'الإفتاء الأعلى': حملة 'الجزيرة' تتنافى مع أبسط مبادئ الشرع

'الإفتاء الأعلى': حملة 'الجزيرة' تتنافى مع أبسط مبادئ الشرع
قال مجلس الإفتاء الأعلى، اليوم الأربعاء، إن إثارة البلبلة بين الناس سواء لجني مكاسب مادية أم إعلامية أم غير ذلك، فهي من الأمور التي ذمها الشرع وحرم اللجوء إليها، لأنها قد تمس أبرياء، وقد تحدث في الأمة الشقاق، أو توسع نطاقه.
وأضاف المجلس في بيان صحفي، إن ما قامت به قناة 'الجزيرة' من إلقاء التهم والإشاعات لمجرد الاستناد إلى وثائق لم يثبت الجزم بصحة ثبوتها، يتنافى مع أبسط مبادئ الشرع التي تلزم بالكف عن التعرض للأعراض، أو بث الأخبار انطلاقاً من الأراجيف والإشاعات، فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات: 6)
وأضاف: أن الله وجهنا إلى كيفية التعاطي مع الأمور الإعلانية والإعلامية التي تخص قضايا الأمة ومشاكلها، حتى لا نقع في فخ الأراجيف، ومتاهات الإشاعات، فيقول تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}( النساء:83)
وبين أن الأعمال التي تشق الصف، وتزعزع ثقة الناس ببعضهم، لا تخدم بحال من الأحوال مصالح الأمة وقضاياها المصيرية، والله تعالى ينهانا عن التنازع.
وشدد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر مما يحيكه أعداء الأمة والمتربصون بها، سواء أكانوا من فئة المنافقين أم من غيرهم، فهم لا يرقبون فينا إلا الهزيمة والوبال، فعلينا الحذر من أن نكون أبواقا لأراجيفهم، أو أدوات لتنفيذ مخططاتهم.
وأكد أن إبعاد الأمة عن مسببات النزاع والشقاق من الأهداف التي يحث الإسلام على السعي إليها، سواء عند التخطيط للأمور أم عند التنفيذ واستخدام الأساليب والوسائل، والله تعالى بيّن نماذج ربانية لهذه الأساليب.
ودعا مجلس الإفتاء مسؤولي الأمة الإسلامية على مختلف منازلهم وتواجدهم، إلى أن يتقوا الله في مصالح دينهم وأوطانهم وشعوبهم، وبخاصة فيما يخص قضية فلسطين ومقدساتها ومواطنيها، فالخطر داهم، والأمانة عظيمة