تباين في إسرائيل بشأن السلام أثناء زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية

حث الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز المجتمع الدولي الخميس على عدم اليأس من عملية السلام ودعا إلى المساعدة في إحياء المفاوضات المتوقفة.
لكن وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، حذر لدى لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري، التي تزور المنطقة، من أن إسرائيل ستقطع علاقاتها مع السلطة الفلسطينية إذا لم يتوقف الفلسطينيون عما أسماه "نقدهم وإهاناتهم" لإسرائيل.

وقال ليبرمان، الذي يشكك صراحة في فرص السلام مع الفلسطينيين، لنظيرته الفرنسية إن ثمة (فجوة خطيرة) في العلاقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وزعم "أنه في الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل عن توفير فرص عمل جديدة لـ5300 فلسطيني في إسرائيل تقوم السلطة الفلسطينية بطرح مشروع قرار يدين إسرائيل على مجلس الأمن الدولي".

وأكد ليبرمان أن إسرائيل "لن تبقى مكتوفة الأيدي ولن توافق على تحمل الإهانات إلى الأبد". وأشار إلى أن وزارة الخارجية تعكف حاليا على إعداد تقرير يتضمن كافة بوادر حسن النية والتسهيلات التي قدمتها إسرائيل للفلسطينيين.

وقالت أليو ماري في مستهل زيارتها الرسمية الأولى لإسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ توليها منصبها قبل شهرين إنها جاءت إلى المنطقة "وليس لديها أفكار محددة ولكن لتستمع". وكانت الوزيرة الفرنسية التقت في وقت سابق مع الرئيس الإسرائيلي بيريز في مقر إقامته الرسمي.

وقال بيريز "يجب علينا ألا نعطي الشرعية للإرهاب. يجب أن نعطي الشرعية للمفاوضات" مشيرا إلى أن المسافة النفسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين تزداد اتساعا على مر المسنين. وتابع "من الأسهل حل المشاكل المتعلقة بالأراضي مقارنة بتلك المتعلقة بالآثار النفسية".

واستهلت أليو ماري زيارتها للمنطقة التي تستغرق يومين بعقد لقاء في تل أبيب مع زعيمة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني. كما التقت الوزيرة مع والدي غلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة منذ عام 2006. ويحمل شاليط الجنسية الفرنسية أيضا.

واجتمعت اليو ماري مساء الخميس مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أبلغها أن إسرائيل تخطط لفصل قطاع غزة عن البنية التحتية لإسرائيل خاصة فيما يتعلق بالمياه والكهرباء.

وتقول إسرائيل إنها تزود قطاع غزة حاليا بنحو 70% من احتياجاته من الكهرباء كما تنقل الوقود والماء والغذاء إلى القطاع. ووفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية فإن أوروبا ستدعى للمساعدة في إنشاء محطات لتحلية المياه في القطاع .

ومن المقرر أن تزور أليو ماري قطاع غزة الجمعة حيث تحل ضيفا على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وأفاد بيان للسفارة الفرنسية بأن الهدف الرئيسي من الزيارة "بحث كيفية مساهمة فرنسا مع شركائها الأوروبيين وبالتنسيق مع الولايات المتحدة في استئناف المفاوضات المباشرة (بين الإسرائيليين والفلسطينيين) باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق حل قابل للحياة لهذا الصراع".