الدويك يتوقع سقوط حكم مبارك ويحمل عباس مسئولية تعطيل التشريعي

قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك، في لقاء خاص مع 'العرب اليوم'، ان اسرائيل والسلطة الوطنية عطلتا عمل المجلس طيلة الفترة السابقة، من حلال اعتقال قوات الاحتلال لعدد كبير من النواب ومنع السلطة الوطنية للنواب من ممارسة عملهم في مقرهم. واكد ان ملاحقة الاجهزة الامنية له وللنواب الاخرين اصبح ملحوظا بشكل كبير في الفترة الماضية، مشيرا الى ان الاجهزة رفضت اصدار حسن سيرة وسلوك لزوجته لتقوم بترخيص روضة للاطفال اضافة الى ملاحقته وتتبع جداول اعماله وزياراته.

وفيما يتعلق بحركة حماس في الضفة، طالب الدويك الاجهزة الامنية بالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين بشكل يتوافق مع الافراج عن الاسرى من حركة فتح في قطاع غزة، مطالبا بحضور للجامعة العربية في الاشراف عن تلك الافراجات. قال ان ما تريده حماس من الضفة هو ان لا يصل فيها الظلم الى ما وصل اليه في قطاع غزة حتى لا يتكرر ما حدث هناك في الضفة مشيرا الى ان الانقلاب حدث في غزة نتيجة التسيب الأمني وعدم فرض القانون هناك.

وعن علاقة الحركة بمصر قال الدويك ان الرئيس المصري حسني مبارك يحاول مرارا وتكرارا ان يفرض ابنه جمال لتولي الرئاسة من بعده، وهذا ما لقي رفضا ومعارضة من الاخوان المسلمين 'الذين يمثلون الشارع المصري' ومن الطبيعي وبما ان علاقة حماس ترتبط ارتباطا وثيقا وقويا بالإخوان المسلمين فان مبارك دائما ضد حركة حماس، مشيرا الى انه من الممكن ان ينهار النظام المصري وحركة حماس في غزة لن تنهار ابدا. وفي ما يلي نص الحوار:

* ما هو دور المجلس التشريعي في الوقت الحالي؟

- انا انتقد عدم اصرار المسؤولين الكبار على استمرار تعطيل عمل المجلس التشريعي، نرى ان العالم ينحى منحى ديمقراطي حقيقي، يبدو اننا حُسدنا على ديمقراطيتنا الفلسطينية. اعطينا نموذجاً للعالم كله، واحببت ان تستمر التجربة الى اخر مدى. عندما نجحنا في انتخابات العام 2006 واخذنا ثقة الشعب الفلسطيني لم يكن هناك قبول من البعض، من المفترض اننا اخذنا دورنا، في كل نظام في العالم عندما يأتي منافسا سياسيا ويستلم الحكم فانه ياخذ موقعه وفرصته ليثب قدراته للناس الذين انتخبوه. انا طلبت من الرئيس (محمود) عباس ان نأخذ فرصتنا ويدع المسار الذي بدأناه ياخذ طريقه وكانت هناك فرصة حتى يعرفنا الشعب الفلسطيني ويعرف اداءنا, لكن الفرصة لم تعط لنا بعد اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدد كبير من النواب كذلك منع السلطة الوطنية للنواب عن حركة حماس من العمل في المجلس التشريعي والاكتفاء بفتح مكاتب لهم في مدينة رام الله، يستقبلون فيها شكاوي المواطنين، وهذا امر مرفوض لانني من طلب الحوار الفلسطيني الفلسطيني وانا داخل سجون الاحتلال.

اعتب على ابو مازن الذي لم يعطني الفرصة للعمل حيث انني قلت مرارا وتكرارا انني لم آت حتى اسقط حكومة او حتى اقيم حكومة جديدة، جئت لأعالج قضية لا يقبلها الفلسطينيون ولا يريدون الانفصال. حدثت هناك لقاءات مع رئيس كتلة فتح البرلمانية السد عزام الاحمد وأسفرت اللقاءات التوصل الى اتفاق ونقضه الاحمد بعد ساعة واحدة. على راي المثل 'نريد عنبا ولا نريد ان نقاتل الناطور'. كنا نحاول ان ياخذ المجلس التشريعي دوره ولا نريد ان نكون مطعلين للعمل في أي مجال يختاره ولا نريد الانفصال. بدون الوحدة كل شيء ضعيف. المفاوضات والمقاومة ايضا. نحن نكسر مجاديفنا بدل التقدم في مسار قضيتنا الى بر الامان ونعقد المشكلة بدل حلها .

*هذا يعني ان المجلس لم يأخذ فرصته؟

نحن لم نعط فرصة سابقا وحاليا. الورقة المصرية اعطت المجلس التشريعي دوره وكل ما القوانين والمراسيم التي صدرت تعزز دور المجلس التشريعي، يجب ان نقيم قواعدنا على ارضية سليمة.الشعوب تحكم على السلطات من خلال الاداء, هناك مثلا, الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يستطع تغيير وضع الشعب الاميركي سياسيا واقتصاديا وعسكريا فأصبح الشعب الاميركي منحازا الى الطرف الاخر.

