سيول غزيرة في جدة .. وانهيار سد "أم الخير" بحي النخيل
شهدت مدينة جدة في السعودية الأربعاء 26-1-2011 موجة أمطار غزيرة مصحوبة بزوابع رعدية ورياح نشطة استمرت أكثر من خمس ساعات متواصلة، وتسببت الأمطار التي بدأ هطولها منذ العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصراً في اختناقات مرورية شملت أغلب الطرق الرئيسية بالمدينة بالإضافة إلى الأنفاق التي تحولت بسبب غزارة الأمطار إلى بحيرات يصعب تجاوزها أو استخدامها.
وأدى تواصل الأمطار بشكل مستمر إلى تذبذب في شبكات اتصال الهواتف الخلوية، وانقطاع تام للتيار الكهربائي عن بعض الأحياء السكنية، كما اضطرت بعض المدارس إلى إلغاء الفترة الثانية (بعد الظهر) من الامتحانات المدرسية، فيما صدر قرار من وزارة التربية والتعليم يقضي بتعليق الامتحانات المسائية بالمدارس، و علّقت جامعة الملك عبد العزيز جميع الاختبارات النهائية والتي كانت مقررة انطلاقها ظهرا.
وكانت الرئاسة العامة للأرصاد في السعودية أطلقت صباح اليوم تحذيرا باللون الأحمر قالت فيه إن "سحبا رعدية ممطرة ورياحاً نشطة السرعة تتحرك باتجاه وسط وجنوب جدة خلال الساعات المقبلة".
من جانبها، علَّقت جامعة الملك عبد العزيز الاختبارات النصفية بسبب الأمطار الغزيرة، كما عرقلت الأمطار وصول كثير من الأساتذة والطلاب إلى الجامعة.
وأفاد مراسل "العربية" أن السيول تحتجز عددا من المواطنين شرق الخط السريع في المدينة وفرق الدفاع المدني، كما أفادت أنباء عن انهيار سد "أم الخير" في حي النخيل.
طريق الحرمين وأطلقت الرئاسة العامة للأرصاد تحذيرات متكررة للمواطنين عبر رسائل الجوال قالت فيها إن سحباً رعدية ممطرة ورياحاً نشطة السرعة تتحرك باتجاهات مختلفة للمدينة ، كما حذرت المديرية العامة للدفاع المدني عبر رسائل الجوال المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والبقاء داخل المنازل قدر الإمكان وعدم عبور المناطق المغمورة والجارية، فيما أعلنت مديرية الشؤون الصحية بجدة حالة الطوارئ في مستشفيات الملك فهد والملك عبدالعزيز والثغر، موضحة أنها لم تسجل حتى الآن أي أضرار أو إصابات للمواطنين أو المقيمين نتيجة الأمطار.
وذكر شهود عيان أن الأمطار الغزيرة والمستمرة تسببت في ارتفاع منسوب المياه في بعض الطرقات و الأحياء السكنية كما ارتفع منسوب مياه البحر الأحمر حيث غمرت المياه المتدفقة من البحر الشوارع والمباني المجاورة ما اضطر السكان إلي الصعود إلي الأدوار العليا للمباني تحسبا لأي طارئ، كما أفاد شهود عيان أن طائرات من قوات الدفاع المدني بدأت بالقيام في حالات إخلاء لمحتجزين في مناطق متفرقة من مدينة جدة، أبرزها مخطط أم الخير حيث انهار السد، فيما لم يعلن الطيران المدني من تعليق الرحلات الجوية في مطار الملك عبد العزيز بجدة.
"مواصلة إزالة الآثار السلبية"
من جهتها، واصلت أمانة محافظة جدة أعمال إزالة الآثار السلبية لتجمعات مياه الأمطار، في كافة أحياء جدة خاصة في حي السامر، وقامت الأمانة بتحديد المواقع التي تجمعت فيها مياه الأمطار التي وصلت إلى 40 موقعاً جرى العمل على شفط تجمعات مياه الأمطار منها.
