انطلاق فعاليات أسبوع السينما الفلسطينية

أشاد القنصل العام لدولة فلسطين جمــال الجمـــل، اليوم الإثنين، بالجهود التي تقدمها مصر لخدمة القضية الفلسطينية في مختلف المجالات ومن ضمنها الثقافية.

جاء ذلك، في كلمته بفعاليات أسبوع السينما الفلسطينية التي بدأت الليلة الماضية، في قصر تذوق سيدي جابر بمدينة الإسكندرية الساحلية المصرية.

وأشار الجمل إلى أهمية الأفلام التي ستعرض خلال أسبوع السينما في الإسكندرية، لإظهار معاناة الشعب الفلسطيني ومدى الضرر الذي ألحقه الاحتلال بأهالي الأرض المحتلة.

وتوجه بالشكر إلى د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، وجمال ياقوت مدير قصر التذوق، على هذه الفعالية (أسبوع السينما الفلسطينية)، كما وجه التحية للشعب المصري وهنأهم بعيد رأس السنة الميلادية، والمسيحيين منهم بأعياد الميلاد المجيدة.

وقال: لقد تعرضت السينما الفلسطينية إلى مأساة شأنها شأن باقي مؤسسات المجتمع الفلسطيني، فالنهضة الفلسطينية الثقافية والاقتصادية قبل نكبة عام 1948 كانت ملموسة، وأخذت دورها بين الحضارات، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي جاء ليلغي ثقافة وحضارة شعب عاش على أرضه آلاف السنين.

وتابع: لقد أقامت الحركة الصهيونية دولة الاحتلال الإسرائيلية على كذبة تاريخية أساسها: شعب بلا أرض لأرض بلا شعب، فكان من الطبيعي أن تقوم إسرائيل بمحو وإلغاء واغتصاب أي شكل يثبت أن هناك شعب ذو حضارة وتاريخ، ولم تكتف بتهجير الفلسطينيين من وطنهم بل قامت بتدمير أكثر من 600 قرية فلسطينية وإزالتها عن الخارطة الجغرافية.

وأشار إلى أن إسرائيل اعتدت أيضا على الثقافة الفلسطينية بحرق الكثير من المكتبات ودور النشر وصادرت كتبها، كما ولم تسلم أيضا الأثواب والمطرزات الفلسطينية، بل سرقتها وسرقت المأكولات الفلسطينية وادعت أنها يهودية، فكيف ستسمح بمادة إعلامية كالسينما.

وأوضح أن بدايات السينما الفلسطينية تعود إلى ثلاثينات القرن العشرين، وقد كانت البدايات مبادرات فردية لبعض الأشخاص الذين اقتنوا معدات سينمائية وقاموا بتصوير أفلام.

وقال الجمل: إنه من بين الرواد كان إبراهيم حسن سرحان عام 1935، الذي أسس 'ستوديو فلسطين'، ومن أعماله فيلم عن زيارة الملك عبد العزيز آل سعود لفلسطين، وفيلم روائي بعنوان ( أحلام تحققت)، وفيلم وثائقي عن عضو الهيئة العربية العليا أحمد حلمي عبد الباقي، وفيلم 'عاصفة في بيت' لرائد آخر احمد الكيلاني الذي درس السينما إخراجا وتصويرا في القاهرة وتخرج عام 1945، وأسس مع جمال الأصفر وعبد اللطيف هاشم 'الشركة العربية لإنتاج الأفلام السينمائية، ومن أعماله ' فيلم أحلام تحققت' من إخراج خميس شبلاق و'حلم ليلة' من إخراج صلاح الدين بدرخان سنة 1946.

وأكد أن البعض يعيد بدايات السينما الفلسطينية إلى الأخوين إبراهيم وبدر لاما، اللذين ينحدران من أصول فلسطينية، فهما ابنان لوالدين فلسطينيين هاجرا من بيت لحم إلى تشيلي مطلع القرن العشرين.

وقال: في عام 1926 قرر الأخوان الانتقال إلى الإسكندرية، لما كانت تتمتع به من أجواء ثقافية يسمح لهما من تحقيق أهدافهما وطموحاتهما الفنية، وأسسا 'نادي مينا فيلم' السينمائي، وبعد ذلك شركة 'كوندور فيلم'، التي أنتجت أول فيلم عربي 'قبلة في الصحراء'، الذي عرض في مايو 1927 في سينما كوزموغراف، وقد أنتجت هذه الشركة 62 فيلماً طويلاً حتى العام 1951.

وأضاف الجمل: أما عن السينما الفلسطينية ما بعد النكبة، فبالرغم من الشتات الفلسطيني إلا أن الفلسطينيين نجحوا في إنشاء أجسام عملت على إنتاج أفلام، وخاصة في فترة ما بعد الستينات ارتبطت بمجملها بالثورة الفلسطينية، منها مؤسسة السينما الفلسطينية ووحدة السينما التابعة لقسم التصوير الفوتوغرافي في 'فتح' وجماعة السينما الفلسطينية.

وأوضح، أن من أهم سينمائيي تلك الفترة: مصطفى أبو علي وهاني جوهرية، وأن الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية شجعتا الفنانين من القطاع الخاص على إبداء آرائهم ووجهات نظرهم من خلال الأعمال السينمائية.