الاحتلال يحاول اغتيال أسير فلسطيني بحبة دواء

تعيش عائلة الأسير الفلسطيني هيثم صالحية من مدينة رام الله في حال من الرعب والقلق والبكاء المتواصل بعد سماعها أن ابنها المعتقل في سجن «ايشل» في بئر السبع قد يفارق الحياة في أي لحظة، بعدما أصيب بحالة شلل نتيجة دس الاستخبارات الإسرائيلية حبة دواء في شرابه عن طريق أحد عملائها في المعتقل.
وقال والد هيثم، عزات صالحية لـ«السفير» إن «أحداً لا يعلم حاليا الوضع الصحي لأبني، آخر الأنباء قالت إنه اصيب بالشلل»، مضيفاً أن «أفراد عائلتي الثمانية ومعهم أصدقاء هيثم نفذوا اعتصاما في مدينة رام الله لفضح القضية لا سيما أن احدا لم يحرك ساكناً بعد، ولا نعرف ماذا سيحل بهيثم».
ووفق ما رواه الوالد فإنه «قبل 10 أيام ظهرت أعراض المرض على ابني وبدا وكأنه أصيب بوعكة صحية، ولكن في الأيام الأخيرة تفاقمت حالته كثيرا وبدأ يتقيأ دما، وآخر ما علمناه أنه اصيب بحالة شلل كامل». ويوضح أن «كل هذه المعلومات تأتينا من خلال اتصالات غير مباشرة مع الأسرى في السجن، ولم نتمكن من الحديث مع هيثم، ولا نعرف حالته أين وصلت... لكن حياته مهددة». واضاف «بحسب ما علمناه فإن العميل اعترف رسميا بما قام به أمام إدارة السجن، وأبلغهم أن (جهاز الأمن الداخلي) الشاباك عرض عليه في مقابل دس حبة الدواء مبلغ 3 آلاف دولار وأن يتم الإفراج عنه بعد شهرين».
من جهتهم، قال أسرى سجن «إيشل»، في بيان أرسلوه لوسائل الإعلام، وتلقت «السفير» نسخة منه أنه «خلال مراجعة أمنية لأحد المشبوهين في سجن إيشل قسم 10 اعترف المدعو (هـ.ب) أنه التقى بضابط في الشاباك يدعى طلال، وذلك بحضور مساعد ضابط الاستخبارات في سجن ايشيل المدعو يعقوب كدوري، حيث سلمه المدعو طلال حبة دواء مربعة حمراء اللون وطلب منه أن يدسها في قهوة الأسير (هـ.ج) وقد قام بذلك».
ويشير بيان الأسرى إلى أنه بعد هذه الحادثة ظهرت على الأسير أعراض مرضية خطيرة أهمها «فقدان التركيز، تخدير في الشق الأيمن من وجهه وجسده، فقدان السيطرة على التبول»، مضيفاً أنه تم إبلاغ إدارة السجن بالأمر لكنها لم تفعل أي شيء «بل قامت بنقل المشبوه (هـ.ب) إلى مكان غير معلوم، فيما تم إرسال الشاب صالحية إلى السجن العسكري ولم يؤخذ الأمر على محمل الجد».
وتسكن عائلة هيثم صالحية في مدينة البيرة في محافظة رام الله. وهو محكوم بحكمين مؤبدين و20 سنة إضافية بتهمة قتل مستوطنين وإصابة آخرين، وهو ينتمي لـ«كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح.
وقال والد الأسير هيثم «إذا لم يحرك أحد شيئا خلال الساعات المقبلة، وحصل لأبني مكروه، فسأقوم أنا وأفراد عائلتي بحرق انفسنا امام مقر الصليب الأحمر في رام الله لكي نلفت العالم إلى قضيتنا، وقضية الأسرى الذين لا يكترث بهم أحد». وأضاف «عندما يموت ابني سيأتي الجميع إلى هنا ليقول عاش الشهيد البطل، ولا أعلم لماذا لا يأتي العالم والمسؤولون ليقولوا لإسرائيل كفى قتلا للأسرى الفلسطينيين الأبرياء».