وأوضح رئيس لجنة أعمال الأمطار بالأمانة المهندس هشام عابدين أن أنفاق محافظة جدة لم تتأثر بكميات الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين، ويرجع ذلك إلى الإجراءات التي اتخذتها الأمانة لتجنب الأنفاق تجمع المياه السطحية بها.
طريق الحرمين وبيّن أن نفق طريق الملك عبدالله لم يشهد أي تأثر من جراء الأمطار الأخيرة مؤكداً أن الأمانة ستعمل على تنفيذ خط لتصريف المياه السطحية يعمل على تصريف مياه الأمطار فوق النفق من الناحية الشمالية وربطه بشبكة التصريف بشارع حائل، كما يتم حاليا تصريف المياه عن طريق المضخات إلى شارع حائل حتى يتم تنفيذ الخط الأساسي .
وأفاد أن نفق تقاطع الأمير ماجد مع الروضة ونفق تقاطع شارع حراء مع الأمير ماجد لم يشهدا أي تجمعات لمياه الأمطار، وسيتم العمل على تنفيذ خط تصريف للمياه السطحية مشيراً إلى أن المياه التي غرقت نفق تقاطع شارع حراء مع الأمير ماجد المرة السابقة كانت نتيجة سيول قادمة للنفق من الناحية الجنوبية، وهو ما سيتم مراعاته مع جميع الأنفاق مستقبلا .
وأشار عابدين إلى أن أكثر الأحياء تضررا من جراء الأمطار هو حي السامر وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الحي بالإضافة إلى مياه الأمطار، وقد تعاملت الأمانة مع ذلك بتوفير وايتات لشفط تجمعات المياه.
وأفاد رئيس لجنة أعمال الأمطار بالأمانة أن مواقع تجمعات مياه الأمطار جري التعامل معها بواسطة 130 وايتا منها 80 ناقلة تابعة للأمانة ومقاوليها و50 من ناقلات الأهالي، فضلا على المضخات والمكانس.
وأكد أنه يوجد ما يزيد على 40 فرقة ميدانية تابعة للأمانة موزعة على كافة أحياء مدينة جدة لمتابعة الأوضاع والتدخل السريع في الحالات الطارئة بالتعاون مع المرور والدفاع المدني عن الحاجة، مشيرا إلى أنه يوجد كذلك 6 فرق صيانة تعمل على متابعة فتحات تصريف مياه الأمطار وتتابع شبكات التصريف القائمة وقنوات السيول وتعمل على تسهيل دخول مياه الأمطار إليها.
وأفاد أنه منذ تلقي بلاغ الرئاسة العامة للأرصاد بهطول أمطار على جدة، جرى تطبيق خطة الطوارئ للأمطار، التي تتضمن تحديد المواقع الحرجة في المدينة، وأماكن تجمع المياه سواء كانت في الشوارع الرئيسة أو الفرعية أو أمام الجهات الحكومية والمدارس والمساجد، ونشر فرق ميدانية للبلديات الفرعية بها والعمل على معالجة سلبياتها في أسرع وقت، إضافة إلى توزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدى غرفة العمليات مسبقا التي تتجمع فيها مياه الأمطار للتدخل في الحوادث وتقديم المساعدة.
وتتضمن خطة الأمانة تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية خلال تلك الفترة مثل (الشرطة، والدوريات الأمنية، والأرصاد وحماية البيئة، والمرور، والدفاع المدني، وفرع وزارة المياه والكهرباء، ووزارة النقل ،وشركة الكهرباء) ووضعت الخطة برنامج عمل خلال فترة التنفيذ بالإضافة إلى تحديد أسماء المسؤولين في كل الإدارات على مدار اليوم حسب نظام الورديات وبمعدل (
ساعات لكل وردية.
ويعمل على تنفيذ الخطة مديرو عموم الإدارات المعنية ، ورؤساء البلديات الفرعية وموظفوها وعمالها ؛ بالإضافة إلى المسؤولين والعاملين في الشركات العاملة مع الأمانة ومندوبي الإدارات الأخرى المشاركة، وقد تم حشد الطاقات البشرية والمالية وتجهيز المعدات اللازمة والمتوفرة لدى الأمانة ومقاوليها لتنفيذ خطة عمل الأمانة بالمستوى المطلوب