حماس تهاجم مراسلة الجزيرة وتعتبر تقريرها عن الاعتقال السياسي 'مفبرك

أعدت الصحفية جيفارا البديري ، مراسلة فضائية الجزيرة القطرية ، تقريرا حول الاعتقال السياسي في الاراضي الفلسطينية ، والذي شاهد التقرير يحكم عليه أنه أشار الى وجع وطني عال الى مستوى لا يمكن تصوره ، ورغم أن الصحفية حاولت أن تمسك العصا من المنتصف ، ولكنها وقعت بالانحياز لصالح حركة حماس ، الصورة في التقرير كانت تنتصر لنشطاء حماس في سجون الضفة، فصورة الطفل ابن أحد معتقلي حركة حماس ، وبفمه رضعة الحليب ووالدته تتحدث عن معاناتها ، كانت صورة بالغة الانسانية ،دعمت كثيرا خطابات وأخبار حماس عن اعتقال كوادرها في سجون الضفة الغربية ، والقسمة الزمنية بين اعتقال سياسي الضفة ، واعتقال سياسي غزة كان لصالح حماس أيضاً ، فصورة محمد السكني شقيق زكي المعتقل في سجون أمن حماس ، لم تكن بجو دافئ وحميمي وأسري ولم تجمع الصورة طفل من أطفال السكني الأربعة ، بل الصورة جاءت قاسية للغاية ، وهامشية ، فشقيق المعتقل في سجون حماس كان يقف أمام مركز أمني لحماس بالشارع ومعه بعض الاشخاص ، كلهم رجال ، وغابت المرأة هنا وهي التي تجلب التعاطف ، وتحصد المشاعر لصالح قضيتها.

رغم أن الصورة كانت لصالح حركة حماس ، بالاضافة الى الكلمات والعنصر النسائي والطفولي ، والوقت ، هاجمت حركة حماس الصحفية جيفارا البديري معدة التقرير ، لمجرد أنها ألقت الضوء على معتقلي حركة فتح السياسيين في معتقلات حماس الأمنية فقال يوسف رزقة المستشار السياسي لإسماعيل هنية ان حركة حماس تقدمت بطلب من قناة الجزيرة الفضائية لفتح تحقيق بالتقرير الذي بثته القناة حول الإضراب عن الطعام لبعض المعتقلين من المحسوبين على حركة فتح في سجون حماس بقطاع غزة والذي أعدته البديري .

وقال رزقة 'ان المتابعة الإعلامية للبديري لم تكن مهنية 'متهما إياها 'بصناعة وفبركة' التقرير بهدف' موازنات سياسية مفروضة على جيفارا لسبب او لأخر او لأنها هي ترغب في ذلك 'حسب وصف رزقة.

وراحت حركة حماس بهجومها على البديري درجة أن يصدر ناطق حماس الرسمي سامي أبو زهري بيانا صحافيا يكشف فيه تقدم حركته بطلب من ، قناة الجزيرة الفضائية بفتح تحقيق حول تقرير عرضته مراسلة قناة الجزيرة جيفارا البديري يوم الأحد حول إضراب بعض المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية التابعة لحماس.

وقال أبو زهري' : أن التقرير مفبرك ولا يستند إلى أية حقائق. وأنه سيق لخلط الأمور للتخفيف من حجم ممارسة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بحق أبناء الحركة 'مطالبا الجزيرة بالتحقيق في الأمر 'حفاظا على سمعتها ومكانتها الإعلامية'كما قال.

وأما وكالة معا الاخبارية فقد روجت للخبر وكأنه كان خاصا بالاعتقال السياسي في قطاع غزة ، وحذفت التغطية التي سلطت الضوء على معتقلي حماس في الضفة الغربية ، الذي كان بنفس التقرير ، فتقول وكالة معا :'وكانت مراسلة الجزيرة أعدت أمس تقريرا مصورا اظهرت فيه أهالي 4 من المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، معتصمين أمام مقر الصليب الأحمر تضامنا مع أبنائهم المعتقلين في غزة وبأنهم مضربين عن الطعام .

من جانبه حذر نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار من خطورة ما تقدم عليه حركة حماس والذي يعتبر تحريضا شخصيا يمس ليس بحقوق الصحفي بل يمس حياته ويشكل خطرا كبيرا .

وأضاف النجار لنشرة إخبار شبكة معا الإذاعية ان نقابة الصحفيين تؤكد على حرية صياغة الخبر وفق المعلومات وعندما تقول حماس ان لديها معتقلين فاننا نتابع ونكتب ونحن ندرك الاستغلال الحزبي لما نكتب ولكن من غير المعقول ان تمنع حماس الصحفيين من نقل الخبر والمعلومة .

واضاف النجار ان الإعلام غير مفصل على مقاسات البعض وان ما تقوم به حماس اتجاه البديري هو تحريض وخنق لحرية الكلمة والتعبير ونحن نقف لصف البديري وكل صحفي يتعرض للتهديد او الابتزاز.

من جهتها تشن المواقع والمنتديات التي تحسب على حماس هجمة كبيرة على الإعلامية البديري.

يذكر أن معتقلين من نشطاء حماس بالضفة الغربية وستة معتقلين من نشطاء حركة فتح في غزة ، اعلنوا اضرابا مفتوحا عن الطعام ، كل على حدا ، وجاء اضراب معتقلي فتح في سجون حماس بعد إضراب معتقلي حماس في سجون الضفة الغربية .

وربما هذا العمل المشترك الغير مقصود والغير متفق عليه بين معتقلي حماس وفتح في الضفة وغزة ، يطرق الخزان وينذر بعواقب استمرار الاعتقال السياسي في الاراضي الفلسطينية.