مسيرات احتجاج شعبية سلمية عمت أرجاء الأردن مطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية وبرحيل الحكومة

انطلقت بعد صلاة الجمعة امس مسيرات في عدد من المدن والمناطق الاردنية وبعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن احتجاجاً على ارتفاع الاسعار .مطالبين باتباع سياسات اقتصادية واجتماعية لمواجهة الفقر والبطالة وتحقيق اصلاحات سياسيةورفعت العديد من المسيرات لافتات تطالب برحيل حكومة سمير الرفاعي التي شهدت الاسعار في عهدها ارتفاعا ملحوظا
وكانت الحكومة الاردنية وبتوجيه ملكي قد اتخذت قبل ايام حزمة اجراءات بينها تخفيض الضريبة الخاصة على المشتقات النفطية بنسبة 6 بالمئة وتخفيض اسعار بعض السلع في خطوة استباقية في محاولة منها لعدم قيام التظاهرات لكنها لم تقنع منظمي هذه الاحتجاجات بالغائها

ويقول القائمون على الاحتجاجات وغيرهم ان ما قامت به الحكومة متأخر وغير كاف وان المطلوب اتباع سياسات اقتصادية واجتماعية تزيل الاعباء عنهم وتحقق مطالبهم في الاصلاح السياسي الذي يطالبون فيه منذ سنوات بدون جدوى حسب قولهم.
تظاهرات شاملةوجاءت هذه التظاهرات وهي الأشمل التي يشهدها الاردن منذ سنوات بدعوات من جماعات قومية ويسارية وقوى اجتماعية وشبابية لقيت استجابة واسعة لدى الاردنيين بمختلف شرائحهم واتجاهاتهم رغم الحضور الأمني المشدد
وكان لافتا حسب مراقبين استجابة الاف الاردنيين في غالبية المدن والمناطق الاردنية لدعوات الاحتجاج والخروج الى الشوارع بدعوة من جماعات غير مؤطرة وغير معروفة كالاحزاب والنقابات
ويعزو مراقبون ذلك الى عدة اسباب ابرزها تصاعد الغلاء والضرائب وسوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي وعدم تحقيق اصلاح سياسي وهو ما شكل ارضية خصبة لانخراط الاف الاردنيين في المسيرات في اكثر من مدينة ومنطقة بنفس الوقت كما شكل مناخ الاحتجاجات في تونس والجزائر حافزا لالاف الاردنيين للمشاركة بهذه المسيرات.
تغيب قوى المعارضةوغاب عن هذه التظاهرات تحالف قوى المعارضة الأردنية (احزاب ونقابات ) وفي مقدمتها حزب جبهة العمل الإسلامي لكون هذه التظاهرات نظمت بمعزل عنهم وخشيتهم من ان تتطور الى احتكاكات مع الامن الاردني وهو امر لم يحدث بفعل سلمية التظاهرات وعدم قيام الحكومة بمنعها
وادى هذا الغياب الى تعرض المعارضة الى انتقادات غير مسبوقة من قبل عامة الاردنيين ومن نخب ثقافية حتى ان بعض المسيرات والمتحدثين فيها هاجموا غياب الاحزاب عن هذه الاحتجاجات
لكن اخرين يقولون ان عدم مشاركة احزاب المعارضة في هذه التظاهرات لاقى رضا حكوميا قد يترجم بانفتاح حكومي على المعارضة ولو مؤقتا.


المطالبة برحيل الحكومةوردد المتظاهرون في كل من عمان واربد والكرك ومادبا والزرقاء والبلقاء والطفيلة شعارات طالبوا فيها برحيل الحكومة.والاستجابة لمطالب الشعب باتباع اصلاحات اقتصادية وسياسية تعبر عن مصالح الاردنيين.
في عمانففي وسط العاصمة عمان ومن المسجد الحسيني انطلقت مسيرة بمشاركة الاف الاردنيين وسط هتافات 'من عمان لذيبان شعب واحد ما بنهان', 'ع المكشوف ع المكشوف رفاعية ما بدنا نشوف'، 'هم مين واحنا مين احنا اولاد الفلاحين'، 'تحية لتونس،تحية للجزائر'.لا للغلاء لا لرفع الاسعار نعم للاصلاح السياسي والاقتصادي
'وحد كفك وحد كفك الحكومة مصَت دمك..' و'يا رفاعي يا سمير اسمع صوت الجماهير '..
اعلام الاردن وتونس والجزائرورفع المشاركون الاعلام الاردنية والتونسية والجزائرية، تتقدمهم قيادات معارضة وكتاب ونقابيون بينهم النائب السابق ليث شبيلات وموفق محادين وصالح العرموطي، ابراهيم علوش وميسرة ملص وبادي الرفايعة وغيرهم من عشرات الناشطين
كما شارك عشرات المتقاعدين العسكريين، واتحاد الشباب الديمقراطي الاردني، وحركة اليسار الاجتماعي ومنظمات شبابية اخرى.
اربد- انطلقت مسيرة من امام المسجد الهاشمي في محافظة اربد مطالبين باسقاط حكومة غلاء الاسعار وطالب المعتصمون برحيل الحكومة .
وهتف المشاركون' بالروح بالدم نفديك يا اردن' .. و 'لا لسرقة جيوب المواطن' ..
وندد المشاركون بغلاء الأسعار وهتفوا ' شعب الاردن ولع نار و'ع المكشوف وع المكشوف هذه الحكومة ما بدنا نشوف'..

