لبنان ..." يوم الغضب "

إنطلق في عدد من المناطق اللبنانيّة " يوم الغضب " بحسب التسمية الّتي أطلقها تيّار المستقبل على حركة الاحتجاجات الّتي يقوم بها أنصار التيّار استنكارًا لخروج رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من رئاسة الحكومة. وقد انطلقت حركة الاحتجاجات منذ ساعات الفجر إذ أفيد أن عددًا من الشبان قاموا بإقفال عدد من طرقات اقليم الخروب الداخلية، ولا سيما في بلدات مزبود وكترمايا وسبلين، بالاطارات المشتعلة والعوائق الحديدية والصخور، فيما اقفلت معظم المدارس والمؤسسات والمحال التجارية، وشلت الحركة على الطرقات، حيث منع الموظفون من التوجه الى مراكز عملهم في بيروت وصيدا. وفي طرابلس، أقفلت المدارس والمصارف والجامعات والمحال التجارية، في حين بدت حركة المرور خفيفة جدا في شوارع المدينة باستثناء مرور المواكب السيارة التي تحمل الاعلام اللبنانية وصور الرئيس سعد الحريري. وشهدت ساحة النور تجمّعات شعبيّة أطلقت الهتافات المناهضة لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي. ورفع المعتصون الاعلام اللبنانية واعلام تيار المستقبل وصور الرئيس سعد الحريري واليافطات التي كتب عليها طرابلس لن تقبل باسقاط المحكمة الدولية واطلقوا الهتافات المطالبة بعزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن ترشحه. وتحدث في المعتصمين النائب خالد الضاهر، فقال: "نعم للسلاح الذي وجه الى اسرائيل وخسئ سلاحهم الغادر الذي وجه الى الاطفال والشيوخ في بيروت، والذين يكذبون باسم المقاومة يعملون على ضرب عروبة لبنان، ومع مشروع ايراني صهيوني خنجر في صدر الامة". ودعا قوى 14 اذار الى "اعلان الاعتصام المفتوح في كل لبنان رفضا لمن يريد ان يقهر ارادة السنة والمسلمين والمسيحيين في لبنان" . ووجه رسالة مفتوحة الى الرئيس ميقاتي قال فيها: "ان اهلك في طرابلس والشمال ومجلس المفتين والمجلس الاسلامي الشرعي ونواب الامة، يريدونك ان تبقى في صفوفهم كما فعل الرئيس الحريري، وندعوك الى ان تقلب الطاولة في وجه من يتربص بلبنان من اجل اهل السنة والمسلمين والمسيحيين" . كما دعا رئيس الجمهورية الى "رفض هذه الاستشارات التي سماها بالمهزلة لأنها جرت تحت قوة السلاح". واعلن النائب محمد كبارة "اننا لن نقبل بأي انسان يقوم بتعيين الرؤساء علينا، ولن نسمح باغتصاب قرارنا واحتلالنا مجددا". وأكد انه "في يوم الغضب الوطني سنواجهكم بصدورنا وأجسادنا وارادتنا حتى نسقط مخططاتكم"، مشددا على "انكم لن تسقطوا المحكمة". وحيا النائب سمير الجسر المعتصمين ، وقال: " أقول لشركائنا في الوطن ماذا تريدون في كل مرة نمد يدنا نجدكم ترفضون وفي كل مرة ندعوكم الى الحوار آذانكم تصمون، وفي كل مرة نراعي مشاعركم نراكم تستكبرون. في الأمس القريب، ومن قمة الإنتصار في الإنتخابات النيابية، مد الرئيس سعد الحريري اليد لكم ودعاكم الى المشاركة في حكومة وفاق لم تبصر النور الا بشق الأنفس، وصبر سعد الحريري وصبرنا، أفلا تتذكرون؟". واضاف: "في كل يوم من عمر الحكومة كانت تقلب علينا المواجع ونحن نعض على الألسنة وأنتم تفترون. تنكرتم لمقررات طاولة الحوار، ونقضتم عهد البيان الوزاري، وانقلبتم على مقررات مجلس الوزراء في ما خص تمويل المحكمة حتى بتم تريدون تحديد جدول أعمال مجلس الوزراء وتعيين مواعيد الجلسات خلافا للدستور. وسارعتم الى الإنقلاب على الحكومة حتى اذا ما تبين لكم أن الأكثرية في مكان آخر، أقدمتم وتماديتم وأخرجتم القمصان السود في صبيحة يوم أبيض مهولين بالويل والثبور وعظائم الأمور. وأرددتم كل ذلك برفض قاطع لوفد الوساطة الإقليمية عن خيار سعد الحريري في اشارة الى أنكم أنتم الذين تختارون". وسأل النائب السابق مصطفى علوش "من يقبل الاهانة يبقى مهانا طوال حياته، هذا البلد هو بلد التعدد وتلاقي الطوائف والحضارات، ولا يمكن ان يبقى اذا هيمنت فئة على أخرى". واعتبر "ان السياسة الخطيرة التي ستفرض على لبنان هي محاولة لضم لبنان الى المحيط الفارسي، إننا لهم بالمرصاد".
