جبهة اليسار بغزة تنظم اعتصاماً جماهيرياً تضامناً مع الشعب التونسي

نظمت جبهة اليسار الفلسطيني اعتصاماً جماهيرياً حاشداً تضامناً مع الشعب التونسي الشقيق في انتفاضته المباركة، اليوم الثلاثاء في ساحة الجندي المجهول بغزة، بحضور جماهيري وشعبي وفصائلي واسع، رفعت خلاله الأعلام الفلسطينية والتونسية والفصائلية.

بدوره وجه طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في كلمة جبهة اليسار، التحية لانتفاضة الشعب التونسي الشجاع، انتفاضة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، انتفاضة إسقاط الدكتاتورية والاستبداد والفساد، كما وجه التحية للشعب التونسي الذي ناصر شعبنا الفلسطيني ونضاله وحقوقه ومقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي في مراحل الكفاح كافة واحتضن منظمة التحرير الفلسطينية حتى في أصعب الظروف وأقساها.

وأكد أبو ظريفة أن انتصار انتفاضة الشعب التونسي الشقيق كانت بفعل وحدة قواه السياسية والاجتماعية في الميدان بجميع مكوناتها والتي أسقطت الدكتاتورية والفساد، وفتحت الطريق الى تونس الجديدة الحرة السائرة على طريق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعيش بحرية وكرامة في مواجهة كل صنوف الظلم والتعسف والاستبداد والاستغلال والقمع التي عانى منها شعب تونس الشقيق لسنوات طوال.

وشدد على أن انتفاضة الشعب التونسي هي رسالة ونموذج واضح الى كافة الشعوب والأنظمة التي تستهين بقدرة الشعوب على التغيير الديمقراطي، وتدعو الى تحولات ديمقراطية شاملة للانتقال الى مجتمعات وأنظمة ديمقراطية وتحقق العدالة الاجتماعية وإطلاق الحريات والحقوق المدنية والسياسية.

وحذر أبو ظريفة من مناورات تحالف السلطة والمال لتطويق واحتواء برنامج انتفاضة الشعب التونسي بالوعود المتكررة لإفراغها من مضمونها وسرقة نضالاتها المعمدة بدماء الشهداء وفي مقدمتهم العمال والكادحين والفقراء وكل التقدميين التونسيين الذي دفعوا ثمناً باهظاً للوصول للإصلاح الاجتماعي والديمقراطي الشامل، والوصول إلى مجتمع حر يقوم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة وضمان التعددية السياسية وحرية المواطنين وتأمين لقمة عيشهم بحرية وكرامة، واحترام خيارهم الديمقراطي الحر.

ودعا إلى استخلاص العبر من انتصار الشعب التونسي، مؤكداً أن الانتفاضة هي الطريق للحرية، وأن وحدة القوى السياسية والاجتماعية للشعب هو درب انتصار الانتفاضة، وهو درس للحرية طريقاً أكدته انتفاضات الشعب الفلسطيني سابقاً.

وجدد تأكيده على أن مواجهة المخاطر والتحديات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في مواجهته للاحتلال والاستيطان والحصار والعدوان والتهديدات بتصعيد على قطاع غزة يكمن بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة واللحمة الوطنية، وحدة الشعب والأرض، بالحوار الوطني الشامل، لأن المستفيد الوحيد من بقاء تلك الحالة الانقسامية هو الاحتلال الإسرائيلي. كما دعا إلى وقف كافة أشكال الاعتقال السياسي وتضييق الخناق على الحريات، والتي تقف عائقاً أمام العودة للحوار الوطني الشامل.

وأكد أبو ظريفة على تمسك جبهة اليسار بالمقاومة بكافة الأشكال والوسائل المتاحة داعياً إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة لمواجهة أية تهديدات أو عدوان إسرائيلي محتمل على قطاع غزة.

وطالب السلطة الفلسطينية بتوفير مقومات الصمود ولقمة العيش والخبز والحد من الفقر والبطالة ومكافحة الغلاء عبر تعزيز مقومات صمود شعبنا الفلسطيني بتوفير خطة اقتصادية اجتماعية جديدة تمكن من استيعاب العمال العاطلين عن العمل وخريجي الجامعات، بسلسلة من القروض والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، تمثل البدائل الكريمة لهم وتوفير صندوق وطني لدعم العمال ومكافحة الفقر والبطالة للتخفيف من أعباء الحياة، وكذلك إنشاء صندوق الطالب الفلسطيني.

كما طالب حكومة حماس اليوم بوضع حد للغلاء الفاحش والاحتكار والعمل على توفير فرص عمل دائمة ومؤقتة لكافة أبناء الشعب وعدم حصرها في فئة دون أخرى.

من ناحيتها أكدت ليلى خشان في كلمة اللجنة النسوية عن جبهة اليسار، أن الانتفاضة هي الطريق نحو التغيير وفتح المجال أمام التعددية السياسية، مشيدةً بالجماهير المنتفضة بتونس التي خرجت كنتيجة تراكمية للفساد السلطوي وانتشار الفقر والبطالة وجاءت لتكشف الزيف الاقتصادي القائم.

وهنأت القوى التقدمية واليسارية في تونس بالانتصار للحقوق المشروعة والتخلص من الفساد، وأشادت بالمرأة التونسية والعربية والفلسطينية لجهودها الجبارة في إشعال الثورة والانتفاضة في وجه الفساد والظلم والطغيان.

وفي ذات السياق حيا إلياس الجلدة في كلمة الأطر النقابية لجبهة اليسار، ثورة الياسمين التونسية، وحيا الشهيد بوعزيزي، وحيا الشعب التونسي الثائر الذي تخلص من الظلم والفساد والدكتاتورية.

وأكد أن رسالة تونس الشقيقة قد وصلت لكافة الشعوب والأنظمة العربية في عدم الاستهانة بالتحركات والانتفاضات الشعبية، ووصلت الرسالة الى قوى الامبريالية وحلفائها ان شعوبنا العربية لم تستسلم للظلم والاضطهاد وستظل تناضل للوصول الى الحرية والعدالة الاجتماعية.

كما شدد ان الانتفاضة التونسية هي رسالة للشعب الفلسطيني وقواه الديمقراطية، وان شعبنا لن يطيل انتظاره على الانقسام واستمرار الاعتقالات ومصادرة النقابات والحقوق وانتهاك الحريات وتردي الأوضاع الصحية والتعليمية والارتفاع الفاحش للأسعار، داعياً الى أخذ العبر من ثورة الياسمين ضد الفساد والدكتاتورية.