برلين دعت إلى دعم مبادرات تركيا سرّا «ويكيليكس»: خبير أمني ألماني نصح أميركا بتخريب النووي الإيراني

كشفت وثائق دبلوماسية أميركية سرّبها موقع «ويكيليكس»، أمس، أن ألمانيا أعربت أوائل العام 2010 عن استعدادها لدعم فرض العقوبات على إيران، خصوصاً تلك التي «تستهدف القادة الإيرانيين ولا تؤثر بقوة على الشعب الإيراني»، وأن مسؤول معهد الأمن والعلاقات الدولية الالماني فولكر بيرثيس قد اقترح على الإدارة الأميركية أن تعتمد سياسة «التخريب الخفية» للمنشآت النووية في إيران من خلال التفجيرات غير المبرّرة، والحوادث الأمنية، والقرصنة المعلوماتية التي من شأنها ان تكون أكثر فعالية من أي ضربة عسكرية.
وأشار السفير الأميركي في برلين فيليب ميرفي في برقية بتاريخ 21 كانون الثاني 2010، نشرتها صحيفة «الغارديان البريطانية، إلى أن مسؤول معهد الأمن والعلاقات الدولية الالماني فولكر بيرثيس اعتبر أن العقوبات الفعالة الوحيدة والتي من شأنها أن تؤثر على الحسابات الأمنية للنظام في ما يتعلّق بالملف النووي، هي حظر مبيع الأسلحة التقليدية معتبراً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحويل الحسابات الأمنية للنظام الايراني من الهدف الطويل الأمد بالحصول على القدرات النووية الى هدف قصير الأمد يتعلّق بالحفاظ على القدرات التقليدية.
كما أشارت الوثيقة الى ان بيرثيس دعا إلى تركيز الجهود على إيجاد حل تفاوضي مباشرة مع مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي يمكن الوصول إليه بحسب الوثيقة من خلال إبنه مجتبى، وآية الله صافي كلبايكاني.
وحذّر من أن العقوبات غير الفعالة قد تكون أسوأ من غياب العقوبات مقترحاً أن يتمّ اعتماد سياسة «التخريب الخفية» للمنشآت النووية في إيران (تفجيرات غير مبرّرة، حوادث أمنية، قرصنة معلوماتية) التي من شأنها ان تكون أكثر فعالية من ضربة عسكرية قد تكون تأثيراتها الإقليمية مدمّرة.
ولفتت برقية أخرى أرسلها ميرفي بتاريخ 14 كانون الأول 2009 أن نصائح بيرثيس حول إيران لقيت آذاناً صاغية من قبل المسؤولين والسياسيين الأميركيين بمن فيهم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندليسا رايس. وفي مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، لفت بيرثيس إلى أنه «بالتخريب السرّي لن تضطر ايران إلى الردّ رسميا، وبذلك يتمكن الجميع من الاتفاق على حدوث فشل إيراني تقني من دون الحاجة إلى قنابل، وفي الوقت ذاته، تكون الرسالة قد وصلت حول نوع التطورات التي لا يمكن للطرف الآخر أن يقبلها».
وقال مسؤول الملف الإيراني في وزارة الخارجية الألمانية رالف طراف إن منطقة الخليج تشهد تنافساً سعودياً - إيرانياً متزايداً، ولذلك اقترح ألا يمنح الغرب «كل دعمه» للسعوديين. واقترح أن يبحث الغرب عن حلفاء آخرين في المنطقة من الممكن أن يكونوا فاعلين بإيجابية كتركيا. وأشار طراف الى أن تركيا امتنعت عن التصويت في الوكالة الدولية للطاقة الذريّة وأنها أعربت عن تردّدها إزاء فرض العقوبات، لكن هذه المواقف منحتها مزيدا من النفوذ مع إيران. ودعا طرّاف بذلك، الى أخذ مبادرات تركيا تجاه إيران على محمل الجد من دون تأييدها علنا.
وأشارت الوثائق إلى ان المسؤول في وزارة الخارجية الالمانية عن حظر انتشار الأسلحة النووية بيتر غوتوالد قد أبلغ كبير موظفي وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد كيسلر بأن ألمانيا تفضّل أن يتّخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار بفرض العقوبات على إيران لكنّه قلق إزاء الالتزام الصيني بالقرار.
وأشار غوتوالد الى أن من الضروري أن تنضم روسيا والصين الى فرض العقوبات. وقال «لا أحد متحمّسا للعقوبات، الا أن الجميع يوافق على ضرورة ان تدفع إيران ثمن رفضها للتوصّل الى اتفاق»، لكنه أبدى شكوكا حيال التزام الصين بقرار العقوبات مقارنة بالالتزام الروسي.
من جهته، قال مدير مجموعة العمل الألمانية حول إيران أندرياس كروغر أن المانيا تسعى الى اتخاذ تدابير في مجالات المواصلات (الجوية والبحرية)، المصارف، الغاز الطبيعي السائل، والغاز الطبيعي المضغوط، إضافة الى سعيها لاستهداف قادة الثورة الإسلامية في إيران.
وبحسب الوثيقة، فإن كروغر شدّد على أن ألمانيا تسعى الى تركيز تحركات مجلس الأمن أو الاتحاد الأوروبي باتجاه المواصلات الإيرانية. وأشار الى أن الولايات المتّحدة بنت تبريرها لفرض العقوبات، على علاقات الحكومة الإيرانية «الإرهابية» مع «حزب الله»، ولكن بما أن «حزب الله» غير معترف به على أنه تنظيم إرهابي في أوروبا، فإن حجة الولايات المتحدة لن تنفع.