وأفيد عن قطع طريق طرابلس – زغرتا عند نقطة مجدليّا بالإطارات المشتعلة. كما أقفلت الطريق الرئيسية في البداوي وطريق العيرونية الذي يربط طرابلس بالضنيه. وفي عكّار، أقدم محتجون من مناصري تيار المستقبل على قطع طريق العبدة العبودية الدولية عند مفترق بلدة بلانة الحيصة، كما قطعت طريق العبدة حلبا عند مفترق بلدة وادي الجاموس، وفي بلدة برج العرب وعند مفترق بلدة دير دلوم حيث اقدم المتظاهرون على اشعال اطارات السيارات. وبعد تدخل القوى الأمنية اعيد فتح الطرقات في الوقت الذي بدات فيه مواكب السيارات بالتوجه نحو مدينة طرابلس للمشاركة في الاعتصام في ساحة النور تعبيرا عن رفض ما يحصل، وقد ردد المشاركون هتافات التاييد للرئيس الحريري ورفضهم اي بديل عنه. وقد اقفلت معظم المدارس الرسمية والخاصة في منطقة عكار كما اقفلت المؤسسات المصرفية وبعض المؤسسات التجارية. المحتجون قطعوا طريق عام منطقة الجومة في بلدة تكريت واشعلوا الاطارات المطاطية، رافعين صور رئيس الحكومة سعد الحريري والأعلام اللبنانية واعلام تيار المستقبل والشعارات الداعمة للرئيس الحريري والمطالبة بعزوف الرئيس ميقاتي عن ترؤس الحكومة. وفي وادي الزينة، عمد عدد من المحتجّين الى قطع الطريق الساحلي على الاوتوستراد الجديد والطريق القديم بالحجارة والاطارات المشتعلة، في ظل تواجد كثيف للقوى الامنية والجيش، للحفاظ على امن المواطنين والاملاك العامة والخاصة. التحرّكات امتدّت إلى العاصمة بيروت حيث جابت مواكب سيارة ودراجات نارية منطقة الطريق الجديدة - محلة الملعب البلدي - الكولا، حاملة صورًا للرئيس سعد الحريري، معلنة دعمها له. وفيما المحال التجارية مقفلة، شهدت المنطقة تجمعات شعبية، اضافة الى احراق عدد من الاطارات، الامر الذي ادى الى قطع الطريق. وفي وقت سمع دويّ رصاص مجهول المصدر في محيط الكولا - كورنيش المزرعة، قطع اوتوستراد المدينة الرياضية المؤدي الى نفق سليم سلام بالاطارات المشتعلة من قبل المحتجين، في ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني. ولاحقًا أفيد عن قطع الطريق التي تربط برجا بالاوتوستراد الساحلي عند بلدة الجية بالاطارات المشتعلة. ويعمل الجيش والقوى الامنية على التهدئة وإعادة فتح الطريق. وسرعان ما تفاقمت الأوضاع لا سيّما في طرابلس حيث أحرق المتظاهرون سيّارة النقل المباشر التابعة لقناة الجزيرة كما حوصر فريق قناة الجديد وفرق صحافيّة أخرى في أحد مداخل المباني في طرابلس وأفيد لاحقًا عن إحراق مدخل المبنى. وبعد جهود من قبل الجيش، تمكّنت الفرق الإعلاميّة من الخروج من المبنى تحت وابل من الحجارة والرصاص. الهجوم على الصحافيين امتدّ إلى بيروت وتحديدًا إلى منطقة الطريق الجديدة وكورنيش المزرعة - الكولا حيث تعرّض عدد من الإعلاميين من مصوّرين ومراسلين للضرب والرشق بالحجارة. كما أفيد عن سقوط جريحين في صفوف المواطنين هما سليمان مطريّة وعلي فتّال وقد نقلا إلى مستشفى الزهراء.