ألوم الطرف الإسرائيلي كثيرا لكنني الوم السلطة الوطنية اكثر. اسرائيل عطلت النمو الطبيعي للديمقراطية الفلسطينية. فالانتخابات التشريعية نقلت الفلسطينيين من الضد الى الضد. لا يجوز ان يستمر الفراغ الدستوري ولا يجوز ان تعطل القانون الفلسطيني افرح جدا عندما يصدر قرارا عن المحكمة الفلسطينية يخالف السلطة التنفيذية. يجب فصل السلطات ويجب ان يكون هناك هيئة قضائية مستقلة بعيدا عن السلطة التنفيذية.

القانون الفلسطيني يفصل نفسه بين السلطات. هناك مثال: المجلس التشريعي الفلسطيني سيد نفسه فانا أتقاضى رابتا مقداره 3000 دولار أميركي واصغر موظف في وزارة المالية يصرفه لي. يحرم من يريد ويصرف ما يريد ويتصرف كما يشاء. فأنا الشخصية الفلسطينية الثانية بعد الرئيس عباس. لكن اصغر موظف في وزارة المالية يتحكم بي ماليا. العمل في مكاتبنا قائم والرواتب قائمة للنواب وللموظفين في المكاتب كذلك نفقات المكاتب. فالعمل قائم لكن ليس بالكفاءة المطلوبة.

الوظيفة الاساسية للتشريعي انه جاء ليشرع ويحفظ النظام ويراقب الحكومة ويعاقب المسؤولين الذين عندهم اخطاء. لكن هناك فراغ قانوني.

*ماذا تريد حماس من الضفة؟

- تريد حماس الإفراج عن الأسرى في الضفة والإقرار بمبدأ التعددية يرافق ذلك إطلاق سرا الأسرى في قطاع غزة على ان تقدم كل جهة قوائمها والافراج عن الاسرى في الضفة وغزة باسراف الجامعة العربية حتى لا يبقى أي اسير فلسطيني داخل اسر فلسطيني. فكيف نطالب الاحتلال بالإفراج عن 8500 أسير ويوجد مئات الاسرى الفلسطينيين معتقلين في سجون فلسطينية.

قبل فترة قصيرة اصدرت المخابرات العامة الفلسطينية بيانا واضحا انه لا يجوز اعتقال أي شخص بدون تقديم لائحة اتهام او بدون مذكرة اعتقال من النائب العام وهذا دليل واضح وصريح على ان كافة الاعتقالات السابقة منذ 3 سنوات كانت خارجة عن القانون وغير شرعية وانه يوجد اعتقالات لدى السلطة الوطنية على خلفية سياسية. ورغم ذلك تم اعتقال 25 شخصا بعد يوم واحد من اصدار القرار بدون لائحة اتهام.

* هل سيتكرر انقلاب غزة في الضفة؟

- اشك في ذلك. لكن اذا جرى الظلم بالطريقة نفسها التي كانت في غزة، فان نموذج غزة سيتكرر في الضفة الغربية. ما حصل في غزة كان متوقعا حيث اصدرت صحيفة هارتس الاسرائيلية وقالت ان هناك خطة للجنرال الأميركي كيث دايتون القضاء على حركة حماس ما بين 15-5 وحتى 15-6 من العام 2007 وحل حكومة الوحدة الوطنية في بداية شهر تموز/يوليو من العام نفسه , فلا امن في غزة في العهد السابق البيوت تقصف بالقذائف. مرافق رئيس الحكومة اسماعيل هنية قتل. الامن هناك مهلهل ولا يجوز ان نعفي انفسنا من المسؤولية عن ذلك. فاذا اصبح هناك ممارسات في الضفة مثل تلك التي كانت في غزة واذا ما استقر الامن ولم يطبق القانون فان ما حدث في غزة سيحدث بالضفة.

* ما هو دور حماس في صنع القرار السياسي الفلسطيني؟

- هي بدل ان تكون واضعة للقانون الاساسي اصبحت المتهمة في قفص الاتهام وأصبحت تدافع عن نفسها، النواب مراقبون انا شخصيا مراقب من قبل الاجهزة الامنية. الناس تخاف من ان تتحدث معي وكل شخص ياتي لزيارتي يقول ان المخابرات ستسأله عن ذلك. لماذا تحتاج زوجة رئيس المجلس التشريعي الى حُسن سيرة وسلوك ولم تعطَ. انا حظيت على ثقة الشعب الفلسطيني والزملاء النواب ولم تحظ زوجتي بالحصول على حسن سيرة وسلوك لترخيص روضة للاطفال. والتهمة انها زوجة رئيس المجلس التشريعي. فهي لا تريد ان ترخص لتنظيم سياسي وما حدث معها حدث مع أبنائي وبناتي واقاربي واصدقائي. هنا يوجد ظلم حقيقي فمن غير المعقول ان يصل العالم في نظامه في بوليسية النظام الى هذا الحد.

