'الأخبار' اللبنانية : سوريا لم تتلقّف المواقف الجنبلاطيّة بكثير من الإيجابية

نقلت صحيفة 'الأخبار' اللبنانية ( القريبة من حزب الله ) عن متابعين اشارتهم تعليقا على غياب اي موقف رسمي سوري من كلام رئيس 'اللقاء الديمقراطي' النائب وليد جنبلاط يوم السبت لقناة 'الجزيرة'، إلى أنها طريقة تعاطٍ سوريّة هادئة مع ما قاله جنبلاط، و'ستؤخذ المقابلة بعين الاعتبار'. واضاف هؤلاء إنّ الأمور ستأخذ وقتها، مكتفين بالقول: 'فليعمل ما يُريد'. وفي معلومات 'الأخبار'، أن موعداً مبدئياً كان قد حُدّد يوم السبت في 23 من هذا الشهر، ويبدو أنه قيد التأجيل.

وبحسب مصادر معنية فإن 'القيادة السورية سمعت تلاوة النائب جنبلاط لفعل الندامة على ما قاله في لحظة تخلٍّ'.

في المقابل، اكدت مصادر معنية للصحيفة أن الجانب السوري 'لم يتلقّف المواقف الجنبلاطيّة بكثير من الإيجابية، مع أنه لا تعليق رسمياً حتى اللحظة بشأنها، فالملف بعهدة الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً'، لكنّ أجواء المقربين من الأخير، تؤكد أن الأمور 'ربما لن تكون بالسرعة التي كان يتوقعها البعض، فمن سمع المواقف السياسية لجنبلاط، يشعر بأنه ليس مستعجلاً لإتمام الزيارة'.

ولفتت 'الاخبار' الى ان توجيه دعوة سورية لجنبلاط، لن يكون ممكناً خلال هذا الأسبوع، لأسباب لوجستيّة مبدئياً، إذ إنّ جدول مواعيد الرئيس الأسد مكتمل لهذا الأسبوع، فهو يستقبل تباعاً الرئيسين الإيطالي والأرميني، وفد المفوضية الأوروبية، وفداً أميركيّاً يضم مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فليتمان، ومدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو، هكذا سيتنهي هذا الأسبوع، ليأتي الأسبوع الأخير من شهر آذار، حيث الانشغال بالإعداد للمشاركة في القمة العربية في ليبيا.

في المقابل، اشارت الصحيفة الى انه ساد في لبنان بين أوساط مقرّبين من سوريا ومن جنبلاط كلام عن أن حديث جنبلاط كافٍ، وأن قوله إنّ عباراته بحق الرئيس السوري قيلت في لحظة تخلٍّ (التي تعني أن الله تخلّى عنه) يعدّ كافياً ويحمل في مضمونه معنى الاعتذار. لكن في تعليق هؤلاء، مثلما في موقف آخرين معنيين مباشرةً بالعلاقة بين جنبلاط وسوريا، كمٌ من التمنيّات بأن تصل الأمور إلى خواتيمها.

فيما قال أحد المعنيين إنّ 'كلام جنبلاط كان واضحاً وصريحاً، وإن القيادة السورية تعرف تماماً معنى كلامه. وإنه عبّر عن اعتذاره من القيادة السورية على طريقته الخاصة، وهو لم يستخدم مصطلح أعتذر، بل ما قاله كان مخرجاً لائقاً له ولطائفته'.

وذكرت 'الأخبار' ان مقربين من جنبلاط سعوا إلى جسّ النبض تحديداً لمعرفة جديّة كلام صحيفة 'الوطن' السوريّة، وإلى التأكيد أن كلّ ما قاله كافٍ. باعتبار أنّ هذه الصحيفة لفتت إلى أن 'وليد جنبلاط 'تلا فعل ندامة' عن مواقفه السابقة تجاه سوريا، لكنه 'لم يعتذر'، مشيرةً إلى أنه لم يكن صريحاً في مواقفه'.

واشارت 'الأخبار' الى ان هذا الكلام ولّد رد فعل سلبيّاً جداً وسط القاعدة الجنبلاطيّة، التي رأت فيه محاولةً لإذلال زعيمها. وهو ما عبّر عنه عدد من المسؤولين الوسطيين. فيما رأى آخرون باباً إيجابياً في إشارة جنبلاط إلى أن المقدّم شريف فيّاض هو من سيرافق نجله تيمور في وضع وردة على ضريح كمال جنبلاط، 'فذلك تقدير لدور الحرس القديم الذي نشأ مع كمال جنبلاط، واستعادة لدور هذا الحرس'.