بيان صادر عن هيئة العمل الوطني ـ محافظة الوسطى بمناسبة ذكرى انطلاقة الديمقراطية

وزعت هيئة العمل الوطني المنطقة الوسطى في قطاع غزة بيانا بمناسة ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية ، وصل (أمد) نسخة عنه ، جاء فيه :

'شعبنا الأبي الصامد المكافح، في ربوع الوطن والشتات..

نحتفي وإياكم وعموم أحرار الأمة والعالم، بهذه المناسبة الوطنية الغالية، ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي ومنذ إعلان تأسيسها في الثاني والعشرين من فبراير 'شباط' عام 1969، قد شكلت بمواقفها وكفاحها، رافداً ثورياً لقوى وفعاليات شعبنا، ومدافعاً عنيداً عن قضايا شعبنا، الوطنية والاجتماعية، وقدمت نموذجاً للالتزام بوحدة الصف الفلسطيني وقواه السياسية، ومدافعاً أمنياً عن قضايا وهموم فقراء شعبنا من عمال وفلاحين وأبناء المخيمات..

بهذه المناسبة الوطنية العزيزة فإننا باسمكم ومن خلالكم، نتقدم لرفاقنا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الرفيق الأمين العام نايف حواتمة، واللجنة المركزية، والمكتب السياسي، ولعموم أعضائها ومقاتليها، مؤكدين على حرصنا على المضي بالثورة حتى تحقيق الأهداف التي لأجلها، وفي سبيلها، انطلقوا وناضلوا، وضحوا، إلى أن ترتفع راية النصر خفاقة فوق ربوع وطننا الحبيب فلسطين.

أيها الأخوة المواطنون..

يأتي احتفاؤنا بالذكرى، في ظل أوضاع عربية، أبرز معالمها، اشتداد رياح التغيير الثوري، فالشعوب العربية التي صبرت بما فيه الكفاية، وتحملت ما فيه الكفاية، خرجت، عمالها وفلاحيها، طلابها ومثقفيها، قواها السياسية وفعالياتها الاجتماعية، خرجت لتطيح بحكامها ورموز الظلم والاضطهاد فيها ، بدءً من تونس الخضراء، ومروراً بمصر الكنانة، ودون توقف في العديد من الأقطار العربية، لتؤكد على حقيقة تاريخية مفادها أن الشعوب لا تقهر، وأن الظلم مهما طال أمده، حتماً إلى الزوال ..

وفي هذه الأجواء المبشرة بآمال عريضة لشعبنا، فإننا ننتهز هذه المناسبة، باسمكم، أن نهنئ شعوبنا العربية،مؤكدين على دعمنا ووقوفنا إلى جانب كفاحهم منطلقين إلى امتلاكهم لقرارهم في نصرة قضيتنا وكفاح شعبنا، خاصة وأن قضيتنا هي قضية قومية، وأن الانتصار لها، ودحر أعدائها الصهاينة و الإمبرياليين والحكام المتآمرين والصامتين، من شأنه أن يعزز من حرية شعوبنا العربية، ويؤمن لأقطارنا العربية السيادة الوطنية الكاملة، وبناء مجتمعاتها على نحو يمكنها من الإسهام الحقيقي في القضايا القومية والإنسانية عموماً.

أيها الأخوة الأحرار..

إننا نتوقع، بل ونؤمل، أن تنعكس هذه التغييرات الثورية، على ساحتنا الفلسطينية، بما يعزز القناعة على ضرورة الإسراع في إنهاء الانقسام الجاري، واستعادة الوحدة الوطنية التي لا يختلف اثنان على أنها ضرورة وطنية وكفاحية، لتمكين شعبنا وقواه السياسية من التصدي لمخططات الاحتلال التهويدية.

لقد كان معيباً بحقنا جميعاً، وبات معيباً أكثر، أن نظل على انقسامنا، في الوقت الذي تتسارع فيه إجراءات العدو الصهيوني في التهام المزيد من الأرض، وتهويد المقدسات..

وبالتأكيد، فإنه بات محرجاً ومخجلاُ في ذات الآن، أن نرى شعوبنا العربية تثور للتخلص من نظمها المتقابعة والمتآمرة والصامتة، بل وذلك الضالعة في تصفية قضيتنا، ونحن جادين في إنهاء انقسامنا والتغلب على خلافاتنا، هذه الخلافات التي مهما كان أسبابها، فإنها ستظل ثانوية أمام التناقض مع الإحتلال..

لتكن أيها الأخوة المواطنون، هذه المناسبة، بكل ما فيها من تضحيات، وعطاءات محركاً للجهود الوطنية المخلصة، وتلبية للنداءات الصادقة، الرامية لبدء الحوار الوطني الشامل، والاتفاق على برنامج وطني، كفاحي يقوم على التمسك بالثوابت الوطنية، وينحي أسلوب المفاوضات التي كشفت أمر عقمها وخاصة بعد الانحياز الأمريكي الكامل المؤيد للاستيطان، ويعزز من المساعي الدبلوماسية الرامية إلى فضح العدو وسياساته لكسب المزيد من المؤيدين لشرعية مقاومة شعبنا لنيل حقوقه الوطنية والسياسية.

بالمزيد من العمل من أجل الوحدة الوطنية، وبالمزيد من الجهد الشعبي والرسمي لإنهاء الانقسام، وبالمزيد من إطلاق الحريات، واحترام التعددية وحرية الرأي والتعبير، ووقف كل أشكال الملاحقة والإعتقالات يمكننا أن نصل بساحتنا الفلسطينية إلى وضع نكون فيه أقوى لمجابهة الإحتلال.