نائب الرئيس الأمريكي يزور العراق

أجرى جو بايدن نائب الرئيس الامريكي محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الخميس ركزت على العلاقات الاقتصادية في الأجل البعيد وقال مسؤولون عراقيون ان فكرة تأجيل انسحاب القوات الامريكية لم تطرح أثناء المحادثات.

وهذه أول زيارة يقوم بها بايدن للعراق منذ إعادة تعيين المالكي رئيسا للوزراء لفترة ثانية بعد أزمة استمرت شهورا في أعقاب الانتخابات وبعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب الأمريكي.

والتقى بايدن الذي اختاره الرئيس باراك أوباما لتولي شؤون العراق بالمالكي في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الامريكي لانسحاب كامل من البلاد بعد ثماني سنوات من الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين.

ويوجد في العراق في الوقت الحالي أقل من 50 الف جندي أمريكي مقارنة مع 144 الفا في يناير كانون الثاني 2009 عندما تولت إدارة أوباما السلطة. وتركز القوات منذ نهاية اغسطس اب على تقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية وهي تتولي زمام الامور في المعركة التي تدور مع المسلحين.

ويتعرض المالكي لضغوط لعدم تمديد فترة الوجود العسكري الامريكي بعد انتهاء الموعد المحدد له حتى على الرغم من ان مسؤولين أمريكيين وعراقيين يقولون ان العراق لن يتمكن من الدفاع عن حدوده بنفسه. فبحلول ذلك الوقت لن تكون القوات الجوية قد أصبحت قوة فعالة.

ولا يبدو ان الرأي العام الامريكي يقبل تجديد العمليات العسكرية أو القيام بعمليات جديدة ووعد الجمهوريون الذين سيطروا على مجلس النواب الامريكي في نوفمبر تشرين الثاني بخفض الانفاق الحكومي والديون.

وبينما كان بايدن يتأهب لعقد الاجتماعات انفجرت ثلاث قنابل على الطرق اثنان منها قرب مسجدين للسنة والأخرى قرب مسجد للشيعة في بغداد مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة نحو 13.

وقال مسؤول رفيع في الادارة الامريكية ان الولايات المتحدة تتمسك بالجدول الزمني المتفق عليه للانسحاب الكامل بحلول 31 ديسمبر كانون الاول 2011 . لكن اذا طلب المالكي من الولايات المتحدة البقاء في البلاد فان ادارة أوباما ستقبل القيام بذلك بشكل من الاشكال.

واضاف المسؤول "سنصغي بكل تأكيد للمطلب اذا قدمته الحكومة العراقية."

وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي لرويترز ان مسألة رحيل القوات الامريكية من العراق لم تطرح اثناء المحادثات.

واضاف ان مسألة الانسحاب جرى تناولها بوضوح في الاتفاقية الامنية بين البلدين ولهذا لم تتم مناقشتها.

وتابع ان المحادثات تركزت حول التعاون بين الولايات المتحدة والعراق في مجالي التجارة والصناعة.

وذكر بيان نشر على الموقع الرسمي للمالكي ان رئيس الوزراء العراقي دعا الى عقد لقاءات بين الوزراء المختصين من البلدين من أجل وضع جدول اعمال لاتفاقية الاطار الاستراتيجي.

وقال بايدن ان المحادثات كانت "جيدة جدا".

وتأتي زيارة بايدن للعراق عقب زيارة خاطفة الى كل من أفغانستان وباكستان وهي سابع زيارة له للعراق منذ يناير كانون الثاني 2009 .

وكانت الزيارة السابقة له في سبتمبر أيلول عندما حث العراق على التغلب على الازمة السياسية التي حالت دون الاتفاق على حكومة جديدة بعد شهور من الانتخابات التي أجريت في مارس اذار.

ودعا مسؤولون أمريكيون الى أن تشمل الحكومة الجديدة الفائز الفعلي في الانتخابات تبعا لاعداد الاصوات وهي كتلة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي وتكتل دولة القانون بزعامة المالكي.

وأصبحت كتلة العراقية تسيطر على مناصب رئيسية في حكومة المالكي الجديدة بما في ذلك وزارة المالية. وسيرأس علاوي مجلس السياسات الاستراتيجية.

والتقى بايدن كذلك بكل من علاوي وأسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي