بيان للجامعة العربية يبرر دور " درع الجزيرة " في البحرين ومندوب العراق يشارك بتاييده متجاهلا ادانة الشعب لها

في تطور خطير يعكس اصرار النظام العربي الرسمي في توفير" الغطاء " القانوني لدور قوات " درع الجزيرة " وعمليات القتل الطائفي الذي تمارسه بحق " للشعب البحريني الذي يقوم باحتجاجات سلمية للمطالبة بحقوقه ، أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين الثلاثاء شرعية تدخل قوات "درع الجزيرة" في البحرين.

واكدت مصادر مقربة من الجامعة العربية ان هذا البيان صدر بعد ضغوط سعودية وبحرينية وامارتية على الدول الاعضاء في الجامعة ، لاضفاء شرعية على دخول " قوات درع الجزيرة " الى البحرين وتبرير مشاركتها في عمليات القتل الطائفي للشيعة الذين يشكلون اكثر من 80 بالمائة من سكان البحرين واذين يحكمون بنظام سياسي طائفي وديكتاتوري ، حيث يقوم الملك بتعيين نص اعضاء مجلس النواب ، بالاضافة الى تعيينه جميع اعضاء مجلس الشورى الذي يحق له نقض قرارات مجلس النواب !
واكدت هذه المصادر لشبكة نهرين نت الاخبارية ان مندوب العراق في الجامعة العربية قيس العزاوي ، كان من المندوبين المتحمسين لبيان الجامعة هذا ، في وقت كان رئيس الحكومة نوري المالكي قد وصف حاكمي السعودية والبحرين بـ " الطغاة " اللذين يقمعان ارادة شعبيهما في تحقيق الديمقراطية .
ووصفت اذاعة صوت العراق موافقة مندوب العراق على هذا البيان وعدم التحفظ عليه بمثابة " انحياز طائفي لايمثل موقف العراق بل يمثل موقف المندوب قيس العزاوي ووزير الخارجية هوشيار زيباري الي يتحمل مسؤولية هذا الموقف ".
وقالت اذاعة صوت العراق : " ان مجلس النواب مدعو الى استجواب وزير الخارجية هوشيار زيباري بسبب هذا الموقف الخطير في المساهمةة باعطاء شرعية لاحتلال بلد مجاور ولعمليات القتل التي تقترفه في البحرين ، والتعمد في تجاهل موقف الشعب العراقي في مواقف السياسة الخارجية للبلاد ، فبينما يخرج الشعب العراقي في تظاهرات مليونية لادانة الاحتلال السعودي الاماراتي القطري للبحرين واستنكار وادانة عمليات القمع والقتل الطائفي الذي تمارسه هذه القوات وقوت النظام البحريني بحق الشعب البحريني رغم انه كان يخرج في تظاهرات سلمية " .
ودعت اذاعة صوت العراق مجلس النواب الى تناسي مبدأ التحالفات والتوافقات السياسية بين الكتل ، واتخاذ قرار باستجواب الوزير زيباري وسحب الثقة منه بعد اتخاذ وزارته هذا الموقف المشين المؤيد لدور قوات درع الجزيرة في البحرين ".
هذا وقد برر البيان الصادر عن مجلس الجامعةـ عقب اجتماعه التشاوري الطارئ دخول قوات درع الجزيرة الجامعة قائلا : " دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين جاء بناء على الاتفاقيات الأمنية والدفاعية الموقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي لحماية المنشآت الحيوية في المملكة". وحول هذه النقطة بالذات في تبرير دخول قوات درع الجزيرة للبحرين لقمع الشعب ، تعمد البيان تجاهل نص اتفاقية تشكيل درع الجزيرة فانه لاينص على حق هذه القوات للتدخل لتاييد نظام دول عضو فيمجلس الجامعة العربية ضد حركات الاحتجاج الشعبية في اي من دول المجلس بل اقتصارها على المشاركة في الدفاع عن الدول الاعضاء في حال تعرضها الى عدوان خارجي .
وناشد البيان جميع الأطراف المعنية في البحرين التوجه نحو الحوار الوطني الجاد والبناء الذي دعا اليه ولي عهد مملكة البحرين بدون شروط مسبقة، وهو بذلك يؤيد موقف النظام البحريني الذي يرفض الاستجابة لشروط الشعب الذي خرج بتظاهرات سلمية وضمت اكثر من 400 الف متظاهر يطالب بمحاكمة كل من اصدر اوارمر القتل للمتظاهرين ومن نفذها قبل اي تفاوض او حوار ،كما اعلن عن رفض دخول قوات درع الجزيرة وطالب بوقف اطلاق يد رجال الامن بملابس مدنية في قتل وترويع المتظاهرين من الرجال والنساء كشرط اساسي قبل اي حوار ، لان غير ذلك يعني امرا واحدا وهو ، الجلوس للحوار بينما الة القتل مسلطة على رؤوس ممثلي الشعب المشاركين في الحوار مع السلطة ..
ولم يقدم بيان مجلس الجامعة العربية على ادانة عمليات القتل للمتظاهرين والمطالبة بمحاكمة من تسبب بذلك ، بل ىاكتفى بالاعراب عن أسفه لسقوط الضحايا من أبناء الشعب البحريني .
,والجدير بالذكر ان هذا البيان لمجلس الجامعة العربية صدر بعد لقاء تم بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الثلاثاء ، و وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة واقناع الاخير له ، بالاسراع لاصدار هذا البيان بهدف اضفاء غطاء عربي رسمي على تدخل قوات درع الجزيرة للبحرين لقمع الشعب . وكان عمرو موسى قد تلقى في وقت سابق اتصال من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حثه فيها على قيام الجامعة العربية بتوفير غطاء عربي لدخول قوات بلاده للبحرين .

المصدر : شبكة نهرين نت + اذاعة صوت العراق