بتدريبه وكان موفد الموساد يحمل الملامح الصينية ويتحدث العربية وطلب منه إنشاء شركة سويا في مجال الاتصالات والإلكترونيات والتليفونات لفتح أسواق ما بين الصين والقاهرة.

وحاول إغراءه بأن ذلك سوف يكون مصدرا لبيزنس كبير جدا‏، وطلب منه التوسع بعد ذلك والبحث عن شركاء آخرين في مصر، وحضر هذا اللقاء شخص آخر كان يرافق موفد الموساد ولكنه لم يتحدث بكلمة واحدة‏..‏ ولكن صاحب الشركة المصري أنهى اللقاء من جانبه قائلا إنه يعمل في مجال المنسوجات ولا يريد الدخول إلى مجالات أخرى، طالبا منهم البحث عن آخرين غيره‏..‏ ولكنهم اختفوا تماما بعد أسبوع من اللقاء ولم يعاودوا الاتصال به مجددا‏.

ومضت عدة شهور فجددوا الاتصال به من خلال اتصالات من هونج كونج فضلا عن توجيه دعوات له شاملة تذاكر السفر والإقامة في أفخم الفنادق فضلا عن مراسلته بالإيميلات‏، ولكنه كان يتجاهل ذلك حتى فوجئ بأحدهم يتصل به ويتحدث إليه ويقول له‏:‏ 'لماذا لا تريد العمل معنا في التجارة وأنت سوف تكسب من وراء ذلك الكثير'، ولكن صاحب الشركة المصري لم يكن على دراية بما يضمره ضباط الموساد ولا يعرف هويتهم ولكنه تشكك في إلحاحهم عليه وخشي التعامل معهم‏.

وأوضح طارق إصرار الموساد على تجنيد صاحب الشركة المصري للاستفادة من علاقاته وخبراته حتى إنهم رصدوه في إحدى مهماته الخارجية عندما كان مسافرا مع وفد تجاري مصري إلى دولة التشيك ورصدوا مدة إقامته وتحركاته هناك ومقابلاته التجارية، وللتأكد من هذه المعلومات اتصل طارق بنجل الرجل في القاهرة للسؤال عن والده فأخبره بأنه في مهمة خارج مصر مع وفد تجاري للتدليل على رصدهم له وإلحاحهم في التعامل معه‏.