إحياءً لذكرى «يوم الأرض»

تصادف اليوم الذكرى الخامسة والثلاثين لـ»يوم الأرض» الفلسطينية. وهي ذكرى الهوية الوطنية الفلسطينية، ويوم الإجماع الفلسطيني على قضية واحدة هي الحرية، واليوم التاريخي الذي جاء استجابة للمدّ الفلسطيني الذي عمّ الساحات، منذ 35 عاماً. ففي مثل هذا اليوم من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً من العيش في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمصادرة نحو واحد وعشرين ألف دونم من أراضي «عرابة» و»سخنين» و»دير حنا» و»عرب السواعد» وغيرها، لتخصيصها للمستعمرات اليهودية، في سياق مخطط تهويد الجليل. فانتفض يومها الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في أراضي العام 1948، ضد الاحتلال الإسرائيلي، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل وتظاهرات شعبية عارمة.
واليوم، يقام العديد من النشاطات في المخيمات الفلسطينية وخارجها، احتفاءً بالذكرى، فتفتتح الحملة الشبابية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، الخيمة التضامنية في مخيم برج البراجنة، عند الساعة الواحدة ظهرًا. وتتضمن نشاطات «الخيمة»، رفع شعارات الحملة والتوقيع على عريضة تطالب بإنهاء الانقسام. ومن المتوقع أن يزور طلاب مدارس «الأونروا» الخيمة للمشاركة في النشاطات التي ستشهدها.
وفي المناطق، دعت «الحملة» لاعتصام جماهيري، أمام تجمع المدارس في مخيم عين الحلوة في صيدا. وفي صور، تشهد المخيمات الفلسطينية الثلاثة، البص، والرشيدية، والبرج الشمالي، اعتصامات يشارك فيها طلاب المدارس، تعقد عند الثانية عشرة ظهرًا.
وفي سياق متصل، يفتتح مقهى «ة مربوطة»، معرض لوحات لأطفال مؤسسة غسان كنفاني، ومعرضاً لها، وسوقاً للمطرزات الفلسطينية من تنظيم «مركز أجيال» بعنوان «تراث بلادنا»، عند الخامسة عصرًا.
بدورها، تحتفل منظمة «ثابت» لحق العودة بـ»يوم الأرض»، فتشارك اليوم في معرض «فلسطين الدائم»، بدعوة من «رابطة نساء من أجل القدس» و»جمعية القدس الثقافية»، الذي يفتتح الواحدة ظهرًا، ويستمر المعرض ثلاثة أيام. كما تشارك المنظمة في فاعليات معرض من تنظيم «الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين»، بعنوان «نادي الأقصى»، عند الخامسة عصرًا في مخيم برج البراجنة.
وضمن مشروع «حكاية قرية من فلسطين»، تحيي «ثابت» وأهالي قرية «صفورية» وقرى قضاء الناصرة في منطقة صيدا ومخيماتها، المهرجان التراثي الفني، بمشاركة النائب السابق الدكتور أسامة سعد، عند السابعة والنصف من مساء السادس عشر من نيسان المقبل. وكانت «ثابت» قد افتتحت أمس معرضاً، بالتعاون مع النادي الثقافي في جامعة البلمند في الكورة، يستمرّ حتى مساء اليوم.
وتوالت أمس المواقف لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الفلسطينية. فقد وجه «تحالف القوى الفلسطينية - قيادة لبنان» التحية للشعب الفلسطيني الصامد في الوطن المحتل، مؤكداً تمسكه بنهج الجهاد والمقاومة طريقاً وحيدا للتحرير والعودة واستعادة الحقوق. وطالب «المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التدخل لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة»، مؤكداً «التمسك بحق العودة».
وتوجهت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» إلى الحكومة اللبنانية وجميع الكتل النيابية «بضرورة الإسراع في معالجة الشأن الاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين في لبنان بإقرار حقوقهم الإنسانية، خاصة حق العمل والتملك وإعمار مخيم نهر البارد».
وأصدرت حركة «الجهاد الإسلامي» بياناً اعتبر أن «يوم الأرض هو يوم الوعي الفلسطيني بعمق مأساته، وبالمؤامرات الكبرى التي تحاك ضد شعبنا في الداخل والخارج»، مؤكداً على «المقاومة كخيار وحيد لشعبنا».
وكانت «الهيئة الوطنية لدعم الوحدة ومقاومة الاحتلال» قد نظمت لقاء في «دار بيروت»، لمناسبة يوم الأرض، بحضور النائبين مروان فارس والوليد سكرية، ورئيس حزب «الاتحاد» عبد الرحيم مراد، وأمين الهيئة القيادية في حركة «المرابطون» العميد مصطفى حمدان وممثلين عن سفارات إيران ومصر والسودان وفلسطين وحشد من ممثلي القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية وفاعليات عربية.