ورفع المعتصمون رغيف خبز كدلالة رمزية على ارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة.

كما انطلقت مسيرات مشابهة في محافظات الكرك ومادبا والسلط عبر المواطنون من خلالها عن احتجاجهم على ارتفاع الأسعار.

الكركانطلق مئات المواطنين من امام مسجد العمري في قلب السوق التجاري بمدينة الكرك محتجين على سياسة الحكومة في رفع الاسعار..
والقيت كلمات تنتقد الحكومة بشدة والاجراءات التي اتخذتها منذ بداية عهدها ورفع الأسعار على المواطنين.
وهتف المشاركون يا شعبنا يا مسكين حرقوك بالبنزين
كما هتفوا 'نواب الاردن اموات.. ' يا رفاعي ' ارحل ارحل يا رفاعي وجودك ماله داعي ' .
السلطاعتصم العشرات في مدينة السلط بحضور النائب معتصم العواملة الذي حاول القاء كلمة إلا ان المواطنين اعترضوا عليه كونه منح الثقة للحكومة التي لم تفعل لهم اي شيء
وطالبوا برحيل الحكومة التي لا يعرف وزراؤها عن البلاد شيئا وفق توصيفهم.
مخيم البقعةكما نفذ العشرات من المواطنين اعتصاما في مخيم البقعة اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن مطالبين برحيل الحكومة ..
وقال المهندس رامي من الشبيبة اليسارية من التيار الديمقراطي ' هذا اعتصام رمزي من القوى والفعاليات الشعبية في مخيم البقعة ' .واستهجن موقف الاحزاب والنقابات الشعبية التي لم تشارك وقال ' لم نستغرب ذلك'.
وبين ' نحن في حزب اليسار الاجتماعي والتيار الطلابي الديمقراطي وكافة القوى والفعاليات الشعبية في الكرك ومادبا ومعان والسلط واربد وهنا في البقعة التي جاءت لتقول كلمتها لا ولا نريد فقط رحيل الحكومة ولا نريد تبديل الاشخاص نريد تبديل النهج والسياسات التي تسير عليها الحكومة ...
وتابع ' الدولة تتخلى عن مسؤولياتها الإجتماعية لم يعد احد قادر على التعليم . الصحة مفقودة .. '.
من جهته قال عدنان الاسمر احد الشخصيات البارزة في مخيم البقعة ' ان هذا الاعتصام جزء من التضامن مع الحركة الشعبية الاردنية للتعبير عن تماسكنا في الوحدة الوطنية وقال اعتصمنا اليوم بهدف ابراز موقف اننا جزء من الاردن وجزء من همومه كما شهدت مناطق اخرى في الاردن احتجاجات مماثلة
انقسام في صفوف المعارضةوقد ادت تظاهرات امس، الى انقسام وارباك في صفوف احزاب المعارضة والنقابات لكنها اتفقت على عدم المشاركة في احتجاجات امس (الجمعة) رغم ان مئات النقابيين والحزبيين شاركوا في احتجاجات اليوم في تعبير عن رفضهم لمواقف احزابهم ونقاباتهم.
وقال سعيد ذياب الناطق الرسمي للدورة الحالية لاحزاب المعارضة الاردنية يوجد تباين في وسط احزاب المعارضة بشان الموقف من التظاهرات في نفس الوقت الذي تؤكد فيه المعارضة على حق التعبير للاردنيين وتطالب الحكومة بالاستجابة لمطالب الشعب الاردني بتحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي لمواجهة الفقر والبطالة وتامين حياة كريمة للاردنيين وتراجع الحكومة عن رفع الاسعار والضرائب.
ودعت المعارضة الاردنيين للاعتصام (الاحد) المقبل امام البرلمان الاردني احتجاجا على الغلاء ولمطالبة الحكومة بتحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي.
وبرأي محللين فان تظاهرات امس، هي رسالة للحكومة الاردنية بضرورة الالتفات للمطالب الشعبية والعمل على الاستجابة لها بدلا من تجاهلها لان التجاهل قد يجعل هذه الامور قابلة للتداعيات.
وعلى نفس الصعيد، تعهد نشطاء اردنيون في 'اللجان الشبابية' احد الاطراف المنظمة للاحتجاجات امس بالاستمرار الى حين تحقيق المطالب.
وقال منسق 'اللجان الشبابية' الناشط العمالي محمد السنيد في تصريح للصحفيين ان الاحتجاجات ستتوسع الجمعة المقبل لتشمل كافة المحافظات، مشيراً الى ان النشطاء يخططون لاستمرار المسيرات كل جمعة الى حين تحقق مطالبهم 'العادلة' بحسب تعبيره.
وتابع ' لن تتوقف الاحتجاجات حتى يتم اسقاط حكومة التجويع'.