الفصل التعسفي الاعتقالات السياسية وغلاء الاسعار كل ذلك يهيئ الساحة الفلسطينية لثورة حقيقية واذا لم تكن ثورة فصائلية فإنها ستكون ثورة شعبي. ها نحن نرى تونس ومصر وما يحدث فيهما، حيث احرق مواطن مصري نفسه أمام البرلمان (المقابلة أجريت دويك قبل أحداث 25 يناير/كانون الثاني الحالي) كما فعل التونسي (محمد) البوعزيزي (الذي كانت حادثة إحراقه نفسه الشرارة التي اشعلت الثورة الشعبية في تونس) فيجب على السياسيين ان يتعظوا وليس هناك ضرورة أن تحمل (وزيرة الاخرية الأميركية) هيلاري كلينتون العصا الغليظة للزعماء العرب.

كلنا مهددون. الرئيس عباس مهدد. من الممكن ان تقرر اسرائيل في أي لحظة منعه من السفر او توافق على سفره وتمنعه من الرجوع الى رام الله. لماذا يتوافق اليمين الاسرائيلي مع الحكومة الاسرائيلية بخاصة في موضوع الاستيطان ولا تتوافق الفصائل الفلسطينية مع السلطة الوطنية.

* ما هو موقف حركة حماس من المفاوضات مع اسرائيل؟

- المفاوضون الفلسطينيون، وطيلة السنوات السابقة والسيد (رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية) صائب عريقات قال بنفسه اننا نتجه الى طريق مسدود وحائط مغلق ولا يوجد مجال للخروج من هذا الوضع وهذا يؤكد صدق ما طرحته حركة حماس مرارا وتكرارا، بان اسرائيل تريد ان تكسب الوقت فهي تريد ان تبدأ المفاوضات ولا تريد ان تنهيها , اسرائيل تتحدث عن السلام والمفاوضات وتوسع الاستيطان وتهوّد القدس المحتلة وتهدم البيوت والخيم وتقتل الفلسطينيين، وهذا دليل على ان كلام السياسيين غير مجدٍ، فلم يعد هناك ارض في القدس حتى تقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة فالمفاوضات اصبحت غطاء لمزيد من الاستيطان وتهويد القدس التي لم يبق فيها أي هوية عربية واستمرار المفاوضات هو أسلوب اتخذته اميركا وفرحت به اسرائيل وكل شيء تريده اسرائيل حدث ونحن في مكاننا نقول المفاوضات والحياة مفاوضات.

من ينجح هو من يتوافق مع نبض الشارع ومن يحاول ان يزيف نبض الشارع سيخسر، ما يميز العمل الاسلامي انه يتوافق مع نبض الشارع والشعوب وهذا ما اقوله للذين يقولون ان ما حدث في تونس سيحصل في غزة بان مليون شخص خرجوا في انطلاقة حركة حماس الاخيرة الناس. الأولوياء لن ينتفضوا ضد حماس.

* هل يوجد خلاف بين مصر وحماس؟

- في الحقيقة ان الرئيس المصري حسني مبارك يرد ان يتولى الرئاسة من بعده ابنه جمال، وهناك معارضة قوية وشديدة في مصر من قبل الاخوان المسلمين الذين يمثلون نبض الشارع المصري ويرفوضون الملكية الواحدة، الاخوان يرتبطون بحركة حماس ارتباطا وثيقا وقويا وبدورها مصر تحمل حماس مسؤولية ما يقوم به الاخوان المسلمين. خالد مشعل مسؤول حركة حماس (رئيس مكتبها السياسي) من الاخوان المسلمين ويعيش في سورية ومن المعروض ان دمشق هي من قتلت الإخوان في حماه، لكن النظام السوري وجد معادلة توافقية للتفاهم والتعايش، لماذا لا يستطيع النظام المصري ان يجد مثل تلك المعادلة ويتعايش مع حركة حماس في غزة بانها اصبحت واقعا على الارض.

دعوني اقول انه ربما ينهار النظام في مصر لكن حركة حماس من المستحيل ان تنهار في قطاع غزة لانها جاءت من نبض وطموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته واماله بينما النظام المصري مفروض على الشعب مثل بقية الانمة العربية.

* هل المقاومة بديل للوصول الى حل سياسي؟

- في ساحتنا الفلسطينية يوجد تجارب كثيرة وإسرائيل تريد طرقا اخرى غير المقاومة، فنحن لا نريد العنف بل هناك طرق أخرى للوصول إلى حل سياسي بدون استخدام العنف، حتى المقاومة السلمية لا تقبلها إسرائيل ويحدث هذا في نعلين وبلعين والمعصرة، حيث تطلق قوات الاحتلال الغاز السيل للدموع وتهدم البيوت والخيم في القدس.