الأسدي: أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تدعو للقلق

أكد القنصل العام في سفارة فلسطين لدى بيروت محمود الأسدي، أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تدعو إلى القلق جراء حالة الظلم والحرمان التي تتعرض لها المخيمات الفلسطينية والقوانين المجحفة التي تحرمه من العيش بحرية وكرامة كباقي البشر.

وقال الأسدي في حوار خاص بـ'وفا'، اليوم الأربعاء، إن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مأساوية وتدعو للقلق، فما زالوا يعيشون حقبة أليمة بسبب حرمانهم من أدنى الحقوق في العمل والسكن والتعليم، بل زادت في الفترة الأخيرة تعقيدا بعد أن حرموا من حق تملك مسكن كما يحق لباقي الأجانب والعرب في لبنان.

وأضاف: رغم هذه المأساوية، هناك سعي حثيث من كافة الجهات الفلسطينية وبعض الجهات اللبنانية لرفع هذا الظلم والغبن عن اللاجئ، مشيرا إلى أن وزير العمل اللبناني اتخذ قرارات في الفترة الأخيرة تساهم في رفع الظلم عن اللاجئين، وجرت محاولات للسماح للفلسطيني بالعمل في بعض المهن البسيطة وإحالة باقي المهن للنقابات للبحث في سبل المعالجة.

ولفت إلى أن واقع اللاجئين في لبنان على الأرض لم يتحسن، وبقي الحال على ما هو عليه، رغم أن كل القيادات اللبنانية التي نلتقيها ونجتمع بها وخاصة الرؤساء الثلاثة يبدون تعاطفهم، ونرى أن لديهم فكرة كاملة عن معاناة شعبنا في لبنان، إلا أنه ولغاية الآن لم يطرأ أي تغيير وبقيت الوعود وعودا في إطار الكلام.

وقال الأسدي: 'إن المشكلة تكمن بالأساس في الانقسام السياسي الداخلي في لبنان'، مشيرا إلى أن هناك مزايدات من قبل الأطراف اللبنانية بالتعقيد على الفلسطيني لإظهار أنه مع السيادة ويرفض التوطين، وهذا ما يضع الوضع الفلسطيني تحت رحمة الابتزاز والتجاذبات الداخلية اللبنانية، ليقول كل طرف إنه حريص على لبنان وعلى عدم التوطين، ما يحرم الفلسطيني من حقه الإنساني في حياة كريمة تحت حجة الخوف من التوطين.

وأوضح أن موضوع التوطين يشكل فزاعة للرأي العام اللبناني، فالجميع يعلم أن هذه مبررات غير صحيحة وغير دقيقة، فإن أكل اللاجئ أو سكن لا يعني بأي حال من الأحوال أنه يعمل من أجل التوطين ويرفض العودة إلى وطنه فلسطين، لأنه يعلم أن التوطين إساءة له ولدم الشهداء، وللمبادئ قبل أن تكون إساءة للبنان.

وأكد الأسدي أهمية الوحدة الوطنية ووحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة الأعذار المتخذة لحرمان الفلسطيني من حقه، مشيرا إلى أن القيادة الشرعية الفلسطينية تؤكد دائما رفض التوطين وأنها مع عودة اللاجئين إلى وطنهم الحر المستقل، فالرئيس محمود عباس يؤكد دائما أننا ضيوف في لبنان كما أكد الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وأوضح أنه ليس هناك حلحلة للوضع الفلسطيني في لبنان، وأن لبنان لا يتجه لتغيير أو تعديل سياسته تجاه اللاجئين، مؤكدا أن أبناء شعبنا في لبنان لا يطلبون القصور والرفاهية، بل يطالبون بحقوقهم كبشر، مشيرا إلى أن 80% منهم ولدوا في لبنان، ورغم ذلك لا يحق لهم بالعمل بأكثر من 72 مهنة.

وبيّن أن هناك محاولات عدة وأن مؤتمرات كثيرة عقدت حول وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان. وقام عدد من الوزراء اللبنانيين بزيارة مخيم عين الحلوة واطلعوا على أوضاع اللاجئين، مشيرا إلى أن أحد الوزراء بكى خلال الزيارة، وقال: 'هل يعقل أننا في القرن الواحد والعشرين، وهناك بشر يعيشون بهذه الطريقة وهذا الوضع؟'، لكن ماذا جرى بعد الزيارة؟ الوضع على ما هو عليه بل يزداد صعوبة ومأساوية وقساوة.

وحول دور المجتمع الدولي أمام هذا الواقع، قال الأسدي: 'المجتمع الدولي وخاصة الأونروا هي الشاهد على الجريمة التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق شعبنا منذ العام 1948، لذلك نطالب دائما بأن تتحمل الجهات الدولية مسؤولياتها تجاه اللاجئين من أبناء شعبنا لحين العودة، ولكن للأسف نلحظ أن هناك تراجعا في دور الأونروا وخدماتها في المخيمات الفلسطينية، ونسمع عن عجز مالي تتعرض له الأونروا مما يضعف من دورها وخدماتها'.