فـي يـوم المـرأة العـالمـي... هـن فـي غـزة

ماذا عن الحياة في غزة في يوم المرأة العالمي؟... هناك، في احد مخيمات اللاجئين في رفح، ولدت نجاح عياش، رئيسة مركز تنمية المرأة، المتخصص في تدريب النساء والفتيات.
«اقتصر مدخول والدي من الخياطة على تغطية نفقاتنا اليومية، حيث كنت إحدى الأبناء العشرة في أسرة عاشت تحت سقف من غرفتين مزدحمتين»... تتذكر عياش زمن الطفولة متوقفة عند ما كان يخبرها به جدّها الذي عايش أياماً مضنية إبان النكبة في العام 1948، مضيفة «نواصل تحمّل يوميات المعاناة ذاتها، أنا وعائلتي»...
تتابع عياش سرد تفاصيل الحياة اليومية في القطاع متوقفة عند مرحلة الثمانينيات التي ظللتها صعوبات جمة. «في ذلك الحين، تقاسم الناس همومهم بحسٍّ من الشراكة والتضامن. فبينما كان الرجال يسعون وراء كسب الرزق، كان النساء يهتممن بالأولاد. ورغم التنشئة الفقيرة، أنا محظوظة بالتربية والتعليم اللذين تلقيتهما، خصوصا أن التعليم في ذلك الحين لم يكن أولوية لأسباب تقليدية ومالية، غير أنني استطعت الحصول على شهادة جامعية في اللغة الانكليزية».
عياش، أم لسبعة أطفال وزوجة نجار فلسطيني تأثر عمله إلى حد كبير بالحصار على غزة، بعدما فرضت إسرائيل حظرا على المواد الأولية ومنها الخشب. ومع ذلك، تقول عياش «لا زلنا في رفح، نعيش في غرفتين صغيرتين نتقاسمهما مع عائلة زوجي»، فيما تحاول بيع الحليب والجبن «ولو بأسعار زهيدة»، بعد 5 أعوام على إدارتها مزرعتها الصغيرة.
تعمل رئيسة مركز تنمية المرأة في رفح اليوم على تدريب النساء والفتيات ومساعدة حوالى 300 امرأة شهريا، معظمهن من اللواتي يشعرن باليأس الشديد فيلجأن إلى المركز للحديث عن مشاكلهن المعيشية من أكل من شرب وكهرباء... «أحاول دعمهنّ رغم الأسى الذي يعشن فيه حيث لا يفكّرن سوى في ضمان عيش عائلاتهن بدل التفكير بحقوقهن كنساء». («الغارديان»)