رفح: هطول الأمطار يُحيي آمال المزارعين

كتب محمد الجمل:
أحيت الأمطار المتأخرة التي هطلت على محافظة رفح قبل يومين الأمل لدى عشرات المزارعين، وشجعت العديد منهم على التوجه إلى أراضيهم الزراعية المهجورة، والبدء باستصلاحها تمهيداً لزراعتها ببعض المحاصيل الشتوية.
وشهد الركن المخصص لبيع البذور والأشتال الزراعية في سوق رفح الأسبوعية "السبت" وكذلك المحال الزراعية حركة نشطة خلال اليومين الماضيين، حيث أمّها عشرات المزارعين الباحثين عن بذور وأسمدة ومعدات زراعية.
وأمام أحد هذه المحال كان المواطن محمود الشيخ يقف وفي يده بعض المعدات الزراعية، بانتظار سيارة تقلّه إلى شمال المدينة حيث تقع أرضه الزراعية.
وأكد الشيخ أن الأمطار على الرغم من تأخرها فإنها أحيت آماله، وجعلته يقرر العودة لأرضه التي هجرها، وزراعتها من جديد.
وأشار إلى أنه لا يزال يشعر بحيرة حول أكثر المحاصيل ملاءمة للزراعة في الوقت الحالي، بعد فوات أوان زراعة الشعير والبازيلاء ومحاصيل أخرى.
وأوضح أنه يفكر إما بزراعة الكرنب أو البطاطا، مضيفاً إنه سيشرع في تجهيز أرضه بمعاونة عدد من أشقائه تمهيداً لزراعتها في أقرب وقت ممكن.
أما المزارع محمود زعرب الذي كان يستفسر من أحد الباعة عن نوعية محددة من البطاطا المخصصة للزراعة "سبونتا" فأكد سعادته بهطول الأمطار، لكنه يخشى من عودة الجفاف في حال زراعة أرضه، ما سيجعله مضطراً إلى ري المحصول بمياه الآبار، وهذا سيكلفه مبالغ مالية كبيرة وقد يعرضه لخسارة.
على الرغم من ذلك فقد أكد زعرب أنه سيزرع أرضه بمحصول البطاطا، فور إيجاد النوع الذي يبحث عنه، وهو عادة ما يصل القطاع من إسرائيل في هذا الوقت من العام.
المزارع يوسف جراد يقول إن الأمطار لم تفده كثيراً، لأن موسم زراعة الشعير الذي اعتاد زراعته منذ سنوات فات، موضحاً أنه لا يستطيع زراعة أرضه بأي محصول آخر نظراً لافتقاده إلى شبكة للري وكذلك بسبب ارتفاع أسعار المياه في منطقته.
وتمنى جراد أن يكون العام المقبل أفضل من الحالي، وأن تهطل فيه أمطار غزيرة مبكرة، تمكنه من زراعة أرضه بمحصول الشعير أو القمح.
من جهته، أشار المواطن محمود ماضي إلى أنه اتصل بمالك أحد المحاريث ليحرث أرضه، كما أوصى مالك أحد المشاتل بإنبات بذور الكرنب تمهيداً لزراعتها في أرضه.
وأكد أن الأمطار أعادت الحياة للأرض التي عانت طوال الأشهر الماضية من الجفاف، متمنياً أن تكون بداية لموسم شتوي غزير الغيث.
وأعرب المواطن محمد النجار ويمتلك حقلاً من الأشجار المثمرة عن سعادته لهطول المطر بعد طول انتظار، موضحاً أن المطر يحل له مشاكل عديدة، كما يقضي على الآفات والحشرات الحقلية التي نمت خلال الفترة الماضية. وأكد النجار أن الأشهر الماضية شهدت نشاطاً غير عادي للآفات التي تتطلب مكافحتها الجهد والمال، منوهاً بأن من شأن الأمطار المساهمة في القضاء على معظم هذه الآفات.
وتمنى أن تنخفض درجات الحرارة خلال الأسابيع المقبلة، نظراً لأهمية البرد في القضاء على مزيد من الآفات، إضافة إلى أهميته في زيادة إنتاج الأشجار من المحصول.
يذكر أن الأمطار الأخيرة هي أول كمية تهطل على محافظة رفح منذ مطلع الشتاء الحالي، ورغم قلتها نسبياً فإنها ربما تعيد الحياة للموسم الشتوي، وتسهم في خفض أسعار الخضار الصاعدة في الأسواق.