حافظ البرغوثي: الجزيرة واسيادها من العسس الاكثر تضررا من استقرار مصر

تحت عنوان 'المفسدون' اتهم رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة حافظ البرغوثي قناة الجزيرة واسيادها من العسس الاكثر تضررا من استقرار مصر وقال: 'وكأن القائمين على مطبخ النميمة فيها يعانون عُقداً نفسية منذ الطفولة تحتاج الى مصحة نفسية وليس الى استوديو'.

نص المقالة: لم تعد الاصلاحات المطروحة للنقاش في مصر ترضي الدول الغربية لأن الاصلاحات ستنجي مصر من الفلتان وستعيد بناءها بسرعة كدولة محورية في المنطقة بتوافق حزبي وشبابي وعسكري. فما زالت الدول الغربية غير راضية عن سياق المشاورات في مصر. وما زالت بريطانيا واميركا تفكران بعقلية ما قبل احتلال مصر من قبل بريطانيا في القرن التاسع عشر حيث تحاولان فرض املاءات على حكام مصر ومعارضيهم معا، فلم يحدث في التاريخ الحديث ان ادلت كل دولة بدلوها في شأن دولة اخرى مثلما يحدث الآن من تدخل خارجي في الشؤون المصرية. بدءا من الولايات المتحدة وايران مرورا بولايا الجزيرة الغافلات المحصنات القرضاويات وانتهاء بقراصنة الصومال. فلو اتفق المصريون على تخصيص ارجوحة لكل مواطن مصري لأرجحته صباح مساء وتقديم وجبات طعام مجانية كل ثلاث ساعات وامداده بعشر نكات في الساعة ودعم سعر الحشيش، لقال الاميركيون ان الوجبات تخلو من الهمبورغر.

ولقالت بريطانيا ان النكات قديمة، ولقالت الجزيرة ان الاراجيح مضروبة وتتأرجح بسرعة ما يضر بالجهاز الهضمي لمحمدين وحسنين وعوضين، وأنه يجب اشراك حركة الإخوان في التحشيش. فما يغيظ كافة الدول الخارجية وغلمانها في الجزيرة وخصيانها في المنظمات غير الحكومية ان الجيش المصري ما زال قابضا على الامور وانه صمام الأمان في وجه الفلتان وانه الضمانة الأكيدة لحاضر ومستقبل مصر وما زال صامدا لأن ضعفه سيؤدي الى صوملة مصر ويقودها الى حرب أهلية وفتن ودماء وخراب. ولهذا يجري التشكيك في الحوار الاصلاحي الذي اتخذ منحى ثوريا حقيقيا ويجري التشكيك في الجيش المصري واظهاره بمظهر العاجز عن وقف الاحتجاجات بينما هو يقوم بحمايتها وتأمينها. فالنمامون والمفسدون فقط هم الذين يحرضون حتى لا يجري توافق داخلي مصري وبدأت محاولات لزعزعة الاستقرار بتفجير انبوب الغاز او مهاجمة السجون او تهريب السلاح.. وهذه كلها اعمال لا أظن ان ابناء مصر الشرفاء سيمرون عليها مرور الكرام لاحقا لأن حساب كل من تآمر على مصر سيكون عسيرا.

ولعل الجزيرة واسيادها من العسس الأكثر تضررا من استقرار مصر واستعادة عافيتها وصقل نظامها وانتشالها من موقعها المتأخر على المستوى الدولي لتستعيد مكانتها كقوة عظمى في المنطقة وقد سمعنا كلاما بأفواه البرادعي ومن سار على خطاه في الجوسسة من بارونات المنظمات غير الحكومية المصرية كلاما كهذا حيث قالت احدى الغانجات: «كفاية حرب مع اسرائيل.. نريد الانتباه لوضعنا» وغاب عن ذهن هذه الشمطاء المولودة منذ عقدين ان لا علاقة للحروب بما يحدث في مصر.. لأن آخر حرب وقعت قبل 38 سنة. اما حال الجزيرة فحال رجل ذميم كنت اراه رغم تقدمه في السن يبث الفساد بين الناس بنميمة مهنية حتى وصل به الأمر الى الايقاع بين اطفال صغار ودفعهم للاقتتال وهو يقف متفرجا مبتسما مثلما يبتسم نيرون وروما تحترق.. فسأله احدهم لماذا تحب الفساد والنميمة فقال «اذا لم افسد بين شخصين يوميا فانني لا انام من القهر» وهذا حال الجزيرة دائما التي لم اشاهد فيها منذ انطلاقتها مشهدا مفرحا.. حتى انها لا تبث مشاهد طبيعية تبرز جمال الطبيعة ولا ترسم ابتسامة في اي من برامجها.. وكأنها انشئت لاشاعة الخبث والحقد والتبشير بالظلامية بضمير من نوع «تيفال» غير لاصق.. وكأن القائمين على مطبخ النميمة فيها يعانون عُقداً نفسية منذ الطفولة تحتاج الى مصحة نفسية وليس الى استوديو.