ماذا جرى خلال المكالمة الساخنة بين ابو مازن واوباما؟

كشف قياديان في السلطة فحوى المكالمة الهاتفية بين الرئيس محمود عباس والرئيس الامريكي باراك اوباما والتي استمرت نحو خمسين دقيقة تضمنت ترغيبا وترهيبا لجهة اجبار ابو مازن على سحب مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إدانة الاستيطان ووقفه فوراً.

فقد كشف كل من نمر حماد مستشار الرئيس, ونبيل شعث القيادي في فتح لغرفة تحرير معا ان اوباما كان يريد ان يورط القيادة الفلسطينية بسحب القرار لا سيما وان العرب قالوا اننا ننفذ ما يطلبه الفلسطينيون منا.

حيث كانت المكاملة على النحو التالي:

اوباما: نريد ان تسحب مشروع القرار من مجلس الامن.

ابو مازن: هذا قرار عربي.

اوباما: العرب قالوا انهم يتبنون المشروع بناء على طلبكم.

ابو مازن: لا استطيع هذا الموقف غير مخالف لمواقفكم من الاستيطان .

اوباما: هذا يعقد عملية السلام" يغضب اسرائيل ويزيد عنادها".

ابو مازن:ان اسرائيل مستمرة في الاستيطان .

اوباما: انت تعرف موقفنا نحن ضد الاستيطان والبناء الاستيطاني.

ابو مازن: ولكن اسرائيل مستمرة في البناء ما العمل؟

اوباما: بالامكان اصدار بيان من رئاسة مجلس الامن يتضمن مشروع الدولة .

ابو مازن: بيان من رئاسة مجلس الامن لا قيمة قانونية له واللجنة الرباعية كانت بصدد اصدار بيان يتضمن ما ورد في القرار ولكن انتم رفضتم ذلك خلال اجتماعها في ميونخ.

اوباما: لا تعليق. ولكنه اضاف : انا اطلب منك كصديق ان تسحب القرار.

ابو مازن: وانا كصديق نريد افضل العلاقات معكم ولكني لا استطيع ان اعارض مصلحة شعبي في ظل ما يجري من غليان في المنطقة.

اوباما: من اجل ذلك اطلب منك سحب القرار لان غير ذلك يهدد مصالحنا في المنطقة ويزيد العداء لنا .

ابو مازن: مصلحة الشعب الفلسطيني ان نتمسك بالقرار.

وفي نهاية المكالمة استخدم اوباما لغة التهديد والوعيد وقال : لكن لا استيطع ان اقنع الكونغرس بذلك لانه لن يتفهم موقفك وسيعتبره موقفا عدائيا لنا وقد يترتب عليه قطع المساعدات ولن تعود العلاقات كما كانت.هنا رد عليه الرئيس عباس بالقول ": وانا سادعو الى اجتماع عاجل للقيادة الفلسطينية لبحث الموضوع.

ووفقا لشعث فان اوباما عرض رزمة بسيطة على الرئيس عباس تتمثل في :

اولا: بدلا من قرار يدين الاستيطان من مجلس الامن نصدر قرارا عن رئاسة المجلس مخفف ولكن اوباما قال صراحة"لا استطيع ان اعد بتحقيق ذلك."ثانيا: حذف كلمة "الاستيطان غير قانوني" illegal" وتبقى كلمات انه ضد السلام ويعطله.

ثالثا: نبعث وفد من مجلس الامن لزيارة الاراضي الفلسطينية ."اوباما: غير مؤكد "

رابعا: نحن نرى ان اجتماع اللجنة الرباعية في 15 القادم سيشير في البيان الى الاعتراف بحدود 67." اوباما: غير مؤكد".

يُذكر أن الولايات المتحدة صوتت مساء أمس الجمعة ضد مشروع يدين الاستيطان الإسرائيلي بالقدس الشرقية والأراضي المحتلة الأخرى ويطالب بوقفه باعتباره غير شرعي مع أن الدول الـ14 الأخرى بمجلس الأمن أيدته.

وانتقدت صحيفة واشنطن بوست لجوء الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة لاستصدار قرار يدين بناء المستوطنات، قائلة إن عباس يبدو عازما على إحراج الولايات المتحدة.

وتمضي بالقول إن عباس رفض مناشدات مباشرة من الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بالعدول عن تلك الخطوة، فاضطرت الإدارة إلى استخدام حق النقض (فيتو) ضد المشروع الأممي رغم أنها تؤيده، وفق تعبير واشنطن بوست.

كما أن الخطوة الفلسطينية من شأنها أن تجعل الاحتجاجات العربية التي تركز حاليا على الحكم الدكتاتوري، تتخذ منحى معاديا للولايات المتحدة الأميركية.

وقالت واشنطن بوست إن تصلب عباس هزيمة للذات إذا ما افترض المرء بأنه مهتم باتفاق السلام.