سلطات الاحتلال تواصل سياستها العدوانية وتهويد الحرم الإبراهيمي

سلطات الاحتلال تواصل سياستها العدوانية وتهويد الحرم الإبراهيمي
17 عاما من السياسة العدوانية والممنهجة، اتبعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، كان آخرها منع شخصيات فلسطينية ودولية من دخول الحرم أو الوصول إليه، فضلا عن قرار سابق للاحتلال بضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال 'قبة راحيل' ببيت لحم لقائمة التراث اليهودي، إضافة إلى إعاقة أعمال الترميم داخل الحرم وحوله.
مدير أوقاف الخليل زيد روبين الجعبري، شاهد على ما جرى من أحداث، تحدث لوكالة 'وفا' عن سياسة الاحتلال والتغيرات التي طرأت على الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة من مدينة الخليل بعد مجزرة الحرم، بالقول: 'لقد أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة 'شمغار'، للتحقيق في المجزرة وأسبابها'.
وأضاف، 'خرجت لجنة 'شمغار' في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه- حوالي 60 % بهدف تهويد الحرم.
وأوضح أن القسم المغتصب من الحرم يضم: مقامات وقبور أنبياء، منها قبر سيدنا يعقوب وزوجته، وقبر سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، وقبر سيدنا يوسف، إضافة إلى صحن الحرم وهي المنطقة المكشوفة فيه.
ويتابع الجعبري حديثه عن إجراءات الاحتلال في الحرم ومحيطه: ' قامت بعدها سلطات الاحتلال بوضع كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخاني الخليل، وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة، وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.
كما أشار إلى الإجراءات الأمنية على مدخل الحرم، حيث توجد بوابة إلكترونية، وما يسمى ببوابة القفص، ونقاط المراقبة على باب الأشراف، كل هذا في مساحة لا تزيد عن 200 متر مربع، إضافة إلى وضع 26 كاميرا داخل الحرم، وإضاءات كاشفة ومجسات صوت وصورة، وإغلاق جميع الطرق، باستثناء طريق واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأضاف، أوصت لجنة 'شمغار' الإسرائيلية، بفتح الحرم كاملا (10 أيام) للمسلمين في السنة فقط، وكذلك فتحه كاملا أمام اليهود (10 أيام).
وبيّن أن الاحتلال منع رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي الشريف خلال هذا الشهر (50 مرة)، بحجة أن الأذان يزعج المستوطنين الذين يستوطنون البؤر الاستيطانية الأربع وسط البلدة القديمة.
وأشار الجعبري إلى تصادف أعياد المسلمين مع اليهود مرات عدّة، حيث حاولوا خلال اليهود السيطرة على الحرم، ولكن تمسّكنا بحقنا وتواجدنا في القسم المخصص للمسلمين، حال دون سيطرتهم على كامل الحرم في أعيادهم.
واستنكر، دعوة وزير التربية الإسرائيلي تسير رحلات لطلاب يهود بحجة التواصل مع التراث اليهودي المزعوم، مشيرا إلى أنهم يعملون على قلب الحقيقة، حيث لم يمارس اليهود أي شعائر دينية في الحرم على مر العصور، مناشدا المواطنين التواجد في الحرم لإحباط ممارسات الاحتلال وأهدافهم وإطماعهم.
وأشار مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، إلى أن اللجنة بدأت أعمال الترميم في داخل الحرم منذ عام 1997، واستمرت في ذلك في شقي الحرم رغم المعيقات التي يضعها الاحتلال، من تحديد ساعات وأيام العمل.
وأضاف، 'بشكل رئيس عملنا على ترميم الحائط الخارجي والواجهات، وترميم الساحات العلوية للسطح، وإعادة تأهيل السطح، إضافة إلى تغيير الكسوات الداخلية في المقامات، وترميم اللوحات الفسيفسائية والشبابيك، وتم تزويد الساحة الخارجية بمولدين كهربائيين'.
وأشار حمدان، إلى العقبات التي وضعها الاحتلال في وجه عملية الترميم في أعقاب القرار الإسرائيلي ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال 'قبة راحيل' للأماكن التراثية اليهودية.
كما أشار إلى أنه وبعد صدور قرار ضم الحرم لقائمة التراث اليهودي، أصبحت هناك صعوبات في استكمال عمليات الترميم، ففي الشارع المؤدي للحرم والذي يربط الاستراحة ومدخل المسلمين، تم ترميم جزء منه وبقي الجزء الآخر دون ترميم، كما تم ترميم الواجهة الرئيسية للحرم ، إضافة لترميم الجزء الأكبر من الجهة الجنوبية، وترميم الأعمدة الرئيسية وإظهار جمالها كما في السابق، وأخرى منع ترميمها، كما منعت سلطات الاحتلال تركيب شبكة إطفاء الحريق.
على صعيد آخر، عمل مستوطنو الخليل بشكل منظم على عرقلة برامج زيارات لمحافظ الخليل مع الوفود الأجنبية للحيلولة دون وصولهم إلى البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف، وكان آخرها زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينز،حيث منعت ومحافظ الخليل من دخول الحرم، وتم الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين ونعتهم بألفاظ نابية بعدة لغات، كل هذا للحيلولة دون وصولهم للحرم، والإطلاع على أوضاع المواطنين في البلدة القديمة.
بدوره، أكد مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار، أن قوات الاحتلال قامت باعتقال أكثر من 89 طفلا بالقرب من الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة العام المنصرم، منهم 20 طفلا يسكنون بجوار الحرم، وفسّر هذه الممارسات والاعتقالات أنها استهداف واضح للطفولة، وإجبار أهالي الطلبة منهم، على نقلهم لمدارس بعيدة عن المنطقة.
وذكر أهالي الأطفال أن أبناءهم تعرضوا للضرب والتحرش، والاعتقال المتكرر من قبل جنود الاحتلال بهدف تفريغ البلدة القديمة من سكانها وتهويدها.